أبلغت مصر أمس، بحسب وسائل إعلام فلسطينية، الفصائل الفلسطينية تأجيل موعد الحوارات المقررة في القاهرة بسبب انشغالات لديها، ولم تحدد موعدا بديلا.

وقال مصدر مطلع إن تأجيل حوار القاهرة يأتي بسبب تباين المواقف الخاصة في ملف إصلاح النظام السياسي الفلسطيني، وترتيب الأولويات.

وكانت مصر قد وجهت دعوات للفصائل للمشاركة في الحوار الذي كان مقررا أن يعقد يومي السبت والأحد، وكان من المفترض أن يبحث ملفات تتعلق بالمصالحة والانتخابات وإعادة ترتيب منظمة التحرير وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى جانب تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة تعمير قطاع غزة.

وصول وفد حماس للقاهرة

ووصل وفد قيادي من حماس وآخر من فتح خلال اليومين الماضيين إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء مباحثات منفصلة مع المسؤولين المصريين، وكذلك للمشاركة في تلك الحوارات.

وأكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، بحسب وسائل الإعلام المحلية، تأجيل لقاءات الفصائل الفلسطينية في القاهرة. وأوضح البرغوثي، بحسب المصدر، أن “الجانب المصري أبلغهم بتأجيل موعد لقاءات القاهرة، دون تحديد موعد جديد لها”.

والسؤال لماذا أرجأت مصر الحوار الوطني الفلسطيني إلى أجل غير مسمى؟

كشفت مصادر مصرية مطلعة على سير جلسات الحوار الفلسطيني التي تستضيفها القاهرة النقاب عن أسباب القرار المصري المفاجئ بتأجيل انطلاق جلسات الحوار المقرر لها أن تبدأ السبت، بدواعي انشغال المصريين بأمور أخرى، فيما ردت حركة حماس بتصريحات استباقية من القاهرة وغزة!

وقالت المصادر إن المسئولين المصريين أرادوا الاتفاق على مبادئ الحوار وتلخيصها في نقاط رئيسية وفشلت الاجتماعات التمهيدية التي جرت بشكل منفصل بين وفدي حركتي حماس، وفتح في تحقيق التوافق، وهو ما وجد معه المسئولون المصريون، صعوبة في الخروج باتفاق رسمي يمكن توقيعه بين قادة الفصائل عقب انتهاء الاجتماعات.

وبحسب المصادر نفسها، فإن الخلافات بين حركتي فتح، وحماس تركزت حول ملفي إعادة إعمار قطاع غزة، بعد تمسك السلطة الفلسطينية بضرورة مرور أموال إعادة التعمير من خلالها، بالإضافة إلى ملف الانتخابات المؤجلة حيث تمسكت حماس وباقي الفصائل بضرورة إجرائها، وتشكيل حكومة من خلالها وعدم الاكتفاء بمجرد تشكيل (حكومة وحدة وطنية) كمخرج للحوارات المرتقبة.

الكاتب الصحفي جمال سلطان يقول:

السيسي يضغط على حماس لتوافق على مطلب نتانياهو بقبول معادلة إعمار غزة مقابل إطلاق سراح أسرى «إسرائيل»، حماس رفضت، وتصر على معادلة: الأسرى مقابل الأسرى، وأن ملف الإعمار منفصل ، السيسي قرر تأجيل حوار الفصائل في القاهرة إلى أجل غير مسمى، رغم وصول بعضهم فعلا، بدعوى «مش فاضيين»!!

عدنان أبو عمر، ‏‏‏‏‏‏‏‏باحث في الشؤون الإسرائيلية يقول:

مصر تؤجل حوارات الفصائل الفلسطينية لديها، بعد تحمسها الكبير في الأيام الماضية..
واضح أن الفجوات كبيرة، والأولويات مختلفة، والقاهرة خشيت أن يرتبط فشل الحوار باسمها، فقررت التأجيل باعتباره أخف الضررين..

المفكر القومي غازي فخري مرار يقول:

تابعت الحوارات بين بعض قيادات الفصائل منهم من حضر اجتماعات القاهرة ومنهم من تكلم من موقعه في التجمعات الفلسطينية والحقيقة أنني لم استبشر خيرا وحصل ما توقعته أن أجلت القاهرة جلسات الحوار إلى اجل غير مسمى .

قبل أيام استمعت إلى الأخ الدكتور غازي حمد من قيادات حماس وكان في حديث على الميادين وتكلم كلاما موزونا وقال: «نحن نؤمن في حماس بمنظمة التحرير والعودة إليها لكن علينا أن نعيد بنائها وفق برنامج وطني كلام لا يختلف عليه أحد ويمكن ترجمته عمليا إما بانتخابات لأعضاء المجلس الوطني إن استطعنا إجبار الصهاينة بدعم من الأوروبيين والأمريكان والأصدقاء الذين يقفون معنا في العالم, وإن لم نستطع فيمكن أن نصل إلى المجلس الوطني بالتوافق الوطني كما فعل الشقيري في المجلس الوطني الفلسطيني الأول في القدس»

وهنا يتساءل مرار: هل أجرت حركات التحرر الوطني في العالم أثناء مقاومتها المستعمرين انتخابات تحت الاحتلال؟ لماذا نصر على إجراء الانتخابات ونحن نرى ما نواجهه من هذا العدو من صعوبات؟ أرجو أن لا يكون ذلك هروبا من الوصول إلى شرعية مؤسساتنا والتمترس في مواقع البعض في أماكنهم لا يبرحوها حتى يصلوا إلى سن التسعين عاما أرجو أن أكون مخطئا.

ويضيف مرار، على الفصائل الفلسطينية أن تضع احتمال عدم الوصول إلى انتخابات هل يمكن في هذه الحال أن نؤجل الانتخابات إلى اجل غير مسمى؟ أليس من الضروري أن نضع البدائل؟

حكومة ائتلاف وطني

طرح البعض تشكيل حكومة ائتلاف وطني تتابع تسيير الأمور في جزئي الوطن وتضم عناصر تكنوقراط ذو كفاءة عالية من كل الفصائل بما فيها فتح وحماس, ولمست اليوم أن بعض قيادات حماس ترفض هذا الأمر لا أدرى لماذا؟ هل تريد أن تتمسك بالحكم غزه خاصة بعد أن رأي البعض من قيادتها أنهم هم وحدهم الذين حققوا الانتصار الأخير وأن منظمة التحرير هي عبارة عن صالون سياسي بدون حماس هذا ما صرح به الأخ السنوار وقلت ردا على ذلك: منظمة التحرير اشتركت في كل المعارك قبل حماس وبعدها وعددت تلك المعارك, ولم تكن يوما صالونا سياسيا, وقدمت آلاف الشهداء في هذه المعارك وشالت الهم الفلسطيني في مختلف الأنشطة الثقافية والسياسية والنضالية والعسكرية قبل اوسلو لا احد يستطيع ان ينكر ذلك ولا ننكر كذلك دور المقاومة المسلحة والفصائل جزء منها .

حينما يبحث البعض عن قيادة موحده تحكم شطري الوطن من كافة الفصائل والمستقلين لماذا نعترض على ذلك؟ أليس أمامنا إعادة البناء لاعمار غزه.

أليس أمامنا دعوة من المجتمع الدولي للمشاركة موحدين في حل سياسي ولا أقول عودة إلى المفاوضات العبثية كما يذكر البعض فالمرحلة القادمة يمكن أن نتوافق عليها وكيف نمضى فيها وعلى أي الأسس.

كل يغنى على ليلاه

أما ما أراده فالكل يغنى على ليلاه مع الأسف وما زالت بعض الفصائل تبحث عن حصتها فى الكعكة متناسين أن المعركة مع العدو الصهيوني ما زالت مستمرة، وأن أهلنا في القدس والشيخ جراح وسلوان والضواحي مهددين بالطرد من منازلهم، وأهلنا في فلسطين المحتلة عام 48 ما زال منهم الآلاف في سجون العدو.

ويضيف غازي، كان شعبنا ينتظر بتفاؤل اجتماعات القاهرة لتحقق مطالبه في تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، ولكنني أرى أن الفصائل تغيب عنها إرادة شعبنا هذا الشعب بكل قواه هو الذي صنع الانتصار بدماء أبنائه وشهدائه بما فيه المقاومة ولم يكن هذا الانتصار صناعة فصيل أو تضحيات فصيل فلا يجوز لكم في اجتماع القاهرة أن تنسوا إرادة هذا الشعب وتعودوا بنا إلى خلافات الأحزاب الفلسطينية في إضراب سنة 1936 وما حدث من انقسامات.