المنتدى المعني بقضايا الأقليات هو الاجتماع السنوي الرئيسي لنظام حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن قضايا الأقليات.

تم عقد الاجتماع الخامس عشر للمنتدى، وشارك فيه أكثر من 500 شخصية بينهم ممثلون عن الأقليات العرقية وممثلون حكوميون ومنظمات حقوق الإنسان وباحثون أكاديميون.

تحدثت نائبة رئيس المؤتمر العالمي للأويغور السيدة زبيره شمس الدين، عن الوضع الخطير الحالي للأويغور، بما في ذلك الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الحكومة الصينية.

لكن الحكومة الصينية اتخذت إجراءات صارمة لمنع السيدة زبيره من التحدث في الاجتماع. عندما جاء دور السيدة زبيره للتحدث وفقًا لجدول الأعمال، حاول ممثلو الحكومة الصينية في قاعة الاجتماع مرارًا وتكرارًا مقاطعتها أو حتى منعها من التحدث.

أخذ ممثل عن الحكومة الصينية الكلمة وقال إن مؤتمر الأويغور العالمي هو منظمة انفصالية وإرهابية، وليست منظمة مستقلة لحقوق الإنسان، وقال إن هذه المنظمة الانفصالية لا ينبغي أن تُمنح لها فرصة للتحدث في المؤتمر حول قضايا الأقليات.

تحدث ممثل الولايات المتحدة على الفور وقال:

«الولايات المتحدة تدعم المنظمات المستقلة غير الحكومية للتحدث في أي منتدى للأمم المتحدة.

ليس من الصواب منعها من التحدث في منتديات الأمم المتحدة».

لقي خطاب المندوب الأمريكي تصفيقا حارا من الجمهور. لكن ممثل سوريا قال إنه يدعم الصين في هذه القضية.

دعت مضيفة المؤتمر السيدة زبيره شمس الدين ممثلة المؤتمر العالمي للإيغور للتحدث بعد تذكيرها بحقها في الكلام لأنها كانت على قائمة المتحدثين في المؤتمر.

وقالت السيدة زبيره في كلمتها إن الأويغور شعب يتعرض للاضطهاد الشديد في الصين،

وأن الأويغور ليسوا أقلية كما روجت لها الصين في الأصل، وأن الأويغور يسمون أرضهم تركستان الشرقية،

وأنهم لا يقبلون تسمية الصينيين لأرضهم بـ«شينجيانغ» أو «منطقة شينجيانغ الأويغورية المتمتعة بالحكم الذاتي»،

وأن الأويغور موجودون في أرضهم (منذ آلاف السنين)،

ووصفت الوضع الذي يتعرض فيه شعب الأويغور للاضطهاد من قبل الصين.

منتدى الأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات
ممثلو الولايات المتحدة أيدوا خطاب زبيره شمس الدين، نائبة رئيس المؤتمر الأويغور العالمي 

وذكرت أيضًا أنه منذ عام 2016، نفذت الحكومة الصينية عمليات اختطاف جماعية للأويغور وسجنت حوالي 2-3 مليون شخص في معسكرات الاعتقال،

وحرمتهم من المحاكمة العادلة والحق في الاستئناف، واتهمت المجتمع الدولي بعدم القيام بالجهود اللازمة بشأن هذه القضية.

بينما كانت تلقي كلمتها، ظل الصينيون يحدثون الضجيج ويحاولون منعها.

وعلى الرغم من معارضة ممثل الولايات المتحدة لسلوك الصينيين، فقد أيدهم ممثلوا سوريا وإيران.

 قالت لنا السيدة زبيره شمس الدين، نائبة رئيس المؤتمر العالمي للإيغور،

أن نص كلمتها التي استمرت 7 دقائق في الاجتماع كان قد تم إرسالها إلى لجنة المؤتمر للموافقة عليها مسبقا لمنح الحق لها في التحدث هناك.

وتمكنت من إنهاء الأجزاء المهمة من خطابها.

 الأمر نفسه حدث في الاجتماع التحضيري للدورة الخامسة عشرة لمنتدى قضايا الأقليات الذي بدأ في الأول من ديسمبر،

حيث أخبرت السيدة زبيره المشاركين عن الحريق الذي حدث في أورومتشي في 24 نوفمبر.

نقاش حاد في منتدى الأمم المتحدة لقضايا الأقليات

وذكرت أنه في هذه الكارثة، مات العديد من السكان عبثًا بسبب إجراءات سلطات الصينية لاحتواء الوباء والإهمال المتعمد لإنقاذ أرواح البشر في أورومتشي.

في الوقت نفسه،

هاجم ممثلون صينيون في الموقع السيدة زبيره واتهموها بـ«تسييس الحريق».

 قالت السيدة زبيرة إنه يمكن رؤية الحكومة الصينية وهي تحاول جاهدة منع سماع أصوات الأويغور وكشف أسرارها في كل مكان.

 وتزامن الاجتماع مع الذكرى الثلاثين لإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الأقليات. الغرض من الاجتماع هو التأكيد على أهمية الإعلان،

وتذكير الحكومات التي وقعت على الإعلان بالتزاماتها، والاستماع إلى مشاكل ما يسمى بالأقليات في جميع البلدان ومشاكل المنظمات التي تعمل على حماية حقوقهم.

 أصبح الاجتماع الخامس عشر لمنتدى الأقليات في جنيف مرة أخرى ساحة معركة شرسة بين الأنظمة الاستبدادية مثل الصين وإيران وسوريا،

التي تحاول إسكات الأصوات الناقدة المستقلة، والدول والأفراد الديمقراطيين،

مثل الولايات المتحدة، التي تحترم حرية التعبير وحقوق الإنسان.

المصدر: إذاعة آسيا الحرة