في كل يومٍ نقرأ سيلاً من الانتقادات والتحليلات،. ونصرخ ونندُب، ونتفنّن في قراءة السطور وما بين السطور، بل يذهب بعض «الأذكياء» لمعرفة ما تخفي الصدور!

 

«كثيرٌ»  من الناس؛ يُحسن اكتشاف الخلل والأخطاء والمعايب .

 

«أكثر» الناس؛ يُحسن وصف القصور والفجور وبيان المثالب .

 

ولكن «قليلا» مِن الناس مَن يجتهدون للبحث عن الدواء، ويتدرجون في تطويق الداء، ويصبرون مع المُصاب في تواضعٍ ورحمةٍ حتى يتماثل للشفاء.

 

الفئة الثالثة، هم أصحاب المهمة الأصعب، من الدعاة الربانيين الصادقين الذين حباهم الله بنور وحكمة، فتراهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويدعون إلى سبيل الله على بصيرة، يبتغون رضوان الله، ولا يرجون من أحد جزاءً ولا شكورا .

 

أوطاننا أيها الأحبة تحتاج إلى مجموعات؛ تعمل بِعِلم  وتبذلُ بإخلاص، لتخوض معركةَ التعليم والبناء والتوعية والتزكية، وتطبيب علل المجتمع، التي تفاقمت واتسع خرقُها على كل راقع .

 

مساحة الجهل بأساسيات الإسلام في بلادنا تزداد اتساعاً، ومسافةُ التخلق بقيم ديننا تزداد تنائيا وبُعدا،… ولابد أن تنفرَ طائفةٌ كبيرة من رجال البلاد وشبابها، وتتخفّف من الخوض في الصراعات السياسية، وتتفرغ لحمل هم الدعوة إلى الله تعالى، وتعليم الناس شؤون دينهم، وتعريفهم بسماحة شريعتهم وسمو غايتهم ومقاصد خلقهم، وتجمعهم على عمل الخير وخير العمل.

 

ولكلٍ مننا دوره للمشاركة في إعداد هذه الشريحة، لأن وجودها بيننا فرضٌ من فروض الكفايات، وطوقُ نجاةٍ وسط طوفان الشهوات والشبهات.

 

{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

 

بداية الإصلاح وعيٌ..