استطاع رئيس بلدية لندن، الذي أصبح أول مسلم يترأسها عام 2016، تجديد ولايته لفترة ثانية بعد فوزه في الانتخابات التي جرت  الخميس ونشرت نتائجها السبت، 8 مايو/أيار 2021.

وأظهرت النتائج الرسمية أنّ صادق خان (50 عاماً)، الذي وُلد لمهاجرين باكستانيين ونشأ في مسكن اجتماعي، حصل على 1.2 مليون صوت، في حين حصل منافسه المحافظ شون بايلي المنحدر من أصول جامايكية على 977,601 صوت، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

وخان، المحامي السابق المتخصّص في قضايا حقوق الإنسان، برز في ولايته الأولى مدافعاً شرساً عن بقاء بريطانيا في الاتّحاد الأوروبي، ومعارضاً بقوّة لدعاة حملة بريكست، وفي مقدّمتهم سلفه في رئاسة بلدية لندن المحافظ بوريس جونسون، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للوزراء.

وفي حملته الانتخابية للفوز بولاية ثانية رفع خان شعار “الوظائف والوظائف والوظائف”، واعداً بتنشيط اقتصاد مدينته التي عانت الأمرّين من جائحة كورونا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي مثّل ضربة قويّة لقطاعها المالي القوي.

ولضمان “مستقبل أكثر إشراقاً” للندن، أعلن خان عزمه على ترشيح العاصمة البريطانية لاستضافة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في 2036 أو 2040، على أمل تكرار نجاح نسخة 2012 من الألعاب الصيفية.

ونشأ صادق خان مع أشقّائه الستّة وشقيقته في مسكن اجتماعي في حيّ توتينغ الشعبي في جنوب لندن، وكان والدهم سائق حافلة ووالدتهم خيّاطة.

وفي 2005، تخلّى عن مهنته كمحامٍ ليُنتخب نائباً عن حزب العمال في ولاية توتينغ، حيث لا يزال يعيش مع زوجته وابنتيهما.

وخلال ولايته الأولى جمّد رئيس البلدية تعريفات النقل العام وأنشأ مناطق منخفضة الانبعاثات لمكافحة التلوّث الناجم عن السيارات.

ومع ذلك، فقد تعرّض لانتقادات لفشله في وقف الهجمات بالسكاكين، وهي آفة يعزوها إلى انخفاض أعداد الشرطة بسبب إجراءات التقشّف التي اتخذتها الحكومات المحافظة.

صحف بريطانية قالت إن مستقبلاً سياسياً ينتظر عمدة لندن، فهو لا يفتقر إلى الموهبة السياسية، وسجله المذهل جعل منه أقوى شخصيات حزب العمل فاعليةً بين أفراد جيله.

حيث أشارت الصحيفة إلى ما حدث في الانتخابات العامة التي أُجريت في عام 2015، حين تعرض حزب العمل لهزيمة صادمة، حيث تراجعت شعبية الحزب على المستوى الوطني، ولكن تزايدت سيطرته بالفعل في لندن، حيث ارتفعت من 45 إلى 73 دائرة انتخابية، وكان في قيادة حملة الحزب بلندن عمدتها الآن صادق خان.

وكثيراً ما يقال إن عمدة لندن هو رئيس الوزراء القادم. و إن ذلك انطبق أيضاً على بوريس جونسون عمدة لندن السابق.