خربشات ثائرة من سجينات فلسطين

وكتبت في حائط أزرق ،/،ــ
بطبشور أبيض ،،،
في سجـــن إسرائيل ،، بني صهيون ،/،،

1/،/، 
انتهــى بي المطاف ،
في زنزانة زرقـــاء خرصاء بكماء ..
أرتشـــف تلــك المياه اليائــسة ،/،
وأنظر إلى تلك العيـــون النسائية البائســة ،/،

2/،/،

حيـــاة خبــز ومــــاء ،،
هكــــذا جمــــيع النســـاء ،،،
في زنــــــزانة العنــــاء ،،/

3/،/،

أنتـــظر الطًارق ،وماأدراك ما الطًارق ،،
ليــقذف في قـــلبي طمأنينة وراحـــة ،،
بلا أولادي ولا زوجـــي ،،
أسيـــر وأمشــي في الباحـــة ،،
في زنزانــــة العنــــاء ،،

4/،/،

أيـــــن المسلــمون ويحـــهم ،،
ويــْــحهمْ،، يا ويْحــــهمْ ،،

5/،/، 
أنتــــ المجـــــير يا ربـــي ،،
سجينات بائســـات ،،
في زنزانــــة العناء الزرقاء ،،
خرصـــأء بكمـــاء ،،

6…

بداتــ في السادسة ،،
فأتت تلك الشرطية الحمــقاء .. يهودية شقراء ،،
عـودوا إلى زنزانتــكم ،،

إنتهت الإستراحة ،،

فمشيـــت ،،/،،،ـــ/
،،،/،،،،ــــ/،،،ــ

في اليوم التالي ،،
خرجنا إلى الساحــة ،،ـــ
في وقت الإستراحة ،،/ـــ
وفي الحائط الأزرق ،،
بطبشوري الأبيض ،،/
باشرتــ الكتابــــة ،،/ـــ
6،/،/
تذكــرت ذلك اليوم ،،
في جــو بارد خريــف ،،
أحمل الخبــز الساخن في يدي ،،
من عنــد عمي صالح الخبــاز ،،
وأنا أسيـــــر ،،ـــ
أتاني جندي خبيــث ،،
بلباس أخضــر مخيــف ،،
أوقفــني ضاحكــا كصوت حمـــير ،،
إلى أين ذاهبــة يا امرأة ،، ؟؟
سكـــتت ولم أجبــ ،،
إلى الزنزانــة إذن .. ،،
وضحكـــاته تتعالى ،،
وقاحـــةً وسفاقــة ،،
فصدمـــــــــــتْ ،،
تبـــــــــاًً ،، 

7،/،/
سقــط الخبز من بين يدي ،،
مصيـــر أولادي وزوجــي في خاطـــري ،،
يا ويلــــــــــتي ،، !!!
إلى أيـــــن ،،؟ إنََها النهايــــة ،، ــــ


8،/،/
قيــدت بتلــك ال …
ومشيـــت وراءهم مذلولة مدحورة ،،
صامتـــة وصامدة ،،
ركبــــنا في تلــك الحافلـة ،،
وجلــست على الحافة ،،/ـــــــ
طأطأت رأسي ــ وأولادي بين عيني ،،
9،/،/
ونحــن نسيــر في الطريــــق ،، /ـــ
………………….

جاءت تلك الشرطية الحمقــاء ،،
عودوا إلى زنزانتكم ،،
إنتهت الإستراحة ،، ـــــ 
في اليوم الثالث ،،
عدْتُ إلى سمــاء أحزاني ،،ــ
لأباشر خربشات وجداني الأليــم ،، ــ
بطبشوري الأبيــض ،،
وفي الحائــط الأزرق ،،/،،


9،/،/
ونحْنُ نسير في الطريــق ،،ــ
أطــلُُ من النََافذة الصغيــــرة ،،/،،
مُــغطََاة بشبابيــك حقيــرة ،،..
والدُُمــوعُ منهـــمرةًً غزيــرة ،،ـــ
على فقــْدان أولادي وأحبــابي ،،ــ
صرتــ أنا السََجيــنة الأسيــرة ،،ــ

