بعد فشل الموجة الأولى من حملة التشهير والحرب الإعلامية بوجهها الإسلامي الوظيفي ضد (مؤتمر الأمة) و(أحزاب الأمة في الخليج) وضد الأمين العام لمؤتمر الأمة أ.د.حاكم المطيري – بعد تصدي (مؤتمر الأمة) لمشروع ترامب في الخليج ورفضه للتغريب والعلمانية والتطبيع مع إسرائيل – ها هي الموجة الإعلامية والمعركة الثانية من الحملة ضد المؤتمر وأمينه وأحزابه في الخليج إلا إنها هذه المرة بوجه علماني ليبرالي، وبأقلام عربية الاسم غربية الروح، ترعرعت في أحضان الغرب المسيحي، وتشبعت بأفكاره، وحملت روحه حتى غدت صليبية (الوجه واليد واللسان)!

وفي هذا السياق وبدون مقدمات وبعد سنوات من نقد الكاتب اليساري الليبرالي د.فهد المطيري لكتاب الدكتور حاكم المطيري(الحرية والطوفان) بعث د.فهد نقده المذكور من قبر مدونته للحياة من جديد – على حسابه بالتويتر – بعد أن طواه النسيان، ولم يأبه به حينها إنسان، حتى صار في خبر كان، أما الآن فقد جاء وقته، فقد بدأت الحرب الإعلامية على كل من واجه مشروع ترامب التغريبي وخاصة (أحزاب الأمة) في الخليج، وكما شارك د.فهد المطيري مع الجيش الأمريكي في غزو احتلال العراق سنة 2003 وهو طالب، فلن يتردد في المشاركة وهو أستاذ مع الجيش الأمريكي في حربه الصليبية لفرض مشروع ترامب في الخليج فالليبرالية والصليبية رحم بين أهلها!

لقد تستر د.فهد المطيري في نقده المذكور بالعقل والعلم لتوجيه سهامه المسمومة نحو الإسلام – لا إلى أفكار د.حاكم التي ما زالت محل نقد لكل من يخالفه الرأي دون مشكلة – ونحو الخطاب السياسي الإسلامي النبوي والراشدي والذي طرحه د.حاكم المطيري في مؤلفاته ومحاضراته وجلى أصوله وقواعده وبين للأمة بأن الخطاب السياسي النبوي والراشدي هو جزء من دين الإسلام وتاريخ الأمة وعقيدتها!

لقد أراد د. فهد المشاركة في الحملة الصليبية الغربية بالطعن بالإسلام وثوابته تحت ذريعة نقد كتاب (الحرية أو الطوفان) والذي لم يناقش فهد أفكاره، بل اختصر النقد في الطعن في الأصول العقائدية التي يقوم عليها هذا الكتاب باسم العلم والعقل!

لقد صدم د. فهد المطيري بحقيقة قرآنية جلاها د. حاكم المطيري في كتابه (الحرية أو الطوفان) وهي أن الحرية هي روح التوحيد في الإسلام كما قال الله تعالى ? لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ? قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ? ومع وضوح هذه الحقيقة القرآنية فقد ظل د. فهد على رفضه لها فما الإسلام عنده إلا أيدويولوجية فيقول (أنه من الصعب أن تنتقد كتاباً يستند إلى أيديولوجية يَحرُم انتقادها، حتى لو كان هذا الانتقاد قريباً من المنطق، وبعيداً عن الاسفاف! فليهنأ، إذاً، الدكتور حاكم المطيري، ولتقر عينه، فالأيديولوجية التي يتبناها تحكم حتى قبل أن تصل إلى سدة الحكم!) مقال: نظرات في كتاب الحرية أو الطوفان

ليصبح الإسلام خاضعا للأهواء البشرية بدعوى العلم والمنطق والليبرالية التي لم تمنع د. فهد من المشاركة في الحرب الصليبية على العراق والتي ذهب ضحيتها الملايين من المسلمين المستضعفين من الأطفال والناس.

فليهنأ د. فهد الطيري بهذه الأيدويولوجيا الليبرالية الصليبية

لقد كان المنهج النقدي يفرض على د.فهد الاقتصار على مناقشة ما ورد من آراء في الكتاب حول الحرية والتعددية والثورة وتحديد نقاط الخلاف مع د حاكم إلا إنه لم يفعل شيئا من ذلك بل شن حربا صليبية عقائدية أيديولوجية على الإسلام نفسه بذريعة أن د.حاكم أيديولوجي عقائدي ويقدم أفكارا أيديولوجية تقطع الطريق على من يريد نقدها في الوقت الذي لم تقطع هذه الأيديولوجيا الطريق على فهد نفسه وبروح أيديولوجية صليبية موتورة حاقدة للطعن في الإسلام كدين فضلا عن أفكار د.حاكم!

ولن ينفع د.فهد المطيري تستره بالعلم والعقل فقد كشفته مقالاته وصفحاته في مدونته ومن دفتر الذاكرة ودراسته في سلمنكا ولندن والتحاقه مترجما بالجيش البريطاني إبان الحملة الأمريكية البريطانية الصليبية لاحتلال العراق وتدميره. (مقال: صفحات من دفتر الذاكرة 1)

فهذه الخلفية الفكرية والعملية لفهد المطيري هي سر مشاركته في هذه الحرب الصليبية على الإسلام ونصوص القرآن والسنة وانضمامه للحملة الأمريكية بطورها الجديد على الإسلام في الخليج العربي.

إن مشكلة فهد المطيري وغيره من الليبرالين الجدد ليست مع حاكم المطيري كما حاول خداع القراء وإنما مشكلته مع الإسلام فهو الذي دعا بكل وضوح وجرأة إلى حذف المادة الثانية من الدستور في الكويت التي نصت على أن دين الدولة الإسلام فقال في مقاله معللا دعوته(حذف المادة الثانية من الدستور … من شأنه أيضا أن يضفي مرونة أكثر على بقية مواد الدستور باتجاه اكتساب المزيد من الحريات) (مقاله: حذف المادة الثانية من الدستور)

هذه الحريات التي ليس منها في قاموس د.فهد التحرر من المحتل الأمريكي الذي شارك فهد قواته كمترجم في حرب احتلال العراق لتصادر حرية الشعب العراقي وهو الذي يدعي أنه من دعاة الحرية وحماتها في كتاباته!

لقد بدأت مشكلة د فهد المطيري مع الإسلام منذ اعتاد الذهاب إلى دير كنيسة لاس باتويكاس على حدود أسبانيا والبرتغال والمبيت ليلة أو ليلتين وحديثه مع الراهب المتبتل! (انظر مقاله : بابا نويل وقرية الأطفال)

ومنذ زيارة المجاميع المسيحية له وطرقها باب بيته مساء يوم الأحد في لندن (انظر مقاله: جماعة الدعوة والتبليغ على الطريقة المسيحية)

ومنذ رحلته إلى ديانة الشنتو البوذية الوثنية وممارسته طقوسها حيث يصف بنفسه وتعبده في المعبد الياباني في مقال: صفحات من دفتر الذاكرة 5 فيقول (كنت في رحلة إلى مدينة ‘كيوتو‘ اليابانية. دخلت أحد المعابد، وشاهدت الناس يؤدون أحد الطقوس الدينية. أعجبتني الفكرة فانضممت إليهم! ضممت يديّ وأغمضت عينيّ، ثم تمنيت أمنية واحدة فقط، وبعدها قرعت الأجراس)

ويبدو أن الأمنية لم تتحقق فالتحق د.فهد بالحملة الصليبية لاحتلال العراق بالأمس والحملة الأمريكية الجديدة على الخليج اليوم لفرض العلمانية الصليبية والتغريب لعلها تحقق أمنيته ..

إن د فهد المطيري يعبر – بفكره المادي وروحه الغربية – عن أزمة هوية لمبتعث كويتي خرج من أمته ولم يعد منذ أن ركب مركب الحملة الأمريكية البريطانية لاحتلال العراق ولا زال في المركب ذاته والذي اتجه اليوم لاحتلال الخليج العربي كآخر أهداف الحملات الصليبية الجديدة.

لقرن من الزمان ومنذ سقوط الخلافة العثمانية الإسلامية سبق د.فهد أجيالٌ من دعاة الصليبية والتغريب ولم يحقق هؤلاء ما يصبون إليه ولم تتحقق أمانيهم فالإسلام دين الله وقد وعد الله بظهوره على الأديان كلها ‏مهما ضعف أهله كما قال تعالى ?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى? وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ? وأوضح صور الظهور سيكون بعودة الخلافة الراشدة من جديد كنظام سياسي جامع وموحد للأمة وما الثورة العربية ونهضة تركيا وأندونيسيا وماليزيا وتحرر شعوب آسيا الوسطى الإسلامية من الشيوعية إلا إرهاصات جلية لهذه العودة الموعودة للخلافة ولكن فهد وحزبه لا يعلمون!

من سيف الهاجري

مفكر وسياسي - الأمين العام لحزب الأمة الكويتي