الأمة| أعلن نشطاء لبنانيون، اليوم الأحد، عدم ثقتهم في الحكومة الجديدة، معتبرين أنها صناعة إيرانية ولن تقدم جديدًا للبلاد.

وتحت هاشتاج باسم «لبنان تحت الاحتلال»، أكد نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، أن حكومة «نجيب ميقاتي»، التي تولت زمام الأمور، عقب إعلان تشكيلها من قبل الرئيس، ميشال عون، الجمعة الماضية، فاقده للثقة.

وغرد حساب باسم «خطاب» على تويتر -لم يُحدد هويته-، بالقول: «الشعب العراقي والشعب اللبناني والشعب السوري والشعب اليمني كلها تعيش نفس المعانات بسبب التدخلات الإيرانية ومليشياتها التي تقدم مصلحة الولي الفقيه على مصلحة شعوبها».

وأعرب أحد النشطاء -يحمل اسم «lucien bourjeily»- رفضه للوزراء الجُدد، قائلًا: إن «الحكومة الجديدة هي مش أكتر من أقنعة جديدة للمنظومة السياسية نفسها يلي صرلها سنين محتلة البلد وأوصلت لبنان للانهيار والإفلاس والدمار، ولإنفجار ٤ آب يلي قتل المئات ودمر نص بيروت».

فقدان الثقة بالحكومة

وتحت هاشتاج آخر باسم «لا ثقة»، أضاف، أن التشكيلة الوزارية الجديدة ستسير على خطى سابقيها، واصفًا إياهًا بـ«الحكومة المتواطئة الخاضعة، التي ستكمل نفس المسار الكارثي لتجرب تعوم نظام مجرم»، على حد تعبيره.

وفي الثالث عشر من سبتمبر الجاري، وبعد أكثر من عام على وجود فراغًا دستوريًا بعدم وجود حكومة، عقد الوزراء الجُدد برئاسة نجيب ميقاتي، أول اجتماعًا لهم في وقت يعاني فيه البلاد من انهيارًا اقتصاديًا بشكل غير مسبوق.

تشكلت الحكومة الجديدة، بعد فشل محاولتان سابقتان لتشكيلها على وقع خلافات سياسية حادة وبعد مرور 13 شهرًا على استقالة حكومة «حسان دياب»، على خلفية انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 أغسطس العام الماضي، الذي خلف العديد من القتلى والجرحى.

https://twitter.com/katabl_flo92/status/1439657674711478277

محاولات طهران للسيطرة على لبنان

وبشأن موقف الحكومة الجديدة من حزب الله ومدى تواجد حلفاء له داخل التشكيله الجديدة، أوضح رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، في أول لقاء له مع شبكة «CNN» الأمريكية، أن حزب الله «لا يمكن تجاوزه».

وعقب تولي الحكومة مهام أعمالها، اقترح أمين عام «حزب الله» -المسلح الشيعي- حسن نصر الله، على سلطات بلاده الاستعانة بشركة إيرانية للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية اللبنانية واستخراجه، في حال لم تتوفر شركات أجنبية.

حسن نصر الله أمين عام «حزب الله»

يأتي هذا بعد إعلان «نصر الله»، عن انطلاق سفينة تحمل وقودًا من طهران إلى لبنان، في محاولة لحل أزمة شُح الوقود التي تضرب البلاد.

والخميس الماضي، استعرض الحزب المسلح ناقلات مليئة بالوقود الإيراني في سهل البقاع اللبناني في تحد للعقوبات الأمريكية، بينما نفى رئيس الحكومة الجديدة موافقته على شحن الوقود.

وأثار استقدام سفينة الوقود من إيران غضب خصوم جماعة «نصر الله» مع تحذيرات من محاولة طهران للسيطرة على لبنان، عبر مليشيات الحزب.

أزمات لبنان

ويعاني لبنان من أزمة حادة في نقص الوقود، أدت إلى ارتفاع أسعاره بشكلٍ جنوني في السوق السوداء، وتكدس السيارات السيارات أمام المحطات أملًا في الحصول عليه، بالإضافة إلى تأثيره على التيار الكهربائي الذي بات ينقطع في البلاد بشكل مستمر ولساعات طويلة، إضافة إلى تأثيرها على عمل المستشفيات والمخابز.

وفي الحادي عشر من يناير الماضي، رفعت وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، سعر الخبز اللبناني «الأبيض» المنتج والمباع في السوق المحلية، بعد ارتفاع سعر الطحين وسعر صرف الدولار، ونفاد منحة طحين عراقية.

وقُبيل أن يدخل لبنان في دوامة نقص الوقود، كان الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس العام الماضي 2020، قد أدى إلى تدمير واتلاف مخزون القمح في صومعة بيروت التي كانت متواجده داخل المرفأ.

ويعيش البلاد منذ أواخر عام 2019؛ أسوء أزمة اقتصادية هى الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، جراء انهيار الليرة بشكل غير مسبوق أمام العملات الأجنبية، وتدهور القدرة الشرائية لسكانه، فضلًا عن شح في الوقود والأدوية وغلاء أسعار السلع الغذائية.

ومؤخرًا؛ سجلت العملة اللبنانية، تراجعًا كبيرًا، في تعاملات السوق السوداء، بنحو 20 ألف و600 ليرة مقابل شراء دولارًا أمريكيًا واحدًا.

ويُعد التراجع الحالي في سعر العملة انهيارًا غير مسبوق في قيمتها أمام الدولار الأمريكي، إذ كانت تتراوح ما بين 12.5 إلى 13 ألف ليرة على مدار الشهور الماضية.

ومنذ أواخر 2019؛ اهتزت الليرة بعدما كانت ثابتة عند سعر صرف 1510 ليرة مقابل الدولار الواحد طيلة نحو 20 عاما، قبل أن تبدأ بالانهيار تدريجيًا.

وتأثرت احتياطات لبنان من النقد الأجنبي إثر انهيار الليرة نهاية عام 2019، إذ تراجعت من متوسط 30 مليار دولار مطلع 2020، إلى قرابة 16 مليارًا حاليا، بينما سجل التضخم 84 بالمئة في 2020.