الأمة| 8 أعوام مضت على تولي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تقاليد الحُكم في بلاد الحرمين الشريفين أو ما يُعرف بـ«البيعة» بعد رحيل شقيقة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وتحت شعار «ذكرى بيعة الملك سلمان»، دشن السعوديون هاشتاجًا على مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على مرور 8 سنوات على حكم الملك البالغ من العمر 87 عامًا.

في الـ23 من يناير عام 2015، تمت مبايعة سلمان بن عبدالعزيز ملكًا للسعودية، بعد أن قضى أكثر من عامين ونصف العام وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء؛ إثر تعيينه في 18 يونيو 2012م بأمر ملكي كما بقي حينها في منصبه وزيرًا للدفاع، وهو المنصب الذي عُيّن عليه في 5 نوفمبر 2011م، قبل ذلك كان الملك سلمان أميرًا لمنطقة الرياض لأكثر من خمسين عامًا.

على مدار السنوات الـ8 من حُكمه؛ قدم العاهل السعودي الملك سلمان العديد من الإنجازات إذ تقدمت المملكة في مختلف القطاعات من بينها التعليم حيث تم دمج التعليم الجامعي بالتعليم العام، واعتماد نظام التعليم الإلكتروني، وتعزيز التعليم الفردي للأشخاص ذوي الإعاقة، ودمج الذكاء الاصطناعي وإنشاء العديد من مراكز التميز العلمي في الجامعات، وإطلاق برامج للبحث العلمي ومراكز التميز والمبادرات المعرفية.

وفي قطاع الاقتصاد، قامت المملكة بتنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي لنشاط الاقتصاد السعودي ضمن روية 2030، وتم تطوير العديد من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل حتى لا تعتمد على النفط، وأصبحت معتمدة على مصادر أخرى للدخل.

كما تمكنت المملكة من تحسين بيئة الأعمال والاستثمار، ممّا ساعد على جذب العديد من المستثمرين الأجانب إلى الأعمال التجارية، بالإضافة إلى تطور قطاع السياحة بشكل ملحوظ، كما أنشئت الهيئة العامة للترفيه والتي عملت على إطلاق العديد من المشاريع الترفيهية لكن هذا الانفتاح لاقى انتقادات لاذعة للمملكة الأكثر التزامًا.

الانفتاح ومحاربة علماء الدين

على الجانب الآخر؛ يرى العديد من المعنيين بالشأن السعودي أن المملكة تخلت عن عاداتها وتقاليدها المحافظة كونها البلد السنية الكبرى في المنطقة إذ نظمت العديد من حفلات الغناء منذ تأسيس هيئة الترفيه بقيادة تركي آل الشيخ.

في حين حاربت العديد من علماء الدين واعتقلت العديد منهم؛ لعل أبرزهم «سلمان العودة وعوض القرني وعلى العمري ومحمد موسى الشريف».

وبحسب حركة «مواطنون بلا حدود» الحقوقية – سعودية غير حكومية- فإن الاعتقالات تتم دون أمر قضائي أو مذكرة إلقاء القبض، وهي طريقة تشبه عمليات الاختطاف، ويمنع المعتقل من التواصل مع ذويه أو توكيل محام لمتابعة قضيته.

ولا تكشف السلطات السعودية عن هوية المعتقلين ولا عن عددهم، ولكن مغردين سعوديين أكدوا في 11 سبتمبر 2017 نبأ اعتقال عشرين شخصية معظمهم من الدعاة، بعضهم مشهورين على شبكات التواصل الاجتماعي ولديهم ملايين المتابعين.

حرب اليمن

وعلى الصعيد العسكري، تكبدت السعودية خسائر فادحة في حرب اليمن ولم تحقق أهدافها منذ أن أعطى الملك سلمان الضوء الأخضر للتدخل العسكري تحت مسمى «عاصفة الحزم» إذ كانت تظن أنها حربًا خاطفة لن تستغرق سوى بضعة أشهر للقضاء على جماعة متمردة.

ووفقًا لتقرير صادر عن مجلة «الفورين بوليسي»، فإن كلفة الحرب السعودية على اليمن بلغت 725 مليار دولار حتى نهاية 2019، بخلاف عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش التي لم تعُلن عنها.

فيما تزعم مليشيات جماعة الحوثي المدعومة من إيران أن هناك أكثر من 10400 قتيل وجريح في صفوف الجيش السعودي منهم 400 قتيل ومصاب منذ مطلع عام 2021، كما تم تدمير أكثر من 14527 آلية ومدرعة ودبابة وناقلة جند وعربة وجرافة وسلاحًا متنوعًا.

الخلاف القطري

وعلى صعيد السياسة الخارجية، كان الخلاف القطري الخليجي الأبرز والأكثر تعقيدًا طيلة سنوات إذ قاطعت المملكة والإمارات والبحرين ومصر الدوحة بسبب مواقفها السياسة الداعمة لبعض الحركات في المنطقة.

وفي يونيو عام 2017، أعلنت السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية كافة مع قطر بسبب «احتضان الأخيرة لمختلف الجماعات الإرهابية والطائفية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة»، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة وتنظيم داعش والجماعات المدعومة من إيران في مدينة القطيف الشرقية بالمملكة.

ومطلع عام 2021، أعادت السعودية علاقاتها مع الدوحة بتنظيم قمة العُلا التي ضمت قادة دول الخليج من بينه أمير قطر، بعد مرور أكثر من 3 سنوات من المقاطعة.