ربيع عبد الرؤوف الزواوي

في رحاب حديث «أم زرع»

الرسالة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمنت عقيدة تكفل الله تعالى لمعتقديها بالجنة والنجاة من النار،

وتضمنت شريعة تكفّل الله تعالى للعاملين بها سعادة في الدنيا وأمنا ونجاة وفوزا في الآخرة.

ولقد كانت مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم لبيان وتبليغ تلك العقيدة وهذه الشريعة مهمة صعبة وكبيرة،

لم ينم ولم يسترح صلى الله عليه وسلم منذ نزل قول الله تعالى (قم)

ولقد فهم صلى الله عليه وسلم ثقل المهمة ولمس ذلك بعين قلبه حين نزلت عليه (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا).

فقام صلى الله عليه وسلم بما يجب عليه لربه حق القيام ولم يسترح إلا عندما فارقت روحه جسده الطاهر،

عندها قبّله صديقه الصدوق ورفيقه في ذلك الطريق، أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد أكب عليه يبكى قائلا:

«بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها»..

ومن عجب لهذا القائم بمثل تلك المهمة أن يجلس لزوجة من زوجاته ليستمع منها حديثا عجيبا -أي عجب- يسامرها بذلك، ينصت إليها،

ثم يختار أحسن ما في الحديث ويشبّه نفسه به، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..

إن حديث «أم زرع» الذى سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عائشة حديث فريد، جدير بأن يعنى به الدارسون،

وأن تقدم فيه الرسائل العلمية الكبرى، والدرجات العلمية العالية،

إنه مدرسة فريدة؛

فيها طبائع النساء، فيها كوامن المعاني وفريد الدرر، فيها فوائد لغوية، فيها نظرات ونكات علمية تحتاج إلي اكتشاف وجمع وترتيب.

ولذا أحاول أن أصل نفسي بين الحين والحين بهذا الحديث العجيب لاستخراج ما يوفق الله تعالى لاستخراجه،

نسأل الله تعالى صدق النية، ونعوذ به تعالى من فساد الطوية، ونسأله تعالى حسن الخاتمة.

من مقدمة بحث قديم بعنوان: في رحاب حديث «أم زرع»