الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

 

بمرور الزمن يظهر في الواقع، الإظهار الرباني لقوارع السنن الربانية التي تقع على المخالفين للحق المراد ربانيا بلا محاباة أو مجاملة.

 

الأمة الإسلامية على الصعيد العالمي تسدد فاتورة التخلي عن فكرة الكيان الجامع للأمة الإسلامية الممتدة داخل ستة وخمسين دولة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالإضافة إلى كيانات إسلامية ممتدة داخل دول المنظمة المعروفة باسم الأمم المتحدة.

 

والأدهى من ذلك سعي البعض إلى هدم الكيانات الجزئية الموجودة فيما عرف بالدولة القطرية أو الدولة الوطنية أو الدولة القومية المرتبطة بإقليم جغرافي أو لغوي ظنا منه أن الهدم وسيلة للبناء وهذا وهم وفكر خادم لأعداء الأمة حيث يربحون على كافة المحاور.

 

ففي ظل واقعنا المعاصر يقتضي الوعي والعقل والحكمة حراسة جميع المكونات العامة والخاصة للأمة فينبغي السعي نحو تكوين المفاهيم الجامعة للأمة مع الحفاظ على المكونات الجزئية داخل الأمة فوجودها أفضل من انعدامها أو أنجى للأمة من العمل على تحلل هذه المقومات من الأسرة إلى الدولة بصفتها الوطنية أو القطرية أو القومية الموجودة على الساحة .

 

الغاية المحمودة تكمن في عقلانية الاستفادة من التجمعات القائمة حول العالم لتحقيق خير أو تقليل قوة شر.

 

فلا ينبغي الغلو في الهجر أو الغلو في الولاء حتى نستطيع حراسة حق متفرق أمام باطل مجتمع.

ومن ثم فالسعي لقطع العلاقات وهدم كل محاور التلاقي أو التعامل مع النظم المخالفة للحق في جزئية سعي لا يربح منه أولياء بل يساعد في تذويب نقاط قوة وسط جحيم نقاط الضعف .

 

ويجب إدراك أهمية فهم سنن الله الكونية في استبدال الأوعية التي يجب أن تستعمل في سبيل نصرة حق لا يتغير ولا يتبدل إلى قيام الساعة فتنحرف فتقع في مرمى سنة الاستبدال ، مع إدراك فهم التوافق مع موعود القدر الكوني الرباني وبين أهمية الفهم لمخاطر التنازع البيني حتى نكون أدوات في استنساخ الهلاك أو الضعف في عالم الواقع.

من عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية