الأمة| ترددت أنباء في الساعات الماضية، عن سيطرة مليشيات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، على مديرية «جبل مراد» جنوب غرب محافظة مأرب شمال شرق اليمن، دون قتال.

وبينما لم تعلن الحكومة الشرعية، حقيقة سقوط «جبل مراد» في قبضة المليشيات، قالت مصادر إعلامية، إنه جرى تسليم المديرية «دون قتال»، وذلك بعد سقوط منطقة «الجديدة» مركز مديرية الجوبة، أمس الثلاثاء.

وأوضحت المصادر، أن قيادات قبلية موالية للمليشيات، أجرت اتصالات مع قبائل «جبل مراد»، وأقنعتها تجنيب المديرية القتال مع المليشيات خاصة بعد يوم من سيطرة الأخيرة على مركز الجوبة، المحاذية لها من جهة الشرق.

وتحت هاشتاج باسم «مأرب النفطية» على «تويتر»، قال الصحافي اليمني، فارس الحميري، نقلًا عن مصادر محلية، إن «المليشيات سيطرت على مديرية «جبل مراد» دون قتـال، وذلك بعد ستة أيام من فرض مسلحي الجماعة حصارًا خانقًا على المديرية».

وأرجعت المصادر أن سبب موافقة قبائل جبل مراد على تسليم المديرية، يرجع أيضًا إلى سيطرة المليشيات على الطريق الوحيد إليها، والذي يربطها بـ«الجوبة» وباقي المديريات بينها مركز مدينة مأرب.

وَتُعد «جبل مراد»، ثالث مديرية تسقط تحت قبضة المليشيات إلى جانب مديريتي «حريب والعبدية» جنوب مدينة مأرب خلال شهرين، وبعد يوم من السيطرة على مركز مديرية الجوبة.

 

وتكثف المليشيات المدعومة من إيران، هجماتها المسلحة، على المحافظة الغنية بالنفط، عبر فتح جبهات قتال جديدة حول مأرب، على مدار الشهرين الماضيين.

ووفقًا لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، حول تطورات الحرب في مأرب، فإن المليشيات تقدمت ميدانيًا خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن سقوط المدينة مرهون بهزيمة الحوثيين للقبائل المحلية القوية، التي غالبًا ما تحكم التحالفات. إضافة إلى ذلك، من شأن اتفاق بين الحوثيين والقبائل أن يمنع الاقتتال الحضري وتدمير مساحات كاملة من المدينة.

وتحت عنوان «معركة دامية للسيطرة على مأرب»، قالت الصحيفة الفرنسية، إن مأرب تعتبر بالنسبة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران ذات أهمية إستراتيجية، نظرًا لأنها غنية بالنفط والغاز المسال.

كما تُعد مأرب موطنًا لإحدى مصفاتي التكرير داخل اليمن، وبرغم المواجهات والمعارك الدامية ظل إنتاجها للنفط مستقرًا عند حوالي 20 ألف برميل يوميًا، وتوفر الغاز لجميع محافظات اليمن بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية.

وتشكل مأرب -العاصمة السابقة لمملكة سبأ والتي تحيط بها الجبال والوديان- مفترق طرق ليس فقط بين المحافظات الشمالية والجنوبية لليمن، ولكن أيضا عبر طريق سريع مع جنوب السعودية.

وتحت عنوان «مأرب: مدنيون تحت القصف والحصار»، كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان -تحالف رصد-، عن تسبب مليشيا الحوثي في مقتل وإصابة 2032 شخصًا بينهم 294 طفلًا و132 امرأة و 104 مسنين خلال الفترة من ديسمبر 2014 وحتى يونيو 2021، من خلال استهدافها المباشر والمتعمد للأحياء المأهولة بالسكان ومخيمات النازحين بمحافظة مأرب.

وأوضح التحالف في تقرير له عن انتهاكات الميليشيا الحوثية بمأرب، أن الضحايا الذين سقطوا بين قتيل وجريح كان بسبب الاستخدام المفرط من قبل الميليشيا الحوثية «للصواريخ الباليستية -صواريخ الكاتيوشا -الطائرات المسيرة-القذائف المدفعية – الألغام والعبوات الناسفة».

ورصد التقرير 1287 بلاغا وشكوى تتعلق بوقائع القصف وحوادث انفجار الألغام التي نفذتها الميليشيا، مرحبا بحق السكان المدنيين بمحافظة مأرب، حيث تم رصد 871 واقعة قصف صاروخي، و119 واقعة قصف مدفعي، و44 واقعة هجوم بطائرات مسيرة، و262 واقعة انفجار الغام وعبوات ناسفة وذخائر غير متفجرة.

ووثق التقرير مقتل 440 مدنيًا بينهم 61 طفلًا و37 امرأة و29 مسنًا، وإصابة 914 مدنيًا بينهم 124 طفلًا و73 امرأة و60 مسنًا جراء أعمال القصف الصاروخي على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في 11 مديرية بمأرب.