10،/،/
وصــلْنا إلى بوَابــة الفناءْ ،،..
بســجن مدســوس في الخـــلاءْ ،،
وفي زنزانــة العنــاء ،،
حُطـــََت الرحـــالْ ،،
إهدئي يا نفـــْسُ رجـــاءْ ،،
هــذا هو البـــلاءْ ،، لا عــودة ،،

11،/،/
ســـجينة ٌ مقــهورةٌ أنـــا ،،
أي الجرائــم قد ارتكبــت ،،
بين أيادي ملطََخة بالدمــاءْ ،،
آكــل وأشربــ وأنــامْ ـــ،،
أيــرضيك هــذاْ ،،
أنتــ يا رجــل الإسلامْ ،،

12،/،/
وأبقـــى حزيــنة مكــسورة ،،ــ
كطــائر مجــروح الجــناحْ ،،
بلا جهــاد ولا كفــأحْ ،،ــ

13،/،/
غـــداًً يومُ الفــصل ،،/ــ
بحـــكم ظالــم جا ـئرْ ،،ـ
أنتـــظر الإعــدام أو المؤبـــدْ ـــ،،،ـــ
وهــذا هو الأمــرُ المُؤكََـــدْ ـــ،،


تعبـــت يدي من الكتابــة ،،ــ
وقــلبي في حزن وكآبــــة ،،ــ
حتــى جاءت تلك الشرطية الحمـــقاء ،، يهودية شقراء
عــودوا إلى زنزانتــكم ،،ــ
إنتهــــت الإستراحــة ،،ــ
في اليوم الرابع الأخيــر ،، 
أنتــظر النداء لتقرير المصيــر ،،
يشاركني همومي تلــك ..
طبشوري الأبيض ،،
في الحائط الأزرق ،،

14،/،/ 
اغتصب اليهود حريتي ،، 
بين حيطان الأحزان ،،
أكتب تلك الخربشات ،، 
علــها تبقى لأسيرة بعدي ،،
أو يمحوها رجال أحرار ،،
بعد أجـــــل …
غيـــــــر مسمـــى ،، 

15،/،/ 

نظرت من تلك النافذة ،،
إلى سمــاء باهية عاليــة ،،
مغطاة بسحــب سوداء ،،
تحمل زخــات مطرأليــمة ،، 
فتمــحو خربشاتي ،،
حينها ..عرفــت أنــها ..
النهـــــــــاية ،،

16،/،/ 

وسقــطت تلك الدموع الغالية ،،
حلفــت أن لا تنزل .. فنزلت ،،
وجلــست أنتظر القــرار ،،
من عــدو ظالم متجبــر متســلط ،،
والعقــل متوتر منهــار ،،
ودُق باب الزنزانة .. 
ففتحـــت ..

17،/،/ 

ورأيــت تلك الأعين الخبيثة ،،
إبتسامة رهيبة ،، 
إلى الجلســة يا أسيرة ،،
فمشيت نحــو .. 
المجهــول ،،

18،/،/ 

جلــست على كرسي الإتهام ،،
وما جرمي سوى ،،
خبــز ساخن في يدي ،،
أحمــله إلى أولادي ،،
وبدأتــ … 
الجلســة ..

19،/،/ 

قلوب مليئة بالحقــد ،،
خبث يملئ الصدور ،،
ونظرات تكشف المستور ،،
وغاب عليــهم الكلام ،،
فلا جريمة لــي ،،
فهم أكبر المجرمين ،،

20،/،/ 

الجميــع في سكــوت ،،
وأولادي يبــكون ،، 
ودمعاتهم عار على المسلمين ،،
وزوجي في انتــظار ،،
وقلبي في خفقــان ،،
وصــدر القرار ،،
.. 

21،/،/ 

أيتــها السجيــنة ،،
مؤبــــد ،،
….

22،/،/ 

غـــــــاب النــور عن عيني ،،
وداعا أولادي وأحبائي ،،
فهذه هي النــــــــهاية ..
اغتصــبوا حريــــتي ،،
قتلوا ضحكات أولادي ،،
حطموا جــدران سعادتي ،،
فهــــذه هي النهايــة ..


مخرج،،/ـــ
رفـــــــــــعت الجلــسة ،،