الأمة| مر ما يقرب من 12 عامًا على الحرب الأهلية السورية التي بدأت في  مارس 2011. فشل بشار الأسد في توحيد سوريا تحت حكمه أو في إعادة الوضع في البلاد إلى حكمها الاستبدادي القوي والقمعي قبل الحرب، كما فشلت المعارضة في إزاحة الديكتاتور السوري عن الحكم.

كما هو الوضع منذ عدة سنوات، تنقسم سوريا إلى ثلاث مناطق سيطرة رئيسية: حكومة دمشق، ومناطق خاضعة للسيطرة الكردية، ومناطق في الشمال مع معارضة مدعومة من تركيا.

بالإضافة إلى ذلك، لا يزال وجود العديد من القوى الأجنبية والجهات الفاعلة غير الحكومية مستمراً في البلاد. لهذا السبب، تستمر النزاعات في الحدوث بشكل متكرر على أراضي البلاد.

على الرغم من العديد من العمليات السياسية والدبلوماسية الجارية لإنهاء هذه الصراعات، لم يتم إحراز تقدم يذكر. في هذا السياق، كانت أهم خطوة في المنطقة هي مباحثات أستانا، التي بدأت في يناير 2017 وجمعت بين إيران وتركيا وروسيا.

وزُعم أن أحد أهداف هذه العملية هو القضاء على نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة وجمع المبادرات السياسية في إطار عملية دبلوماسية واحدة.

 

ولكن نظرًا للأهداف المختلفة استراتيجيًا لأنقرة وطهران في سوريا، فإن محادثات أستانا لم تحرز تقدمًا يُذكر. بينما كانت إيران مصممة على إعادة توحيد سوريا تحت قيادة الأسد، ظلت تركيا ملتزمة بدعم قضية المعارضة المسلحة في سوريا.

اليوم، يحتفظ كلا البلدين، تركيا في الشمال وإيران في الجنوب، بمناطق سيطرة الأمر الواقع في سوريا.

خريطة النفوذ في سوريا 2022 

 باستثناء البادية ومحيطها، تخضع محافظات حمص بأكملها وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا والسويداء والقنيطرة ودمشق لسيطرة نظام الأسد. بالإضافة إلى ذلك، فإن النصف الجنوبي لمحافظات إدلب والرقة وحلب ودير الزور يخضع أيضًا لسيطرة الأسد. كما توجد جيوب صغيرة يسيطر عليها النظام مثل مدينة نصيبين على الحدود مع تركيا، ويفرض النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا السيطرة على ثلثي البلاد.

 بعد النظام، تتمتع الجماعات الكردية بأكبر قدر من السيطرة في البلاد. -تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية- وتسيطر المجموعات الكردية أيضًا على كل المناطق باستثناء شمال غرب محافظة الحسكة، والجزء الأوسط في الجنوب باستثناء شمال الرقة خاضع للنظام، وشمال شرق محافظة حلب.

 الفاعل الثالث هو جماعات المعارضة المدعومة من تركيا، وتسيطر هذه بدورها على ممرين أفقيين طويلين من عفرين إلى جرابلس ومن أقجة قلعة إلى جيلان بينار على الحدود التركية في أقصى شمال البلاد، وهما ممران منفصلان عن بعضهما البعض. كما أنها تخضع لسيطرة المعارضة في جنوب شرق حمص وقسم في شرق محافظة ريف دمش.

كما ان الأمم المتحدة والدول الغربية لها نفوذ أيضا في المنطقة المتنازع عليها بين مدينتي سنير وأفيك، الواقعة في أقصى جنوب غرب البلاد، بين إسرائيل وسوريا.

ولا تزال هناك أماكن يمكن للتنظيمات مثل داعش وتحرير الشام / النصرة  أن تحتمي. ومن أهم هذه المناطق إدلب، وتقع كمناطق جيوب صغيرة، لا سيما في المنطقة التي يسيطر عليها نظام الأسد.

 

/يورونيوز/

من عبده محمد

صحفي