عبر تدونينتين علي حسابه علي شبكة التواصل اللاجتماعي “فيس بوك ” تحدث الشيخ عبود الزمر القيادي الإسلامي البارز عن حقيقة الخلاف بين الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ورئيس الأركان  المصري  الأسبق سعد الدين الشاذلي خلال حرب أكتوبر 1973وعبر تأصيل هذا الخلاف وبين أسبابه وتداعياته علي المعركة

وقال الزمر وهو مقدم مخابرات حربية مصر سابق خاض حربي الاستنزاف ومعركة العبور الرئيس السادات وبين الفريق الشاذلى حول الثغرة، سألنى بعض الأصدقاء عن الخلاف بين السادات والشاذلي فقررت أن أسطر شهادتى على صفحتى موضحاً وجهة

النظر التى اعتمدها كل منهما فى قراره ،

غرفة عمليات حرب اكتوبر وتضم السادات واحمد اسماعيل والشاذلي والجمسي ومحمد علي فهمي

وسعي الزمر خلال التدوينة الأول لتقديم خلفية لهذا الأمر بالقول :  هناك  قرار هام اتخذه السادات عام ٧٢وهو ما أسماه طرد الخبراء الروس الذين كانوا يتواجدون إلى جوار القادة لتقديم الخبراتو المشورة استعدادا للحرب،ولقد رأيت الخبراء يقدمون النصائح أثناء تدريبات الفرقة ٢١مدرع على اقتحام المانع المائى،”التى كنت أعمل بها”

ومضي الزمر للقول :كانت فكرة السادات فى تقديرى خطيرة جدا ،إذ أراد أن يبدأ علاقة جديدة مع أمريكا ،بهذه الخطوة المفاجئة دون أن يأخذ بها مكسباً قريباً، بل أراد أن تبدأ المعركة والموقف المصري قد انتقل إلى موقع جديد يشجع الولايات المتحدة على

الاقتراب منه،ومع إعلانه عن أن مئة بالمئةمن أوراق الحل بيد الولايات المتحدة اكتملت فكرته، وفكك الخصومة الحادة مع الولايات المتحدةالتى كانت موجودة بقوة فى عهد الرئيس الراحل عبد الناصر،مع احتفاظه بعلاقات طيبة مع روسياحيث دأب على تقديم الشكر والعرفان لمساعداته فى أكثر من مناسبة،

وتابع الزمر المعروف بخصومته السياسي مع السادات القول ثم اجتهد السادات  فى توطيد العلاقات مع الولايات المتحدةحتى انتزع منها إمكانية تحريك القضية لتطفو على سطح الأحداث الدولية،وتمكن من تحويل مركز مصر إلى دولة صديقة للولايات المتحدة،حتى إذا اندلعت الحرب تكون بين دولتين إحداهما حليفة،والأخرى صديقةللولايات المتحدة الأمريكية

وأردف الزمر الذي يعد من أبرز رموز الحركة الإسلامية في مصر قائلا :كانت هذه مقدمة ضرورية لنتعرف فى مقال قادم عن حقيقة الخلاف بين السياسى المحنك “الرئيس أنور السادات :وبين المقاتل المحترف :”الفيلد مارشال الشاذلى حيث وجدت والكلام مازال للزمر أنه من الضرورى إلقاء الضوء على أرض المعركة وأوضاع القوات بها لتتضح الصورة كاملة.

وعاد الزمر عقودا علي الوراء وتحديدا الي الأيام الأولي لاندلاع الحرب حيث اقتحمت القوات المسلحة المصرية القناة يوم السادس من أكتوبر عام ٧٣،،فى الساعة الثانية بعد الظهر ، وبعد ست ساعات كانت الأنساق الأولى قد عبرت وهاجمت النقط الحصينة على امتداد القناة ، وتمكنت من فتح الثغرات في الساتر الترابى الشاهق وتركيب الكبارى وعبور عدد كبير من الآليات والمدرعات وتكوين رؤوس شواطئ قوية جاهزة لصد هجمات العدو المضادة.

وأضاف كل ذلك تم عند الساعة الثامنة مساء من نفس اليوم، وهو إنجاز عسكرى ضخم ،حتى أطلق الخبراء عليه وصف “حرب الساعات الست” ،فى مقابل وصف حرب ٦٧،، “حرب الأيام الستة” خاصة أنه تم بلاخسائر تذكر ، بالنسبة للمتوقع ، ودارت فى المساء وفى صباح اليوم التالي معارك طاحنة لصدالهجمات المضادة أبلت فيها القوات المصرية بلاءً حسنا وأظهر المقاتل المصرى معدنه الأصيل فى التضحية والفداء، واستعاد فى هذه اللحظة ثقتة بنفسه بعد هزيمة ٦٧ والتى لم يكن مسؤولا عنها،

واصل الزمر التطرق لتفاصيل مهمة في المعركة بالقول :فى الأيام التالية قامت القوات المصرية بتوسيع رؤوس الشواطى والتقدم شرقا قرابة ١٢ كيلو مترا، كما قامت القيادة العامة بدعم كل فرقة مشاة بلواء مدرع إضافى لتقوية الدفاعات شرق القناة ، هذا ماجرى على الجبهة المصرية ،

واستدرك مقدم المخابرات الحربية المصري السابق بالقول أما على الجبهة السورية فيلزم إلقاء الضوء عليها لارتباطها بقرار التطوير نحو المضايق ،فلقد بدأت القوات السورية بالهجوم فى توقيت متزامن مع الهجوم المصرى. ونجحت فى خلال اليومين ٧،٦ أكتوبر من تدمير خطوط دفاع العدوفي الجولان ،مما جعل القيادة الاسرائيلية تفزع إلى الحشد لاستعادة الأوضاع بالهجمات المضادة

وأفاد الزمر لقد أدت هذه التطورات إلي وصول القوات الإسرائيلية  إلى مسافة ٤٠ كيلو من العاصمة دمشق الأمر الذي جعل القيادة السورية تطلب من الفريق أول/ أحمد إسماعيل تخفيف الضغط عنهم  بالقيام بأعمال قتالية تجبر العدو على سحب بعض قواته و توجيهها إلى الجبهة المصرية ،

ونبه الزمر إلي هذا الموقف من القيادة السياسية المصرية  كان التدخل الأول فى إدارة المعركة من جانب الرئيس السادات حيث طلب تطوير الهجوم تجاه المضايق ،فاعترض الفريق سعد الشاذلي وأكد على خطورة دفع القوات خارج رؤوس الشواطئ بغير

غطاء ،ولكن تم تجاهل ذلك ومضى وزير الدفاع فى إبلاغ قادة الجيشين بالتطوير ،

كشف الزمر علي أن خطوة تطوير الهجوم كانت محل اعتراض من عدد من كبار قادة الجيش المصري فضلا عن الشاذلي  وفي مقدمتهم اللواءسعد مأمون قائد الجيش الثانى الميدانى ،وكذلك اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وذهبا إلى مقر القيادة العامة وأبديا اعتراضهما ،ولكن وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحةالفريق أول أحمد إسماعيل أخبرهما بأن القرارسياسى ولا بد من التنفيذ ،وسمح لهما بالتأجيل إلي يوم ١٤ بدلا من١٣ أكتوبر ،