أبلغ مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، مجلس الأمن الدولي، بتنحيه عن نظر قضية سيف الإسلام القذافي المعروضة على المحكمة منذ عام 2011؛ وذلك لضمان توافر الحياد.

المحكمة الدولية، مقرها مدينة لاهاي بهولندا، تطالب بتسليم سيف الإسلام (49 عاماً) بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” إبان احتجاجات في 2011 أطاحت بنظام حكم والده العقيد الراحل معمر القذافي (1969-2011).

قبل توليه منصبه الحالي، عمل المحامي البريطاني خان مستشاراً خاصاً لسيف الإسلام (49 عاماً)، الذي لا تزال المحكمة تطالب السلطات الليبية بتسليمه إليها لمحاكمته بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.

​​​​​​​خلال جلسة لمجلس الأمن الثلاثاء، قال خان، في إفادته لأعضاء المجلس (15 دولة)، إن “مسؤولياتي الأخلاقية، في إطار المادة 42/6 لنظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة، تجعلني أتنحى عن أي قضايا قد يبدو فيها أن هناك نقصاً في الحياد، وتحديداً القضية الخاصة بسيف الإسلام القذافي”.

وتابع كريم خان، في أول إفادة منذ أن انتخبته الجمعية العامة للأمم المتحدة في فبراير الماضي: “الآن يتولى هذه القضية نائبي السيد جيمس ستيوارت، ومن جانبي لن أقوم مطلقاً بالنظر في مجرياتها”.

بعد أيام من اندلاع احتجاجات ليبيا، اعتمد مجلس الأمن، في 26 فبراير 2011، قراراً برقم 1970، يمنح المحكمة تفويضاً بالنظر في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية المرتكبة في البلاد منذ 15 فبراير من ذلك العام.

بالفعل، أصدرت المحكمة مذكرات توقيف بحق عدد من أركان نظام القذافي، بينهم نجله سيف الإسلام، الذي أعلنت مفوضية الانتخابات، الأسبوع الماضي، تسلمها أوراق ترشحه لانتخابات رئاسية مقررة في 24 ديسمبر المقبل، وهو ما قُوبل برفض واسع في البلاد.

كما أضاف كريم خان أن “إحالة الوضع في ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية تمثل أولوية بالنسبة إلى مكتبي، الذي سيراجع بشكل مستقل الأدلة دون تسييس ودون الخضوع لأي إملاءات”.

المتحدث ذاته، كشف أنه يعتزم “التوجه إلى ليبيا مطلع العام المقبل، وعندما تسمح الظروف في هذا البلد”.

كما أردف: “ننظر في ملف المقابر الجماعية في مدينة ترهونة (جنوب العاصمة طرابلس)، وكذلك في مزاعم الانتهاكات الجسمية بمراكز الاعتقال ومراكز احتجاز المهاجرين”.

وزاد بقوله: “أطلب من السلطات الليبية أن تتواصل معنا وتساعدنا على وقف المعاناة والجرائم المرتكبة التي نعيها جميعاً جيداً”.

يذكر أنه منذ يونيو 2020، تم اكتشاف 89 مقبرة جماعية وفردية في ترهونة، وعدد الجثث المستخرجة منها 243، وفق الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين (رسمية).

فيما أعلنت الهيئة، في مارس الماضي، أن عدد المفقودين المسجلين لديها بلغ 3 آلاف و650 من مدن مختلفة، بينهم 350 مفقوداً من ترهونة.