قاسم جومارت توقاييف

ترجمة- أبوبكر أبوالمجد

كازاخستان تبحث عن دور ريادي في المجالات العلمية، هذا ما يبدو من أبحاثها الأخيرة على لقاح جديد لعلاج وباء العصر (كورونا)، والذي ربما يكون متاحًا قريبًا خاصة لدول العالم الإسلامي.

اللقاح

في 28 مايو الماضي، عقد رئيس جمهورية كازاخستان، قاسم جومارت توقاييف اجتماعًا مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر الفيديو كونفرنس.

وخلال المحادثات، ناقش الجانبان آفاق تعزيز التعاون بين كازاخستان ومنظمة الصحة العالمية، بما في ذلك كيفية مكافحة جائحة فيروس كورونا.

وفي اللقاء رحب الرئيس بالملاحظات الأولية التي أدلى بها غيبريسوس، والتي دعا فيها إلى زيادة الجهود العالمية للتطعيم ضد COVID-19، بحيث يتم تطعيم 10% من سكان العالم بحلول سبتمبر 2021، و30% نهاية العام.

وأعرب قاسم جومارت توقاييف عن تقديره لمنظمة الصحة العالمية للدعم العملي الذي قدمته لكازاخستان بتوفير المعدات الوقائية والطبية خلال الأيام الصعبة الأولى لتفشي المرض.

وأبلغ الرئيس توقاييف، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن النتائج الأولية للتجارب السريرية للقاح الكازاخستاني QazVac، والذي بلغت فعاليته 96٪. حاليًا، وبدأت السلطات المعنية عملية الحصول على موافقة منظمة الصحة العالمية عليه.

ومن جانبه، أشاد غيبريسوس، بالإجراءات التي اتخذتها كازاخستان لمواجهة فيروس كورونا، وجهود الرئيس الكازاخي في دعم إجراءات مكافحة الوباء، حيث تم تلقيح 2.5 مليون مواطنًا، وهو رقم كبير إذا ما قورن بعدد سكان كازاخستان الذي يقارب 20 مليون مواطنًا، كما يأمل توقاييف، في أن يتم تلقيح 55٪ من السكان بحلول نهاية هذا العام.

كما تطرق الطرفان إلى آفاق تطوير سياسة الرعاية الصحية الأولية، ولا سيما الترويج لإعلان أستانا الصادر في العام 2018 بشأن الرعاية الصحية الأولية.

وفي هذا الصدد، دعا الرئيس توقاييف، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إلى دعم المبادرة الكازاخستانية لصياغة قرار سياسي بشأن الرعاية الصحية الأولية، والذي يمكن اعتماده خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2022، بحيث يتضمن القرار الالتزامات الواردة في إعلان أستانا و الإطار التشغيلي للرعاية الصحية الأولية.

كما اقترح قاسم جومارت توقاييف على تيدروس أدهانوم غيبريسوس تنفيذ مشروع تجريبي لمنظمة الصحة العالمية بعنوان “صحة واحدة” في كازاخستان لتحسين بناء القدرات لخبراء آسيا الوسطى بهدف إنشاء مركز إقليمي لمكافحة الأمراض والسلامة الحيوية.

واتفق الرئيس الكازاخي، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على مواصلة التعاون الوثيق من أجل التغلب على تحديات الوباء بشكل مشترك.

وأكد رئيس الدولة استعداد كازاخستان لتأييد وتعزيز قيم وأهداف منظمة الصحة العالمية.

المعهد الكازاخستاني لأبحاث السلامة الحيوية

في 15 يونيو أطلق معهد أبحاث السلامة الحيوية في كازاخستان التجارب السريرية على لقاح QazCoVac-P، وهو لقاح كازاخستاني آخر ضد COVID-19، وذلك وفقًا لما ذكرته خدمة المعهد الصحفية.

QazCoVac-P هو اللقاح الثاني لمعهد أبحاث السلامة الحيوية الذي اجتاز بنجاح التجارب قبل السريرية في مؤسسة متخصصة تابعة لوزارة الرعاية الصحية الكازاخستانية، واستوفى متطلبات السلامة، وتم إرسال أول لقاح QazCovid-in لأول مرة في 22 أبريل.

