التجسس الإلكتروني

 

كشف تقرير لمجلة “بوليتيكو”، فإن الرئيس الأمريكي سيواجه صعوبات في جولته الشرق الأوسطية بسبب استخدام برامج التجسس من قبل إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

 

وبحسب التقرير فإن بايدن عليه تجاوز مناقشة هذا الأمر وإلا فإن دبلوماسيته ستكون في أزمة.

وتعهدت إدارة بايدن بمكافحة شركات برامج التجسس والحكومات الأجنبية التي تنشرها للتطفل على الصحفيين والمعارضين. 

 

ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق بشكل خاص بشأن برامج التجسس من شركة NSO Group الإسرائيلية، والتي زعم تحقيق مشترك أجرته The Guardian ومجموعات إعلامية أخرى أن الحكومة السعودية استخدمها أيضا من بين دول أخرى.

 

لكن الضغط العام القوي لخفض سعر المحروقات، من خلال تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، والرغبة في تعزيز السلام بين دول الشرق الأوسط مع إسرائيل “قد يجبر بايدن على دفع برامج التجسس إلى أسفل قائمة أولوياته” وفق تعبير الصحيفة.

 

وقامت شركة “إن إس أو”  بتعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الأشهر الأخيرة، حيث أدرجتها وزارة التجارة الأمريكية  في “قائمتها السوداء” العام الماضي.

 

وكانت تلك الخطوة بمثابة ضربة مالية كبيرة للشركة، رغم جهود بعض المسؤولين الإسرائيليين لإزالتها. 

 

يذكر أن البيت الأبيض رفض محاولة المجموعة الأمريكية L3Harris لشراء “إن أس أو”، بسبب مخاوف أمنية وحقوق الإنسان حول استخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”.

 

وقالت “بوليتيكو” إن متحدثا باسم البيت الأبيض، رفض التعليق مباشرة على ما إذا كان بايدن يعتزم طرح ملف برامج التجسس أثناء جولته، بينما ظهر الموضوع الواسع للأمن السيبراني على أجندة القضايا التي ستتم مناقشتها في المملكة العربية السعودية.

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية  الأمريكية، إنه لن يسافر أي مسؤول من مكتب الفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية بالوكالة مع بايدن.

 

وكان البيت الأبيض أصدر بيانًا قال فيه إن الإدارة الأمريكية قلقة من أن أدوات المراقبة التجارية، بما في ذلك بيغاسوس، والتي “تشكل خطرًا استخباراتيًا مضادًا وأمنًا خطيرًا على الأفراد والأنظمة الأميركية”.

 

وأشار المتحدث أيضًا إلى أن مجلس الأمن القومي يعمل على قاعدة لحظر الوكالات الحكومية الأمريكية من شراء أو استخدام برامج تجسس أجنبية “تشكل مخاطر استخباراتية وأمنية مضادة لحكومة الولايات المتحدة أو تم استخدامها بشكل غير صحيح في الخارج”. 

 

وشهد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي أمام الكونغرس في مارس الماضي أن الوكالة اشترت بيغاسوس للاختبار، ولكن ليس للاستخدام.

 

وقال جيمس لويس، نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي كان على اتصال مع المسؤولين الإسرائيليين قبل المحادثات، إن المسؤولين الإسرائيليين يفكرون في إثارة استياءهم من تعامل إدارة بايدن مع شركة “إن أس أو”.

 

ورفض متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، التعليق على ما إذا كان المسؤولون الإسرائيليون سيطرحون الموضوع مع بايدن.

 

ومن المقرر أن يلتقي بايدن خلال زيارته للسعودية التي استخدمت كذلك تلك البرامج، بمسؤولين من بينهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي اتهمه خبراء الأمم المتحدة في عام 2020 باستخدام برامج تجسس لاختراق هاتف الرئيس التنفيذي السابق لشركة أمازون جيف بيزوس. 

 

كما يُزعم أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية استخدما برنامج “بيغاسوس” لاخترق أجهزة المقربين وأفراد عائلات الصحفي المقتول جمال خاشقجي، لكن شركة “إس أن أو” نفت بشدة هذه التهم.

الأمة ووكالات

من أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية