– جاءت 5 طائرات فانتوم أمريكية إلى المدرسة الابتدائية الوحيدة بقرية بحر البقر، بمحافظة الشرقية المصرية، في صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، على الطيران المنخفض، وفي تمام الساعة 9:20  صباحا، قامت بقصف المدرسة بشكل مباشر بواسطة 5 قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدي هذا لتدمير المبنى بالكامل.. واختلطت جثث القتلى بالجرحى، وتلطخت كراسات الصغار بالدماء.. واستشهد 30 طفلًا وأصيب 36 آخرون..

– كانت المدرسة تتكون من دور واحد، وعدد تلاميذها 130 طفلا.. أعمارهم تتراوح من 6 أعوام إلى 12 عامًا، ومن حُسن الحظ أن هذا اليوم كان عدد الحضور 86 تلميذًا فقط..

– قطعت الإذاعة المصرية بثها لتذيع هذا البيان العاجل:
“أيها الأخوة المواطنون، جاءنا البيان التالي.. أقدم العدو  في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم ،علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية، وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيمٍ من النيران”

– وقد هزت هذه الجريمة الشاعر صلاح جاهين، فكتب أغنية للمطربة شادية..
تُصوّر الأغنية (مُدرّسة) من مدرسة بحر البقر تقف أمام الصغار وتقول:


زرعَ .. يردّ الصغار : زرعَ …….

تقول: حَصَدَ .. يرد الصغار: حصدَ..

ثم تصرخ شادية وتقول: قَتَلَ .. قَتَلَ.. ذَبَحَ.. ذَبَحَ ……….

وأذيعت هذه الأغنية مرة واحة فقط من التليفزيون المصري ..


وكان لها تأثير رهيب على عواطف الشعب المصري.. مما دفع الحكومة إلى حظر إذاعة هذه الأغنية..


”الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس..

بالدم اللي على ورقهم سـال..

في قصـر الأمم المتــحدة..

مسـابقة لرسـوم الأطـفال..

إيه رأيك في البقع الحمـرا..

يا ضمير العالم يا عزيزي..

دي لطفـلة مصرية وسمرا..

كانت من أشـطر تلاميذي”..


هكذا استهل الشاعر صلاح جاهين رائعته الشهيرة، مسجلا شهادته عن مجزرة بحر البقر، التي نفّذتها إسرائيل بطائرات الفانتوم الأمريكية، بمحافظة الشرقية – مركز الحسينية – مصر

————-

يسري الخطيب