أزمة جديدة بين قطر والبحرين تزامنًا مع المصالحة الخليجية

الأمة| مع قرب انعقاد القمة الخليجية في الرياض مطلع يناير المقبل، والتي من المقرر أن تشهدد انفراجة للأزمة العالقة داخل البيت الخليجي منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام، شهدت الأيام القليلة الماضية أزمة جديدة بين الدوحة والمنامة.

بدأت الأزمة مع إعلان الدوحة في 12 ديسمبر الجاري، احتجاز طرادًا بحرينيًا، قالت إنه كان يقوم بالصيد في المياه الإقليمية القطرية وألقى القبض على طاقمه المكون من ثلاثة أفراد.

وأوضحت قطر أن دوريات أمن السواحل والحدود أوقفت الطراد البحريني في منطقة فشت الديبل داخل حدود المياه القطرية بعمق 1.3 ميل بحري، وذلك في إطار ممارستها لأعمالها المعتادة بمراقبة وحماية المياه الإقليمية القطرية.

من جانبها، ردت المنامة عبر بيان شديد اللهجة، وقالت، إنها لم تتلق بلاغًا رسميًا بالواقعة من الجهات القطرية المختصة، مؤكدة أن تمادي قطر في مثل هذه الممارسات الاستفزازية يتنافى تمامًا مع مباديء مجلس التعاون الخليجي وعلاقات حسن الجوار والقوانين والأعراف الدولية، وتعكس عداء قطر واستهدافها مواطني مملكة البحرين في أرزاقهم.

وشددت المنامة على أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ ما تراه مناسبًا لحفظ حقوقها وحقوق مواطنيها، حيث تعد المياه الإقليمية مصدرًا لأرزاق ممارسي مهنة الصيد من المواطنين على مدار السنين.

وعقب قرابة أسبوعين من أزمة الطراد البحريني، نشبت أزمة جديدة تمثلت في اختراق مقاتلات جوية بحرينية للأجواء القطرية وفق ما أعلنت عنه الدوحة.

ففي 24 ديسمبر الجاري، أبلغت قطر مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بخروقات للأجواءها نفذتها مقاتلات بحرينية، بينما أوضحت المنامة حقيقة ما حدث، قائلة إن ما ذكرته الدوحة «ادعاء لا مسؤول».

وأوضحت قطر أنها أخطرت رسيمًا مندوب جنوب أفريقيا ورئيس مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، باختراق 4 طائرات مقاتلة بحرينية للمجال الجوي فوق المياه الإقليمية القطرية.

واستنكرت الدوحة ما حدث، معتبرة أن هذا التصعيد يرفع من حدة التوتر في المنطقة الذي ساهمت البحرين في زيادته، وقالت مندوبة قطر بمجلس الأمن إن بلادها حريصة «على علاقات حسن الجوار مع احتفاظها بحقها الكامل في الرد على أي انتهاكات، وأنها ستتخذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن حدودها ومجالها الجوي والبحري وأمنها القومي».

وسرعان ما ردت المنامة عبر وزارة الخارجية البحرينية على ما ذكرته الدوحة، وقالت إنه «ادعاء لا مسؤول وعار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة». وأوضحت أن طائرتي اف ١٦ بحرينيتين و2 أمريكيتين من نفس النوع كانت تحلق ضمن تمرين جوي مشترك، واندمجت في تشكيل واحد، وعبرت أجواء السعودية في اتجاه الشرق استعدادًا للهبوط بقاعدة عيسى الجوية.

وأكد وزارة الخارجية في بيان لها، أن «هذا المسار يعتبر الممر الجوي للخروج من منطقة التدريب والدخول إلى أجواء مملكة البحرين، ولم يتم خلال رحلة العودة التحليق على الأراضي القطرية، ولم يتم استخدام المجال الجوي القطري، وإن سلاح الجو الملكي البحريني يتوخى الدقة والحرفية أثناء تنفيذ جميع الطلعات الجوية لضمان عدم الاقتراب من حدود الدول الأخرى».

وتوجهت المنامة هى الآخرى إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وقالت إنه «أمر مؤسف وعار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة»، وأوضح مندوب البحرين الدائم لدى الأمم المتحدة، جمال فارس الرويعي، في رسالة، أن «ادعاءات دولة قطر الباطلة هي، وللأسف، جزء من التحريف المستمر والمتصاعد الذي تمارسه دولة قطر بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي تفاقم التوترات الإقليمية».

وتتصاعد حدة التوتر بين البلدين، بالتزامن مع قرب انفراج الأزمة الخليجية الناشبة منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام، بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى.

ومن المقرر أن تستضيف الرياض في 5 يناير المقبل، القمة الخليجية الـ41، وسط أجواء متفائلة بإمكانية أن تشهد توقيعًا على اتفاق ينهي الأزمة الخليجية المتواصلة منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام.