(دعت فرنسا للمرة الأولى علنا لتشكيل جيش وطني موحد يشمل القائد خليفة حفتر بهدف مواجهة متشددين إسلاميين) رويتر 2017 .. تابع التفاصيل

منذ أن تبادل الرئيس ترامب والرئيس ماكرون الزيارات وضع على مائدتهم ملف #الثورة العربية والسبيل لمواجهتها وإنهائها بحلول سياسية موجهة ومتحكم بها وبنتائجها وخاصة في ليبيا لقربها من الجنوب الأوربي وامتلاكها لثروة نفطية هائلة والأهم قربها من مصر والجزائر وهو ما يرشحها لدور حاسم ومؤثر في المستقبل لأي تغييرات وتحولات قادمة في المنطقة وهذا ما يخشاه ترامب وماكرون.

فبعد سقوط نظام القذافي سارعت القوى الدولية إلى محاصرة قوى الثورة في ليبيا سياسيا وإقتصاديا وكلفت هذه القوى إيطاليا المستعمر السابق بالملف الليبي وصلت إلى درجة اعتماد الميزانية الليبية كما في مؤتمر روما عام 2016م لإعداد ميزانية 2017م .. تابع

وبعد وصول ترامب للرئاسة وتفاهمه مع ماكرون وإدراكهم للعجز الإيطالي في ليبيا تغيرت التفاهمات الدولية بشأن ملف الثورة في ليبيا وهو مما أغضب إيطاليا لإبعادها وعزلها عن الملف الليبي

لتصبح فرنسا بتلك التفاهمات والترتيب الأمريكي معنية دوليا وأوربيا في ترتيب الملف السياسي في ليبيا لتحقيق عملية سياسية لا تختلف عن العملية السياسية في تونس في مضمونها ونتائجها بما يضمن استمرار النفوذ الغربي سياسيا واقتصاديا على ليبيا وثرواتها.

لقد حرصت فرنسا على تناغم الإشراف الأممي على العملية السياسية بما يتوافق مع خطة العمل الأمريكية الفرنسية في ليبيا فتم تعيين المبعوث الأممي غسان سلامة الأستاذ في جامعة السوربون والحاصل على الجائزة العظمى الفرانكفونية

ليشرف غسان سلامة على صياغة المشروع السياسي الذي تم التوافق عليه في باريس قبل أيام وحرص منذ البداية على مشاركة قائد قوى الثورة المضادة الجنرال حفتر ليقطع الطريق على قوى الثورة ليحققوا أهدافهم السياسية على مائدة ماكرون ما عجزوا عنه عسكريا على أرض ليبيا.

الثورة في ليبيا عميقة في نفوس شعبها وفي أرضها وهو مما يدركه ماكرون وغرفة العلميات الدولية المشتركة لمواجهة الثورة العربية ولهذا استعانوا بالأدوات الوظيفية من قوى وأحزاب ليبية كالمعتاد كلما تحرك الشعب الليبي ليتحرر من الاستعمار كما واجه المستعمر الإيطالي المجاهد عمر المختار بقوى محلية فالتاريخ هنا يعيد نفسه.

إن إجتماع باريس الأخير كشف مدى وعي قوى الثورة الحقيقية بالتآمر الدولي فرفضت المشاركة والجلوس مع حفتر جنرال الثورة المضادة وأدركت أن الحل السياسي المتوافق عليه هو حل القوى الاستعمارية والثورة المضادة.

إن التحدي القائم هو مدى قدرة الثورة الليبية على مواجهة هذه الترتيبات الدولية المشبوهة وما يحاك لثورة الشعب الليبي بتآمر دولي وعربي، فهل تعيد قوى الثورة الليبية ترتيب أوراق أولوياتها؟ وهل تحقق مطلب الوحدة والتكاتف فيما بينها؟ وهل ترتقي بأدائها الثوري والسياسي لمستوى الحدث وتطلع الشعب الليبي الثائر؟.‏

إن القوى الاستعمارية تسابق الزمن لفرض الحلول السياسية المشبوهة على الثورة العربية لإدراكها بأن الزمن من صالح ثورة شعوب الأمة وعلى قوى الثورة أن تدرك سياسة المصابرة والمرابطة التي أمر الله بها من أهم ما تحتاجه قوى الثورة اليوم لتحقق الثورة أهدافها وفق ما تتطلع الشعوب لا ما يريده ترامب وماكرون.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾

مقالات الكاتب سيف الهاجري

من سيف الهاجري

مفكر وسياسي - الأمين العام لحزب الأمة الكويتي