إلى إخواننا وأبنائنا من الجزائريين والمغاربة والتوانسة والليبيين وعموم العرب في أوروبا..

 

هناك دعوات تستنفركم لتكثير سوادها والمشاركة في تجمعها الذي ستنظمه يوم 1 ديسمبر 2019 في بروكسل، لتدويل القضية الجزائرية.

 

نحن لا نملي عليكم شيئا، فأنتم أحرار في تصرفاتكم وخياراتكم..

 

لكنني أدعوكم إلى أن تضعوا نصب أعينكم هذه الأمور:

 

– هل يصطف الحر ضد بلده مهما كان؟

 

– ألم يكن كل الذين فروا من الجزائر، فماتوا في البحر أو تحولوا إلى مهاجرين غير شرعيين تحرقهم الغربة، ضحايا لهؤلاء الذين يدعونهم اليوم إلى مساندتهم، بعد أن سقطت عصاباتهم؟

 

تذكّروا جيدا أن الذين استولوا على حقكم في هذه البلاد واستأثر بالملايير من الخزينة العامة دونكم، هم حداد وربراب وطحكوت وغيرهم، ممن يطالب هؤلاء بإطلاق سراحهم.

 

وتذكروا أنّ الذين شردوا عائلاتكم في التسعينيات هم أيضا هؤلاء الذين يدعونكم اليوم لمناصرتهم لإسقاط الوطن.

 

– وتذكروا أن هؤلاء الذين يدعونكم اليوم إلى طعن وطنكم من الخارج، هم أولئك الذين كانوا يحصلون على التأشيرات الفرنسية والأوروبية بسهولة، بينما كنتم أنتم محرومين من أي تأشيرة ومرفوضين في أي سفارة.

 

– وتذكروا يا شباب المغرب العربي، جيدا أن هؤلاء هم الذين استعانوا بالبرلمان الأوروبي قبل هذا ليحول ليبيا إلى خراب، وهم يسعون لتحويل الجزائر إلى خراب.

 

– وتذكروا أن لكم في الجزائر أمهات وأقارب، لا ترضون لهم تدخل النيتو أو فرنسا، ولا أن يصبحوا وقود حرب لأطماع هؤلاء الذين يعيشون في أوروبا مع عائلاتهم ولا يربطهم بالجزائر شيء سوى أنها خزينة لنهب.

 

– وتذكروا أنّ واجبكم يملي عليكم الوقوف في وجه هذه الحملة الشرسة على الجزائر.

 

– وتذكروا أنّهم يعتبرونكم هناك مجرد عبيد يدعونكم لخدمة مشروعهم، بينما هم لهم العلاقات والامتيازات في أوروبا، وانظروا إليهم وإلى أبنائهم هناك، من أمثال خالد نزار وفرحات مهني، لتعرفوا أنهم سيقبضون الثمن بعد تدمير الجزائر، بينما لن تأخذوا أنتم شيئا غير العار.

 

– وانظروا إلى فرنسا ماذا فعلت بمتظاهريها من السترات الصفراء ورغم ذلك لم يتدخل البرلمان الأوروبي، بينما يريدون تدخله في الجزائر رغم أن قطرة دم واحدة لم تسقط فيها.

 

– واعلموا أخيرا، أن العار الأبدي سيلحقكم ويلحق أبناءكم، وأنّ الله لا يرضيه أبدا أن يصطف مسلم مع صليبي حاقد.

 

يمكنكم أن تشاركوا في طعن بلدكم كما فعل الحركى قديما.. ويمكنكم أن تعطوا الضوء الأخضر لفرنسا الاستعمارية لتحرق البلد على ذويكم، ويمكن أن تكونوا سببا في خروج حداد وطحكوت وربراب من السجن بعد أن جوعوكم في الجزائر واضطروكم إلى الهجرة.. ويمكن أن تبيعوا دموع أمهاتكم اللائي بكين لفراقكم بسبب الظلم الذي لحقكم من طرف الذين استأثروا بالبلاد وثرواتها دونكم ..ويمكنكم أن تبيعوا دماء الشهداء.. لكن قبل ذلك انظروا فقط إلى حال (الحركى) الذين غادروا الجزائر بعد الاستقلال، وتأملوا الهوان الذي هم فيه مع عائلاتهم، وتذكروا أن هوان الآخرة أعظم.

 

لا شيء يبقى حسرة في النفوس مثل الخيانة.. فإياكم إياكم..