الحكومة الليبية ترى النور والبرلمان يمنحها الثقة

منح مجلس النواب الليبي، الأربعاء 10 مارس الثقة لحكومة وحدة وطنية يرأسها عبدالحميد الدبيبة، وذلك في إطار خطة تدعمها الأمم المتحدة، لإنهاء عقد من الفوضى والعنف، تشمل إجراء انتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

صوّت أكثر من مئة من أعضاء البرلمان المنقسم دعماً لحكومة الدبيبة، في جلسة بمدينة سرت، ولم يصوت بالرفض سوى قلة، وفقاً لوكالة رويترز.

وقال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح: إنه “تم منح الثقة للحكومة بــ132 صوتا”، مضيفاً: “تنتهي ولاية حكومة الوحدة الوطنية في 24 ديسمبر/ كانون الأول القادم”.

تمثل موافقة البرلمان على الحكومة، أكبر فرصة سانحة منذ سنوات لإيجاد حل للصراع الليبي، لكن لا تزال هناك عقبات كبرى لتوحيد إدارتين متنافستين والإعداد لانتخابات نزيهة على مستوى البلاد.

وقال الدبيبة بعد التصويت في مجلس النواب إن “منح الثقة للحكومة لحظة تاريخية وأعدكم بأن الحرب لن تتكرر”.

وذكرت قناة “الجزيرة” أن حكومة الدبيبة سمّت نجلاء المنقوش وزيرة للخارجية، في حين أنه لم تتم بعد تسمية وزير الدفاع.

من جانبه، قال وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا في تعليقه على منح الثقة للحكومة: “يوم تاريخي تجسدت فيه اللحمة الوطنية والحرص على وحدة ليبيا وإنهاء الانقسام وميلاد حكومة وحدة وطنية نالت الثقة من مجلس النواب بمظهر ديمقراطي وحضاري”.

يوم تاريخي تجسدت فيه اللحمة الوطنية و الحرص على وحدة ليبيا و إنهاء الإنقسام و ميلاد حكومة وحدة وطنية نالت الثقة من مجلس النواب بمظهر ديمقراطي و حضاري

كانت جلسة التصويت على منح الثقة للحكومة قد أرجئت أمس الثلاثاء، إلى اليوم، وطالب الدبيبة أعضاءَ مجلس النواب بشقّيه، طرابلس وطبرق، بعدم تفويت فرصة التوحد عبر منح الثقة لحكومته.

كان الدبيبة قبل جلسة التصويت على الحكومة، قد دعا الثلاثاء إلى رحيل نحو 20 ألفاً من المقاتلين الأجانب من ليبيا، مناشداً النواب العمل على وضع حد لحرب طاحنة تعصف بالبلد الواقع في شمال إفريقيا، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

الدبيبة أوضح في كلمته أمام النواب أن “المرتزقة خنجر في ظهر ليبيا، ولا بد من العمل على إخراجهم ومغادرتهم”، موضحاً أنه سيتواصل مع الأمم المتحدة والدول التي أرسلت المرتزقة للمطالبة برحيلهم.

يأتي تشكيل الحكومة في الوقت الذي تتنازع سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني المنتهية ولايتها التي تتخذ طرابلس مقراً لها، وتعترف بها الأمم المتحدة وتدعمها تركيا، وسلطة موازية في شرق البلاد بقيادة المشير خليفة حفتر وتدعمها دولة الإمارات ومصر وروسيا.

كان ملتقى الحوار الليبي الذي يضم 75 ممثلاً عن كل مدن البلاد، وانطلق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، قد انتخب الدبيبة (61 عاماً) في 5 فبراير/شباط 2021، رئيساً للوزراء، لقيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات المقرر تنظيمها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.