وتشمل التجارب السريرية متطوعين من الفئة العمرية من 18 إلى 50 عامًا وهم محتجزون في المستشفى متعدد التخصصات في طاراز.

في حين أن QazVac هو لقاح معطل، فإن QazCoVac-P هو لقاح وحدة فرعية يعتمد على البروتينات المصنعة لفيروس كورونا- سارس- كوفيد2.

لقاحات الوحدة الفرعية، مثل اللقاحات المعطلة، لا تحتوي على مكونات حية للفيروس وتعتبر آمنة، والمادة المساعدة الموجودة في اللقاح تحفز بشكل فعال على الاستجابة المناعية دون أن تؤثر سلبًا على جسم الشخص الملقح، نظرًا لأن هذا النوع من اللقاح يحتوي فقط على الأجسام المضادة الضرورية ولا يشمل جميع المكونات الأخرى للفيروس، لذا فإن الآثار الجانبية تكون أقل.

على سبيل المثال، تعتبر اللقاحات ضد الأنفلونزا والتهاب الكبد B والمكورات الرئوية والمكورات السحائية والتهابات الناعور كلها لقاحات فرعية.

QazCoVac-P هو أيضًا لقاح من جرعتين.. وحاليًا، يحفز المناعة في جسم حيوانات المختبر المحصنة في اليوم الرابع عشر بعد الحقن العضلي للجرعة الثانية.

وتستخدم كازاخستان حاليًا Sputnik V الروسي، و QazVac المنتج محليًا، و Sinopharm الصيني المنتج في الإمارات العربية المتحدة ويسمى Hayat-Vax.

وتلقى ما يزيد قليلًا عن 2.5 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من اللقاح ، وفقًا لوزارة الرعاية الصحية الكازاخستانية.

إذا نجحت التجارب السريرية للقاحات الجديدة، فإن QazCoVac-P سيجعل من الممكن تسريع تكوين مناعة القطيع ضد فيروس كورونا في كازاخستان.

القمة الإسلامية الثانية للعلوم والتكنولوجيا

في 16 يونيو الماضي، انطلقت أعمال القمة الإسلامية الثانية للعلوم والتكنولوجيا لدول منظمة التعاون الإسلامي، والتي عقدت عن بعد تحت عنوان “العلم والتكنولوجيا والابتكار: فتح آفاق جديدة “، برئاسة الإمارات العربية المتحدة، والتي تسلمتها من جمهورية كازاخستان.

وبذلت كازاخستان جهودًا كبيرة خلال رئاستها للقمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا، والتي شهدت إطلاق “خطة العمل العشرية” بحيث تكون العلوم والتكنولوجيا المحرك الرئيس الذي يقود المسيرة التنموية لدول منظمة التعاون الإسلامي بحلول العام 2026.

وتحدث قاسم جومارت توقاييف، في افتتاح القمة كرئيس للقمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامي حول العلوم والتكنولوجيا، وأعرب نيابة عن جميع الوفود، عن امتنانه للجانب الإماراتي والأمانة العامة لتنظيم القمة الافتراضية.

وفي معرض حديثه عن التحديات الجديدة غير المسبوقة في عصرنا، دعا رئيس كازاخستان إلى تضافر الجهود لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر للدول أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي وخارجها.

وأشار توقاييف إلى أن العالم الإسلامي كان نواة للفكر العلمي، ووفقًا لذلك، فإن مهمتنا التاريخية الحالية هي المضي قدمًا على طريق التقدم العلمي مع تكريم عظماء الماضي.

وأعرب الرئيس الكازاخي، عن تقديره لدول منظمة المؤتمر الإسلامي لاتخاذها قرارًا خاصًا بمناسبة الذكرى 1150 لميلاد المفكر الكبير أبو نصر الفارابي في الدورة السابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي.

