هجرة غير شرعية
هجرة غير شرعية

ورد في صحيفة اليوم السابع المصرية بتاريخ 21/6/2017 على لسان وزيرة الهجرة بالنظام المصري قولها : نبيلة مكرم عن حملة مكافحة الهجرة غير الشرعية: “قبل ما تهاجر فكر وشاور”

وبحسب الصحيفة فقد جاء التعليق خلال مأدبة السحور التى تنظمها وزارة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج للكشف عن خطة الوزارة فى مكافحة الهجرة غير الشرعية وجهودها، وقالت نبيلة مكرم: “نحاول إشراك المواطن فى الخارج فى الفعاليات الموجودة بالدولة، لربطه بوطنه، وإحنا جزء من كل حاجة”.

ونقول :

وزارة الهجرة وشؤون المصريين المصرية هي الوزارة المسئولة عن متابعة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج في جمهورية مصر العربية. والتي كانت تعد أحد اختصاصات وزارة القوى العاملة والهجرة حتى تم فصلها في وزارة أحمد شفيق ثم عادت وانضمت اليها مرة أخرى في وزارة عصام شرف.
وها هي تؤكد على انفصالها وتواجدها في الوزارة الحالية بعد نظام يوليو 2013
ورغم أن مسمى وزارة الهجرة في العادة يرتبط في الدول الكبرى باستقبال المهاجرين لتيسير وتنظيم قبولهم في المجتمع الخ
إلا أن وجود وزارة للهجرة في دولة لا يكف فيها المواطنون عن طلب الهجرة و” الفرار ” من البلد لهو أمر مستغرب إلى حد كبير؛ إذ مسمى الهجرة في الغالب يرتبط ببت الصلة بين المجتمع المهاجر منه ونقلها إلى المهاجر إليه وربما يعلق المهاجرون بأن النظام لا يكف عن تتبعهم حتى بعد خروجهم منه!
وكثيرا ما تعددت الشكوى من العقول المهاجرة والشباب المهاجرين وخسارة البلد لعقولهم وقدراتهمكمثال في عام 2011 تمت إستقالة 11 معيدا من كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس للعمل بأمريكا إضافة لنزيف الهجرة المستمر منذ عقود فهناك 54 ألف عالم وخبير مصري في الخارج يعملون في مختلف التخصصات العلمية من بينهم 11 ألفا في تخصصات نادرة و94 عالما في الهندسة النووية و36 في الطبيعة الذرية و98 في الأحياء الدقيقة و193 في الالكترونيات والحاسبات والاتصالات.

وتبين الإحصاءات أن أمريكا تحظي بالنصيب الأكبر من الكفاءات والعقول المصرية المهاجرة بنسبة 39% تليها كندا بنسبة 13.3% واسبانيا في المؤخرة بنسبة 1.5%.

وفي ذات الوقت فإن الهجرة تشمل شبابا ومواطنين بسطاء لا يملكون من المواهب ما يجعلهم مرحبا بهم ويرغبون في العمل ولو في الأعمال الدنيا ومع ذلك يتم النظر إليهم في بعض الدول التي يهاجرون إليها على أنهم أعباء إضافية ويتفاوضون بشأنهم مع بلدان أخرى لنقلهم إليها
اومعنى ذلك أن إنشاء وزارة متخصصة في الهجرة يثير تساؤلات عن وجودها المبدئي ؟
لماذا أنشئت وما دورها ؟
وما الذي يمكن أن يجنيه الشعب حقا من تلك الوزارة بخلاف مزيد من الخسارات المالية للرواتب والمقرات وتنقلات الوزيرة ( تولى الوزارة امرأتان مسيحيتان جورجيت قللينى ونبيلة مكرم عبد الشهيد )
إن القوى العاملة للشعب هي ذخيرته الأساسية ومصر تستمد جانبا كبيرا من قوتها من تعداد شعبها وقوة تأثيرها ومن نظم التعليم فيها فدعنا الآن نطل سريعا على الواقع
ولقد أظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع عدد المصريين المهاجـرين لخارج بنسبة أكثر من 17 بالمائة عن سنوات سابقة
وفي تقرير صادر من سنوات أشير إلى عدد الحاصلين على مؤهلات جامعية (بكالوريوس – ليسانس) من المصريين الحاصلين على موافقة للهجرة بالخارج يبلغ نسبة 50.5% مــن إجمالى عدد المهاجرين الأصليين والمرافقين فى سـن التعليم (10 سنوات فأكثر)
، مبينا أن المهاجرين فى الفئة العمرية( 35- 39 سنة) جاءوا فى المرتبة الأولى من حيث عدد المصريين الذين حصلوا على موافقة للهجـرة بالخـارج ب بنسبــة 23.2% يليهــا الفئـة العمرية (40 – 44 سنة ) بعدد 100 مهاجراً بنسبة 19.8 % من الاجمالى. ( بتصرف عن جريدة البداية )
إن ملف الهجرة ملف مؤلم يدل على فشل أي نظام في المحافظة على مواطنيه لدرجة أنهم قرروا الرحيل عنه والتخلي عن كل انتماء وعلارقة تربطهم به
هذا فضلا عن المسافرين الراغبين أيضا في البحث عن فرص أفضل وهم كثيرون
وذاكرتنا لم تمح منها بعد غرق مراكب المهاجرين ولا هروبهم داخل البلدان ولا الطفل الذي ذهب إلى إيطاليا ليبحث عن علاج أخيه ولا الحالات الإنسانية المختلفة للأسر التي تعاني بعد سفر معيليها
ولا الشباب الذي عانوا الاضطهاد وحكم عليهم بأحكام مسيسة وجائرة أو الذي صودرت أموالهم بدعوى انتمائهم لفكر فهربوا وهاجروا
فالأحوال السياسية والاقتصادية والنفسية غير مواتية فماذا نتوقع من الشباب ؟…

اطلعوا على تعليقاتهم في صفحات التفاعل وانظروا إلى إنشائهم مجموعات تتحدث عن ظروف الهجرة وكيفية الهروب لتعاينوا حجم المشكلة الكبرى لديكم ولتفكروا بجد في حلول توقف هذا الهدر لا أن تعملوا على التعايش معه واعتباره نقطة تميز وتفرغوا لها وزارة !
إن الهجرة وعدم الاستقرار هو نتيجة لفشل كبير يعاني منه المجتمع تتظافر فيه منظومات الفشل المسماة الوزرات وخاصة ما ذكرناه من الوزارات المسؤولة عن الأمن والسياسة والاقتصاد والعمل وحقوق المواطنين
ثم تقول الوزيرة بعد ذلك أنها تدعو الشباب للتفكير قبل السفر ! نفس ما قاله السيسي قبل ذلك وكأنهم لا يعيشون في البلد !!
تفكير في أي شيء ؟…
فلتدع الحكومة لتوفر لهم حياة كريمة وآمنة ولو بالحد الأدنى الآدمي وأضمن لك أنهم لن يفكروا في السفر ولا في الهجرة !