ولي العهد السعودي والرئيس التركي

الأمة| صفحة جديدة، ربما تبدأ في تاريخ العلاقات السعودية التركية بعد أن تعكرت في مواقف عديدة أبرزها وقوف الأخيرة مع دولة قطر إبان المقاطعة الخليجية في 2017.

لم يكن تضامن تركيا ودعمها لقطر في أزمتها الخليجية السبب الوحيد لتعكير صفو العلاقات، بل إن وسائل إعلام سعودية ساهمت بشكل كبير في
ذلك حين روجت لمحاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في يوليو 2016.

وفي أكتوبر 2018؛ توترت حدة العلاقات بشدة مع مقتل الصحافي جمال خاشقي، في السفارة السعودية باسطنبول، إذ تعاملت أنقرة مع الحادث
بطريقة أغضب الرياض وبالأخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

مؤشرات تقارب

لكن خلال الشهور القليلة الماضية، بدأت مؤشرات التقارب تطفو على سطح العلاقات، تحديدًا عقب المصالحة الخليجية، برغم استمرارية وسائل
إعلام البلدين في بث المواد العدائية لكل منهما.

وخلال الساعات الماضية، أعلنت أنقرة، لأول مرة عن تضامنها مع الرياض ضد هجمات جماعة الحوثي والتي استهدفت منشآت نفطية بالمملكة،
مؤكدة وقوفها إلى جانب السعودية الشقيقة وشعبها.

وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها اليوم الثلاثاء: «نعرب عن قلقنا تجاه الهجمات التي باتت تستهدف الأراضي السعودية مؤخرًا، خصوصًا
تلك التي استهدفت ميناء رأس تنورة ومنشآت أرامكو في الدمام في المملكة العربية السعودية، في 7 مارس 2021».

وشددت في البيان على ضرورة وقف هجمات جماعة الحوثي -المدعومة من إيران-، وقالت: «ندعو إلى وقف فوري لهذه الهجمات، ونعرب عن
أطيب تمنياتنا للشقيقة السعودية وشعبها».

صفحة جديدة

لم يكن موقف تركيا المساند للسعودية هو البداية لمؤشرات التقارب ففي نوفمبر الماضي، نعى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، ضحايا
زلزال ولاية إزمير التركية، وأعلن، آنذاك، تقديم مساعدات للمتضررين.

وفي 20 نوفمبر أيضًا، قُبيل انعقاد قمة العشرين في السعودية، أجرى الملك اتصالًا هاتفيًا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان دونًا عن قادة وزعماء
الدول المشاركة في القمة.

كل المؤشرات السابق ذكرها، ربما تكون بداية صفحة جديدة لعودة العلاقات التي اتسمت بالتعاون المُثمر في السابق، فهل تشهد الفترة المُقبلة طفرة جديدة أم تظل الخلافات السياسية والحرب الإعلامية قائمة بينهما؟.