ولفت الرئيس، إلى أن إعلان أستانا وبرنامج 2026 سمحا بتحديد الأهداف والغايات الأكثر إلحاحًا لتحقيق المزيد من التطوير في منظمة التعاون الإسلامي.

وبناءً على ذلك اقترح في الخطاب عددًا من الإجراءات العملية.

وفي سياق الجهود المشتركة للتصدي لوباء كورونا، دعا رئيس كازاخستان إلى التوزيع العادل للقاحات حول العالم وأشار إلى عدم جواز استخدامها كأداة سياسية.

وأطلع الرئيس أعضاء القمة على تطوير لقاح كازاخستان المضاد للفيروس QazVac، والذي يجري حاليًا الحصول على شهادة منظمة الصحة العالمية عليه.

وأكد الرئيس أن كازاخستان ستكون مستعدة لتقديم لقاحها لدول منظمة المؤتمر الإسلامي كمساعدة إنسانية، إضافة إلى إمكانية النظر في إنتاج اللقاح QazVac في دول منظمة المؤتمر الإسلامي الأخرى.

علاوة على ذلك، أعرب قاسم جومارت توقاييف عن استعداده لتبادل أوسع وأعمق للمعرفة والتكنولوجيا، مشيرًا إلى أهمية البنية التحتية الشاملة للبحث العلمي والتطوير.

وقال رئيس كازاخستان: “يمكن لمؤسستنا الأكاديمية والبحثية الرائدة – جامعة نزارباييف، وأستانا آي تي هوب (Astana IT Hub) أن توفر أرضية صلبة لمشاريع البحث والتطوير المشتركة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والأمن السيبراني”.

ويعتقد الرئيس أن الارتقاء بجودة التعليم والبحث يجب أن يصبح أولوية ملحة لدول منظمة المؤتمر الإسلامي.
وشدد على نية كازاخستان زيادة تمويل العلوم إلى 1٪، وتمويل التعليم بنسبة تصل إلى 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025.

وقال الرئيس توقاييف، إن كازاخستان مستعدة لتقديم 100 منحة بكالوريوس في جامعات كازاخستان إلى دول منظمة المؤتمر الإسلامي.

كما ركز الرئيس في خطابه على قضايا رقمنة الاقتصاد، وتحسين جودة الخدمات العامة، ومواصلة دعم أقل البلدان نموًا والبلدان النامية، بما في ذلك البلدان غير الساحلية.

إلى جانب ذلك، تحدث قاسم جومارت توقاييف، عن جهود كازاخستان الرامية إلى معالجة تغير المناخ وحماية البيئة والاقتصاد النظيف.

وأعرب الرئيس للمشاركين في القمة عن قناعته بأن مستقبل بلاد المنظمة يعتمد على نجاحها في التنمية العلمية والتكنولوجية والابتكارية.

وأكد توقاييف، أن العالم الإسلامي لديه إمكانات علمية كبيرة، ومع ذلك نحن بحاجة إلى زيادة الاستثمار في رأس المال البشري وخاصة التعليم عالي الجودة، ومن الأهمية بمكان تعزيز وتطوير تعاوننا العلمي، ومن خلال هذه الإجراءات سنتمكن من إحياء مجد العالم الإسلامي في مجال العلم والابتكار.

وفي ختام حديثه، سلم قاسم جومارت توقاييف الرئاسة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وهنأ رئيس كازاخستان حكومة وشعبا الإمارات بالذكرى الخمسين للاستقلال والإطلاق الناجح للقمر الصناعي “الأمل” في مدار كوكب المريخ ، مؤكدًا أن هذا الإنجاز له قيمة كبيرة للعالم الإسلامي بأسره.

اقرأ المزيد

الصحف الغربية تنشر أكاذيب حول كورونا في كازاخستان وهذه هي الحقيقة

كازاخستان تطلق تطبيقا للسيطرة على عدوى «كوفيد-19»

هكذا تحدث عنه الرئيس قاسم-جومارت توقايف.. كازاخستان تحتفي بأعظم مفكريها

 

 

من أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية