أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة قتلى الجيش الروسي إلى 22 ألفا و100 جندي منذ بدء الهجوم العسكري عليها أواخر فبراير الماضي.

 

وذكرت هيئة الأركان، في بيان، أن الجيش الأوكراني تمكن أيضا من تدمير 184 طائرة، و154 مروحية، و918 دبابة، و416 مدفعا، و149 راجمة صواريخ، و69 نظام دفاع جوي، بين 24 فبراير و26 أبريل 2022.

 

كما خسرت روسيا، 1643 مركبة، و8 سفن وزوارق سريعة، و76 صهريج وقود، و205 طائرات دون طيار.

 

وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو​​​​​ التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة “تدخلا في سيادتها”.

 

الغزو الروسي

الغزو الروسي لأوكرانيا هو غزوٌ شنّته روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، حيثُ بدأت الحملة بعد حشدٍ عسكري طويل، والاعتراف الروسي ب‍جمهورية دونيتسك الشعبية المعلَنة من جانب واحد و‌جمهورية لوغانسك الشعبية، أعقبها دخول القوات المسلحة الروسية إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا في 21 فبراير 2022. في 24 فبراير، وبعد خطابٍ أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية بهدف «تجريد أوكرانيا من السلاح واجتثاث النازية منها»، بدأ القصف على مواقع في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك مناطق في العاصمة كييف.

 

خلفيّة

بعد تفكّك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، واصلت أوكرانيا وروسيا الاحتفاظ بعلاقات وثيقة. وافقت أوكرانيا عام 1994 على التخلي عن ترسانتها النووية ووقعت على مذكرة بودابست بشأن الضمانات الأمنية بشرطِ أن تُصدر روسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ضمانًا ضدّ استخدام القوة الذي يُهدّد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للدولة الأوكرانيّة. كانت روسيا بعد خمس سنوات من توقيعِ مذكرة بودابست واحدةً من الموقّعين على ميثاق الأمن الأوروبي في قمّة إسطنبول (1999) حيثُ «أعادت التأكيد على الحقّ الطبيعي لكل دولة في أن تكون حرة في اختيار أو تغيير ترتيباتها الأمنية.»

 

على الرغم من كونها دولةً مستقلّةً مُعترفٌ بها منذ عام 1991، وباعتبارها جمهورية مُكوِّنة للاتحاد السوفييتي المنهَار، فقد نظرت القيادة الروسية إلى أوكرانيا على أنها جزء من مجال نفوذها، بل تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2008 علنًا وبشكلٍ صريحٍ ومباشرٍ ضد عضويّة أوكرانيا في الناتو. بحسبِ المحلّل الروماني يوليان تشيفو فقد اتبعت روسيا فيما يخصُّ الصراع مع أوكرانيا نسخةَ محدثةً من «عقيدة بريجنيف»، وهي العقيدةُ التي تنصُّ على أنَّ سيادة أوكرانيا لا يمكن أن تكون أكبر من سيادة الدول الأعضاء في حلف وارسو. إن وجهة النظر هذه مبنية على فرضيّة أن تصرفات روسيا لاسترضاء الغرب في أوائل التسعينيات كان يجبُ أن تُقَابل بالمثل من الغرب، وذلك دون توسّعِ الناتو على طول الحدود الروسية.

 

بعد أسابيعٍ من الاحتجاجات كجزء من حركة الميدان الأوروبي (2013-2014)، وقَّع الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش وزعماء المعارضة البرلمانية الأوكرانية في 21 فبراير 2014 اتفاقيةَ تسويةٍ دعت إلى إجراء انتخابات مبكّرة.

فرَّ يانوكوفيتش في اليوم التالي من كييف وذلك قُبيل التصويت على عزله وهو التصويت الذي جرَّدهُ من سلطاته كرئيس. مع ذلك فقد أعلنَ قادة المناطق الشرقيّة الناطقة بالروسية في أوكرانيا استمرار ولائهم ليانوكوفيتش، وهو ما تسبَّبَ فيما عُرف إعلاميًا باسمِ الاضطرابات الموالية لروسيا عام 2014 في أوكرانيا.

أعقبَ تلك الاضطرابات ضمُّ روسيا لشبه جزيرة القرم في مارس 2014، ثم اندلعت الحرب في دونباس وذلك في أبريل 2014 في الوقتِ الذي كانت تعملُ فيه روسيا على دعمِ أو حتى إنشاء «شبه دول» داخل الأراضي الأوكرانيّة ويتعلّق الأمر «بجمهوريتي» دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين.

 

وافقَ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 14 سبتمبر 2020 على استراتيجيّة الأمن القومي الجديدة لأوكرانيا والتي تنصُّ «على تطويرِ شراكة مميّزة مع الناتو بهدف الحصول على عضويّة داخل الحلف».

وقَّع زيلينسكي في 24 مارس 2021 المرسوم رقم 117/2021 بالموافقة على «استراتيجيّةِ إنهاء الاحتلال وإعادة دمج [استرجاع] الأراضي المحتلّة لجمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول».

 

نشر بوتين بعدها وتحديدًا في يوليو 2021 مقالًا بعنوان «عن الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين» (بالروسية: историческом единстве русских и украинцев)، أعاد فيه تأكيد وجهة نظرهِ القائلة بأنَّ الروس والأوكرانيين هم «شعبٌ واحدٌ». وصفَ حينها المؤرخ الأمريكي المعروف تيموثي سنايدر أفكار بوتين بأنّها إمبريالية، فيمَا وصفها الصحفي البريطاني إدوارد لوكاس بأنها تعديلٌ تاريخيّ. لاحظ مراقبون آخرون أنَّ القيادة الروسية لديها ما يُشبه «الرؤية المشوَّهة» لأوكرانيا الحديثة وتاريخها.

 

قالت روسيا إنَّ انضمام أوكرانيا المحتمَل إلى الناتو وتوسيع الحلف بشكلٍ عامٍ يُهدّدان أمنها القومي. بدورها اتهمت أوكرانيا والدول الأوروبية الأخرى المجاورة لروسيا الرئيس بوتين بمحاولة استعادة الإمبراطورية الروسية/الاتحاد السوفيتي واتباع سياسات عسكريّة عدوانيّة.

 

التمهيد للغزو.

بدأ الصراع بحشد عسكري كبير، في البداية في مارس-أبريل 2021، ثم من أكتوبر 2021 في فبراير 2022. خلال الحشد العسكري الثاني أصدرت روسيا مطالب للولايات المتحدة والناتو حيثُ تقدمت بمشروعي معاهدتين تضمَّنتا طلباتٍ لما وصفته «بالضمانات الأمنيّة» بما في ذلك تعهد ملزِمٌ قانونًا بعدم انضمامِ أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي وكذا خفض قوات الناتو والعتاد العسكري المتمركز في أوروبا الشرقية، وهدَّدت بِرد عسكري «غير محدد» إذا لم تلبى هذه المطالب بالكامل.

 

الاتهامات الروسية

تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 9 ديسمبر 2021 عن التمييز ضد الناطقين بالروسية خارج روسيا، قائلًا: «يجبُ أن أقول إنَّ الخوف من روسيا هو خطوةٌ أولى نحو الإبادة الجماعية. أنتَ وأنا نعرف ما يحدث في دونباس. ومن المؤكّدِ أنها تُشبه إلى حد كبير الإبادة الجماعيّة». أدانت روسيا أيضًا قانون اللغة الأوكرانية. صرَّح بوتين للصحافة يوم 15فبراير 2022 بالقول: «ما يجري في دونباس هو بالضبط إبادة جماعيّة».

 

وصفت السفارة الأمريكيّة في أوكرانيا ادعاء الإبادة الجماعية الروسيّة بأنّه «كذب مستنكر»، بينما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إنَّ موسكو تدّعي مثل هذه المزاعم كذريعة لغزو أوكرانيا. ردَّ السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف في 18 فبراير على سؤالٍ حول شكوك المسؤولين الأمريكيين في حقيقة الإبادة الجماعية للروس في دونباس، من خلال نشر بيانٍ على صفحة السفارة على فيسبوك جاء فيه: «يُفضِّل الأمريكيون ألَّا يتجاهلوا فقط محاولات الاستيعاب القسري للروس في أوكرانيا، لكنهم أيضًا يتغاضون عنها بقوة بدعم سياسي وعسكري».

 

التدخل في دونباس

في 21 فبراير 2022، وبعد الاعتراف بـ «جمهوريتي» دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، أمرَ بوتين بإرسال القوات الروسية (بما في ذلك الآليات الثقيلة) إلى دونباس، فيما وصفته روسيا «بمهمّة حفظ السلام». قال الجيش الروسي إنّه قتل خمسة ممّن وصفهم «بالمخرّبين الأوكرانيين» الذين عَبرُوا الحدود إلى روسيا، وهو ادعاءٌ نفاه بشدة وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا. في وقت لاحق من ذلك اليوم، أكدت عدة وسائل إعلام مستقلة دخول القوات الروسيّة فعلًا إلى دونباس.

 

صرَّح الرئيس الأمريكي جو بايدن في 22 فبراير 2022 أنَّ «بداية الغزو الروسي لأوكرانيا» قد حدث، فيمَا قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن «المزيد من الغزو» قد حدث. صرَّح وزير الخارجية الأوكراني كوليبا: «لا يوجد شيءٌ اسمه غزو صغير أو متوسط أو كبير. الغزو هو غزو».

صرَّح رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي هو الآخر جوزيب بوريل بالقولِ أنَّ «القوات الروسية [وصلت] إلى الأراضي الأوكرانية في ما [لم يكن] غزوًا كاملًا». سَمَحَ مجلس الاتحاد في نفس اليوم وبالإجماع لبوتين باستخدام القوة العسكرية خارج روسيا. أمر الرئيس زيلينسكي بدورهِ بتعبئة جنود الاحتياط الأوكرانيين، بينما لم يأمر بالتعبئة العامّة بعد.

 

أعلنت أوكرانيا في 23 فبراير حالة الطوارئ على مستوى البلاد، باستثناء الأراضي المحتلّة في دونباس، ودخلت الحالة حيّز التنفيذ في منتصف الليل.

بدأت روسيا في نفس اليومِ في إخلاء سفارتها في كييف وأنزلت أيضًا العلم الروسي من أعلى المبنى. تعرَّضت مواقع البرلمان والحكومة الأوكرانيين، إلى جانب المواقع المصرفية، لهجمات الحرمان من الخدمة.

في الساعات الأولى من يوم 24 فبراير، ألقى زيلينسكي خطابًا متلفزًا وُصف بالعاطفي حيثُ خاطب فيه مواطني روسيا باللّغة الروسية وناشدهم لمنع الحرب.

 

مجلس الأمن الدولي

قارنَ سفير كينيا، مارتن كيماني، تحرك بوتين مع الاستعمار وقال: «يجبُ أن نُكمل تعافينا من جمر الإمبراطوريات الميّتة بطريقةٍ لا تُعيدنا إلى أشكال جديدة من الهيمنة والقمع». عُقد اجتماع آخر لمجلس الأمن في 23-24 فبراير 2022.

 

لقد حدثَ الغزو الروسي خلال اجتماعٍ طارئٍ لمجلس الأمن بهدف نزعِ فتيلِ الأزمة، وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد صرَّح حينها: «أعطُوا السّلام فرصة». مع ذلك فقد غزَت روسيا جارتها أوكرانيا أثناء تولِّي موسكو رئاسة مجلس الأمن لشهرِ فبراير 2022، وهي الدولة التي تتمتعُ بحق النقض كواحدة من خمسة أعضاء دائمين في المجلس. طلبت أوكرانيا عقد دورة استثنائية طارئة للجمعية العامة للام المتحدة حيث نظام الامم المتحدة لا يُجيز اللجوء إلى حق النقد – الفيتو فيه حيث تتمتع جميع الدول بتمثيل متساو. إلا ان قرارات الجمعية العامة شكلية وتبقى غير ملزمة.

 

الغزو الروسي

 

خريطة تبين تقدم القوات الروسية وتغلغلها في أوكرانيا وفق تحديث 28 فبراير 2022

قبل الساعة 05:00 صباحًا بقليل بالتوقيت الأوكراني (ت ع م+02:00) (06:00 بتوقيت موسكو، ت ع م+03:00) في 24 فبراير، أعلن بوتين أنه اتخذ قرارًا بشنِّ عملية عسكرية في شرق أوكرانيا. قال بوتين في خطابهِ إنه لا توجد خطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، وادعى أنه يدعمُ حق شعوب أوكرانيا في تقرير المصير، كما صرح أنَّ روسيا تسعى إلى «نزع السلاح» من أوكرانيا ودعا الجنود الأوكرانيين إلى إلقاء أسلحتهم.

 

في غضون دقائق من إعلان بوتين، أُبلغ عن سماع ذوي انفجاراتٍ في كييف وخاركيف وأوديسا ودونباس. قال مسؤولون أوكرانيون إنَّ القوات الروسية نزلت في أوديسا وماريوبول وأطلقت صواريخ كروز وصواريخ باليستية على المطارات والمقار العسكريّة والمستودعات العسكرية في كييف وخاركيف ودنيبرو. نفى الجيش الأوكراني في وقتٍ لاحقٍ الأخبار عن إنزالٍ للجيش الروسي في أوديسا. دخلت المركبات العسكرية أوكرانيا عبر سينكيفكا في النقطة الثلاثية بين أوكرانيا وبيلاروس وروسيا حوالي الساعة 6:48 صباحًا بالتوقيت المحلي.

 

وفقًا لوزير الدولة الأوكراني أنطون هيراشينكو، بعد الساعة 06:30 (ت ع م+02:00) مباشرةً، كانت القوات الروسية تغزو عبر البر بالقربِ من مدينة خاركيف، وأُبلَغ عن عمليات إنزالٍ جديدةٍ برمائيةٍ واسعةِ النطاقِ في مدينتي ماريوبول وأوديسا؛ وأكَّد وزير الدولة هيراشينكو الإنزال بالقربِ من أوديسا. نقلت بي بي سي في تمامِ الساعة 07:40 عن مصادر أخرى قولها إنَّ القوات الروسية كانت تدخل البلاد أيضًا عن طريق بيلاروس. أفادت قوة الحدود الأوكرانية عن وقوعِ هجماتٍ على مواقع في لوهانسك وسومي وخاركيف وتشرنيهيف وجيتومير، وكذلك من شبه جزيرة القرم. أعلنت وزارة الدفاع الروسية في المُقابل عدم وجود مقاومة من قوات الحدود الأوكرانية. أفادت وزارة الداخلية الأوكرانية أن القوات الروسية استولت على قريتي هوروديشيش وميلوف في لوهانسك، بينمَا أفاد المركز الأوكراني للاتصالات الاستراتيجية والأمن الاستراتيجي أن الجيش الأوكراني تصدَّى لهجومٍ بالقرب من ششاستيا (على مقربةٍ من لوهانسك) واستعاد السيطرة على المدينة، مما أسفرَ عن مقتل ما يقربُ من 50 ضحيّة من الجانب الروسي. بعد ساعة واحدة من عدم الاتصال بالإنترنت، تمَّت استعادة موقع وزارة الدفاع الأوكرانية. زعمت الوزارة أنها أسقطت خمس طائرات ومروحية واحدة في لوهانسك.

 

قبل الساعة 7:00 (ت ع م+02:00) بقليل، أعلن الرئيس زيلينسكي الأحكام العرفية في أوكرانيا، وأمرَ الجيش الأوكراني لاحقًا «بإلحاق أقصى الخسائر بالغزاة». في ضوء طلبٍ من وزارة الدفاع الروسية يُطالب وحدات مراقبة الحركة الجوية الأوكرانية بوقف الرحلات الجوية، قُيِّدت الحركة الجوية المدنية فوق شرق أوكرانيا، حيث تُعتبر المنطقة بأكملها منطقة نزاعٍ نشطةٍ من قبل وكالة سلامة الطيران الأوروبية. أعلنَ زيلينسكي أيضًا قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا.

 

تعرضت وحدة عسكرية في بوديلسك لهجومٍ من قبل القوات الروسية، مما أسفر عن سقوط ستة قتلى وسبعة جرحى، وقُتل شخص آخر في مدينة ماريوبول، كما أُبلِغَ عن فقد تسعة عشر شخصًا آخر. أُفيد في الساعة 10:00 (ت ع م+02:00) أثناء إحاطة الإدارة الرئاسية الأوكرانية، بأنَّ القوات الروسية غزت أوكرانيا من الشمال (حتى عمق 5 كم). قِيل إنَّ القوات الروسية تنشطُ في خاركيف أوبلاست، تشيرنيهيف أوبلاست، بالقربِ من سومي، كما ذكرت خدمة زيلينسكي الصحفيّة أن أوكرانيا صدَّت هجومًا في فولين أوبلاست (في الحدود مع بيلاروسي وبولندا)، وأفادت عن تدمير 6 طائرات روسيّة ومروحيتين وعشرات الآليات الروسية. نفت روسيا أنها فقدت أيَّ طائراتٍ أو عرباتٍ مصفّحة.

 

نشر القائد العام الأوكراني فاليري زالوجني صورًا لجنديين روسيين اسرا وابلغا إنهما ينتميان إلى فوج يامبولسكي للبنادق الآلية التابع للحرس الروسي 423 (الوحدة العسكرية 91701). في حين استولت القوات الروسية على مطار أنتونوف الدولي في هوستوميل، إحدى ضواحي كييف.

 

منحت بيلاروس الحق للقوات الروسية لغزو أوكرانيا عبر أراضيها من الشمال: في الساعة 11:00 (ت ع م+02:00)، أبلغ حرس الحدود الأوكرانيون عن اختراق الحدود في فيلتشا (كييف أوبلاست)، وتعرضت قوات حرس الحدود للقصف في زيتومير أوبلاست بواسطة بي إم-21 غراد. وأفادت الأنباء أيضا أن طائرة هليكوبتر بلا علامات قصفت موقعا لحرس الحدود في سلافوتيش من بيلاروس. في الساعة 11:30 (ت ع م+02:00) بدأت موجة ثانية من القصف الصاروخي الروسي على أوكرانيا: من بين المدن المستهدفة كييف وأوديسا وخاركيف ولفيف. وابلغ عن قتال بري عنيف في دونيتسك ولوهانسك. أفاد نشطاء الحقوق المدنية في بولندا عن زيادة في عبور المهاجرين من بيلاروس إلى بولندا. يعتبر المراقبون أن بيلاروس تتلقى أوامرا من روسيا وتستخدم المهاجرين على الحدود البولندية البيلاروسية كسلاح (انظر أيضًا أزمة الحدود بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي 2021).

 

في الساعة 13:00 والساعة 13:19 (ت ع م+02:00)، أبلغ حرس الحدود الأوكرانيون والقوات المسلحة عن وقوع اشتباكين جديدين بالقرب من سومي (“باتجاه كونوتوب”) وستاروبيلسك (لوهانسك أوبلاست). في الساعة 13:32 (ت ع م+02:00)، أبلغ فاليري زالوجني عن إطلاق 4 صواريخ باليستية من أراضي بيلاروس. استعمل العديد من محطات مترو كييف ومترو خاركيف كملاجئ من القنابل للسكان المحليين. وقصفت مستشفى محلي في فوهليدار (دونيتسك أوبلاست) مما أدى إلى مقتل 4 مدنيين و10 جرحى (بما في ذلك 6 أطباء). أفاد حرس الحدود الأوكرانيون أن سفينتيَ فاسيلي بيكوف وموسكفا الروسيتين (فئة مشروع 22160) هاجمتا وحاولتا الاستيلاء على جزيرة الثعبان الصغيرة بالقرب من دلتا الدانوب. في الساعة 16:00(ت ع م+02:00) أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن اندلاع القتال بين القوات الروسية والأوكرانية في مدينتي تشرنوبيل وبريبيات. في غضون ذلك، ورد أن القوات الروسية المتقدمة من شبه جزيرة القرم قد فرضت سيطرتها على قناة شمال القرم. في الساعة 18:20 (ت ع م+02:00) أكد المسؤولون الأوكرانيون أن القوات الروسية سيطرت على محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية والمناطق المحيطة. في الساعة 16:18 (ت ع م+02:00)، أعلن رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، حظر تجوال يستمر من الساعة 22:00 حتى 7:00. قدر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن أكثر من 100,000 أوكراني تركوا منازلهم، وعبر الآلاف منهم إلى مولدوفا ورومانيا. في الساعة 22:00 (ت ع م+02:00)، أعلن حرس الحدود الأوكراني أن القوات الروسية استولت على جزيرة الثعبان بعد قصف بحري وجوي للجزيرة. قُتل جميع حرس الحدود الثلاثة عشر بالجزيرة في القصف، بعد رفضهم الاستسلام لسفينة حربية روسية؛ انتشر تسجيل للحراس يرفضون عرضًا للاستسلام على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

تم تأكيد مقتل 17 مدنياً، من بينهم 13 في جنوب أوكرانيا، وثلاثة في ماريوبول وواحد في خاركيف. صرح زيلينسكي أن 137 مواطنًا أوكرانيًا – جنود ومدنيون – لقوا حتفهم في اليوم الأول من الغزو.

 

بعد الساعة 23:00 بقليل (ت ع م+02:00)، منع زيلينسكي جميع المواطنين الأوكرانيين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 عامًا من مغادرة البلاد خلال فترة الأحكام العرفية.

 

في 25 فبراير وبحلول الساعة 01:24 (ت ع م+02:00)، أمر زيلينسكي بالتعبئة الكاملة للجيش الأوكراني لمدة 90 يومًا. حوالي الساعة 04:00 (ت ع م+02:00)، تعرضت مدينة كييف لانفجارين. صرح المسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية أنطون هيراشينكو عبر رسالة نصية أن تلك الانفجارات كانت صواريخ كروز وصواريخ باليستية تستهدف كييف. قالت الحكومة الأوكرانية إنها أسقطت طائرة معادية فوق كييف، ثم اصطدمت بمبنى سكني، واشتعلت فيها النيران.

 

وأشار محللون عسكريون مستقلون إلى أن القوات الروسية في شمال البلاد يبدو أنها اشتبكت بشدة مع الجيش الأوكراني. تحاول الوحدات الروسية تطويق كييف والتقدم إلى خاركيف، عبر قتال عنيف، وتشير صور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى احتمالية تعرض بعض الأعمدة المدرعة الروسية لكمين. في المقابل، كانت العمليات الروسية في الشرق والجنوب أكثر فعالية. تمركزت أفضل الوحدات الروسية المدربة والمجهزة خارج دونباس في الجنوب الشرقي ويبدو أنها إلتفت حول الخنادق الدفاعية المعدة وهاجمت مؤخرة المواقع الدفاعية الأوكرانية. في هذه الأثناء، انقسمت القوات العسكرية الروسية التي تتقدم من شبه جزيرة القرم إلى عمودين، حيث أشار المحللون إلى أنها تحاول تطويق المدافعين الأوكرانيين وإيقاعهم في دونباس، مما أجبر الأوكرانيين على التخلي عن دفاعاتهم المعدة والقتال في العراء.

 

في صباح يوم 25 فبراير، اتهم زيلينسكي روسيا باستهداف مواقع مدنية وعسكرية في خطاب متلفز. قال المتحدث باسم الحكومة الأوكرانية فاديم دينيسينكو إن 33 موقعًا مدنيًا قد تعرضت للقصف في الساعات الأربع والعشرين الماضية. ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية دخلت منطقة أوبولون، كييف، وكانت على بعد حوالي 9 كيلومترات (5.5 ميل) من البرلمان الأوكراني. كما أعلنت وزارة الدفاع أن جميع المدنيين الأوكرانيين مؤهلون للتطوع للخدمة العسكرية بغض النظر عن أعمارهم.

 

أفادت السلطات الأوكرانية أنه تم الكشف عن زيادة غير حرجة في الإشعاع تتجاوز مستويات التحكم في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية بعد احتلال القوات الروسية للمنطقة، قائلة إن ذلك يرجع إلى تحرك المركبات العسكرية الثقيلة التي ترفع الغبار المشع في الهواء. ادعت روسيا أنها كانت تدافع عن المحطة من الجماعات القومية والإرهابية، وأن العاملين كانوا يراقبون مستويات الإشعاع في الموقع. أشار الرئيس زيلينسكي إلى أن الحكومة الأوكرانية “لا تخشى الحديث عن الوضع الطبيعي”. في نفس اليوم، أوضح الرئيس بوتين للرئيس الصيني شي جين بينغ أن “روسيا مستعدة لإجراء مفاوضات رفيعة المستوى مع أوكرانيا”. مع اقتراب القوات الروسية من كييف، طلب الرئيس زيلينسكي من السكان تحضير زجاجات حارقة “لتحييد” العدو. في غضون ذلك دعا بوتين الجيش الأوكراني للإطاحة بالحكومة.

 

بحلول المساء، صرح البنتاغون أن روسيا لم تحقق تفوقًا جويًا على المجال الجوي الأوكراني، وهو ما توقع المحللون الأمريكيون حدوثه بسرعة بعد بدء الأعمال العدائية. تدهورت قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية بفعل الهجمات الروسية، لكنها ظلت عاملة. واصلت الطائرات العسكرية من كلا البلدين التحليق فوق أوكرانيا. وحذر البنتاغون من أن روسيا أرسلت إلى أوكرانيا 30 في المائة فقط من 150,000 إلى 190,000 جندي كانت قد حشدتهم على الحدود.

 

يوم 26 فبراير وفي الساعة 00:00 (ت ع م)، تم الإبلاغ عن قتال عنيف في جنوب كييف، بالقرب من مدينة فاسيلكيف وقاعدتها الجوية. زعمت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن مقاتلة أوكرانية من طراز سو-27 أسقطت طائرة نقل روسية من طراز إليوشن إي أل-76 تحمل مظليين بالقرب من المدينة. قالت ناتاليا بالاسينوفيتش عمدة فاسيلكيف إن القوات الأوكرانية نجحت في الدفاع عن مدينتها وأن القتال كان على وشك الانتهاء.

 

حوالي الساعة 03:00، تم الإبلاغ عن أكثر من 48 انفجارًا في 30 دقيقة حول كييف، حيث ورد أن الجيش الأوكراني يقاتل بالقرب من محطة توليد الكهرباء في حي ترويشينا الشمالي. أفادت البي بي سي أن الهجوم ربما يكون محاولة لقطع الكهرباء عن المدينة. تم الإبلاغ عن قتال عنيف بالقرب من حديقة حيوان كييف وحي شوليافكا. في وقت مبكر من يوم 26 فبراير، قال الجيش الأوكراني إنه صد هجومًا روسيًا على قاعدة عسكرية تقع في شارع بيريموهي، وهو طريق رئيسي في كييف؛ كما زعم أنه صد هجومًا روسيًا على مدينة ميكولايف على البحر الأسود.

 

أفادت وكالة أسوشيتيد برس بسقوط مئات الضحايا أثناء القتال الليلي في كييف، وقالت إن القصف دمر مبنى سكني وجسور ومدارس. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استولت على مليتوبول، بالقرب من بحر آزوف.

 

بحلول فترة ما بعد الظهر، كانت معظم القوات الروسية التي تجمعت حول أوكرانيا تقاتل في البلاد. فرض عمدة كييف كليتشكو حظر تجول اعتبارًا من الساعة 5 مساءً. السبت حتى الساعة 8 من صباح الاثنين، محذرا من أن أي شخص كان بالخارج خلال ذلك الوقت سيعتبر من مجموعات التخريب والاستطلاع المعادية. أفادت رويترز عن انقطاع اتصالات الإنترنت في أجزاء من أوكرانيا، لا سيما في الجنوب والشرق.

 

حصلت سي إن إن على لقطات لنظام توس-1 الروسي، الذي يحمل أسلحة حرارية، بالقرب من الحدود الأوكرانية. وأكد رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف أن وحدات قاديروفتسي قد تم نشرها في أوكرانيا أيضًا.

 

بحلول نهاية اليوم، لم تكمل القوات الروسية تطويق وعزل كييف، على الرغم من الهجمات الآلية والمحمولة جواً. تخلت روسيا مؤقتًا عن محاولات الاستيلاء على تشيرنيهيف وخاركيف بعد صد الهجمات بمقاومة أوكرانية، وتجاوزت تلك المدن لتستمر نحو كييف. أشار معهد دراسة الحرب (ISW) إلى أن أوكرانيا قد تضطر قريبًا إلى اتخاذ قرار بين التنازل عن جزء كبير من شرقي البلاد، أو سحب قواتها في دونباس لتجنب الحصار. في الجنوب، استولت روسيا على بيرديانسك وهددت بتطويق ماريوبول. أفاد مسؤولون أمريكيون وبريطانيون أن القوات الروسية واجهت نقصًا في البنزين والديزل. في حين واصلت روسيا في الاحتفاظ بغالبية قواتها خارج نطاق القتال.

 

خلال ليلة 27 فبراير، ورد تفجير خط أنابيب غاز خارج خاركيف، بينما اشتعلت النيران في مستودع نفط في قرية كرياتشكي بالقرب من فاسيلكيف بعد إصابته بالصواريخ. منع القتال العنيف بالقرب من قاعدة فاسيلكيف الجوية رجال الإطفاء من التعامل مع الحريق. ادعى المكتب الرئاسي أن مطار جولياني تعرض للقصف أيضًا. ادعى الانفصاليون في مقاطعة لوهانسك أن محطة نفطية في بلدة روفينكي تعرضت لصاروخ أوكراني.

 

صرح رئيس بلدية نوفا كاخوفكا، فلاديمير كوفالينكو، بأن المدينة قد استولت عليها القوات الروسية، واتهمها بتدمير مستوطنتي كازاتسكي وفيسيلي. دخلت القوات الروسية أيضًا مدينة خاركيف، ووقع قتال شوارع، بما في ذلك وسط المدينة. في الوقت نفسه، بدأت الدبابات الروسية في التوغل في مدينة سومي.

 

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية طوقت بالكامل خيرسون وبيرديانسك، بالإضافة إلى احتلال هينشيسك ومطار خيرسون الدولي في تشيرنوبايفكا. وأمر الرئيس الروسي بوتين القوات النووية الروسية التأهب الأقصى “بنظام خاص للخدمة القتالية” ردا على ما أسماه التصريحات العدوانية لحلف شمال الأطلسي.

 

وقالت أوكرانيا إنها سترسل وفدا للقاء وفد روسي لإجراء محادثات في غوميل، بيلاروس. قال مكتب زيلينسكي إنهم وافقوا على الاجتماع دون شروط مسبقة. قال زيلينسكي أيضًا إنه تحدث عبر الهاتف مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وصرح بأنه حصل على وعد بعدم إرسال القوات البيلاروسية إلى أوكرانيا.

 

وفقًا للمحللين، تمكنت روسيا من ربط شبه جزيرة القرم بمناطق في شرق أوكرانيا تسيطر عليها القوات الموالية لروسيا من خلال محاصرة ماريوبول وبيرديانسك. صرح أوليكسي أريستوفيتش، مستشار رئيس أوكرانيا، أن القوات الروسية سيطرت على بيرديانسك. كانت القوة الروسية الرئيسية من شبه جزيرة القرم تتقدم شمالًا نحو زابوريزهزهيا، بينما هددت قوة روسية على الضفة الشرقية لنهر دنيبر ميكولايف.

 

ذكرت صحيفة الغارديان أن القوات الروسية تراجعت في بوتشا وإيربين إلى الشمال الغربي من كييف. وفقًا للاستخبارات العسكرية البريطانية، تجاوزت القوات الآلية الروسية تشيرنيهيف أثناء تحركها نحو كييف. قال محللون إن القوات الروسية في شمال أوكرانيا أجرت على الأرجح “وقفة عملياتية” ابتداء من اليوم السابق لنشر قوات وإمدادات إضافية. تم نقل الموارد العسكرية الروسية التي لم تكن في السابق جزءًا من قوة الغزو نحو أوكرانيا تحسباً لصراع أكثر صعوبة.

 

في 28 فبراير دار القتال حول ماريوبول طوال الليل. في صباح يوم 28 فبراير، قالت وزارة الدفاع البريطانية أن معظم القوات البرية الروسية ظلت على بعد 30 كم (19 ميل) شمال كييف، بعد أن تباطأت بسبب المقاومة الأوكرانية في مطار هوستوميل. وقالت أيضا أن القتال كان يدور بالقرب من تشيرنيهيف وخاركيف، لكن المدينتين كانتا تحت السيطرة الأوكرانية. أصدرت شركة ماكسار تكنولوجي صوراً بالأقمار الصناعية أظهرت رتلًا روسيًا، بما في ذلك دبابات ومدفعية ذاتية الدفع، متجهًا نحو كييف. ذكرت الشركة في البداية أن القافلة كانت بطول 27 كيلومترًا (17 ميلًا) تقريبًا، لكنها أوضحت لاحقًا في ذلك اليوم أن الرتل كان في الواقع أطول من 64 كيلومترًا.

 

بعد مفاوضات مع رئيس مدينة كوبيانسك بمنطقة خاركيف، جينادي ماتسيغورا، احتلت القوات الروسية المدينة دون قتال. أكد ألكسي أريستوفيتش سيطرة القوات الروسية الكامل لبيرديانسك. أعلنت وزارة الدفاع الروسية الاستيلاء على إنرهودار ومحيط محطة زابوروجييه في 28 فبراير. نفت أوكرانيا أنها فقدت السيطرة على المحطة. نفى ديمتري أورلوف، عمدة إنرهودار، الاستيلاء على المدينة والمحطة.

 

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في إفادة صباحية، عن هيمنة الطائرات الروسية على كامل أجواء أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، أشار كوناشينكوف إلى أن الضباط والأفراد العسكريين فقط العاملين بموجب عقد يشاركون في عملية خاصة في أوكرانيا.

 

الدعم العسكري الأجنبي لأوكرانيا

سلم أعضاء الناتو أسلحة دفاعية أثناء التصعيد للغزو. استخدم الرئيس الأمريكي جو بايدن سلطة السحب الرئاسي في أغسطس وديسمبر 2021 لتقديم مساعدات بقيمة 260 مليون دولار. وشمل ذلك تسليم إف جي أم-148 جافلن وأسلحة أخرى مضادة للدروع وأسلحة صغيرة وذخيرة ذات عيارات مختلفة ومعدات غير قتالية أخرى.

 

بعد بدء الحرب، أعلنت بلجيكا وجمهورية التشيك وإستونيا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة أنها سترسل المزيد من الأسلحة لدعم الجيش والحكومة الأوكرانية. سلَّمت بولندا في 24 فبراير بعض الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا، بما في ذلك 100 قذيفة هاون وذخيرة مختلفة وأكثر من 40,000 خوذة. في حين أرسل بعض أعضاء الناتو الثلاثين الأسلحة، فإن الناتو كمنظمة لم تُرسل شيئًا.

 

استبعدت ألمانيا في 25 فبراير إرسال أسلحةٍ إلى أوكرانيا ومنعت إستونيا، من خلال ضوابط تصدير الأسلحة الألمانية الصنع، من إرسال مدافع هاوتزر ألمانية إلى أوكرانيا. أعلنت ألمانيا لاحقًا أنها ستُرسل 5000 خوذة ومستشفى ميداني إلى أوكرانيا، ورد عليها عمدة كييف فيتالي كليتشكو بسخرية: «ماذا سيرسلون بعد ذلك؟ الوسائد؟» في اليومِ الموالي وعلى عكس موقفها السابق، وافقت ألمانيا على طلب هولندا بإرسال 400 صاروخ آر بي جي إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى 500 صاروخ ستينغر و1000 سلاح مضاد للدبابات من إمداداتها الخاصّة.

 

أعلنَ وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين في 26 فبراير أنه سمح بمبلغ 350 مليون دولار كمساعدات عسكرية، بما في ذلك «أنظمة مضادة للدروع والطائرات، وأسلحة صغيرة وذخائر من عيارات مختلفة، ودروع واقية للجسد، ومعدات ذات صلة».

 

أعلنت البرتغال يوم 27 فبراير أنها ستُرسل بنادق جي 3 الآليّة ومعدات عسكرية أخرى، فيما قالت الحكومة النرويجية إنها لن تُرسل أسلحة إلى أوكرانيا، لكنها سترسل معدات عسكرية أخرى، مثل الخوذات وغيرها من معدات الحماية. قررت كل من السويد والدنمارك إرسال 5000 و2700 سلاحًا مضادًا للدبابات على التوالي إلى أوكرانيا، بينما تعهدت الدنمارك أيضًا بتوفير نحو 300 صاروخ ستينغر.

 

وافقَ الاتحاد الأوروبي في نفس اليوم على شراء أسلحة لأوكرانيا بشكلٍ جماعي، حيثُ صرَّح جوزيب بوريل، منسِّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أنَّ الاتحاد سيشتري بـ 450 مليون يورو (502 مليون دولار) مساعداتٍ قتاليّةٍ وبـ 50 مليون يورو (56 مليون دولار) إمدادات غير قتاليّة. قال بوريل إن وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي ما زالوا بحاجة إلى تحديدِ تفاصيل كيفيّة شراء العتَاد ونقله إلى أوكرانيا، لكن بولندا وافقت على العمل كمركزِ توزيع.

 

ردود الفعل الدولية

المقالات الرئيسية: ردود الفعل الدولية على الغزو الروسي لأوكرانيا 2022 و ردود الفعل على الأزمة الأوكرانية الروسية 2021-22

رداً على اعتراف روسيا بمنطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، بدأت الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا. في 22 فبراير، أعلن رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون فرض عقوبات على خمسة بنوك روسية، وهي بنك روسيا وبنك إندستريالني سبريجاتيلني وبنك جنرال وبنك برومسفايزبانك وبنك البحر الأسود، وثلاثة مليارديرات مرتبطين ببوتين، وهم جينادي تيمشينكو وبوريس روتنبرغ وإيغور روتنبرغ. أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه سيوقف عملية التصديق لخط أنابيب نورد ستريم 2. وضع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في القائمة السوداء جميع أعضاء مجلس الدوما الذين صوتوا لصالح الاعتراف بالمناطق الانفصالية، وحظروا على مستثمري الاتحاد الأوروبي التداول في سندات الدولة الروسية، واستهدفوا الواردات والصادرات مع الكيانات الانفصالية. أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن فرض عقوبات على عدة بنوك روسية وعقوبات شاملة على الديون السيادية لروسيا.

 

في 24 فبراير، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون حظر سفر وعقوبات مالية ضد ثمانية أعضاء في مجلس الأمن القومي الروسي. حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا على الوقف الفوري للعدوان في أوكرانيا، بينما أعلن سفيرا فرنسا والولايات المتحدة أنهما سيقدمان قرارًا إلى مجلس الأمن الدولي في 25 فبراير 2022، وأدانت المملكة المتحدة “هجوم روسيا غير المبرر” ووعدت أن بريطانيا وحلفاءها سيردون بشكل حاسم. ووصف بايدن الهجوم بأنه “غير مبرر”، وأشار إلى أن إدارته ستنظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات المحتملة. أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا أدانت فيه تصرفات روسيا. كما أدانت إسبانيا واليابان وإيطاليا الغزو. دعت بولندا ورومانيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا لإجراء مشاورات أمنية لحلف شمال الأطلسي بموجب المادة 4. وأصدرت الحكومة الإستونية بيانًا لرئيسة الوزراء كايا كالاس: “إن العدوان الروسي الواسع يمثل تهديدًا للعالم بأسره ولجميع دول الناتو، ويجب الشروع في مشاورات الناتو بشأن تعزيز أمن الحلفاء لتنفيذ إجراءات إضافية لضمان الدفاع عن حلفاء الناتو. والرد الأكثر فاعلية على العدوان الروسي هو الوحدة.”

 

في صباح يوم 24 فبراير، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، فرض عقوبات “ضخمة” من جانب الاتحاد الأوروبي. تستهدف العقوبات عمليات النقل التكنولوجية والبنوك والأصول الروسية. في اليوم نفسه، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الهندية أن “الهند تتابع عن كثب تطور الأحداث في المنطقة”. في حين أعرب مبعوث أوكرانيا إلى الهند، إيغور بوليخا، عن استيائه العميق من الموقف الذي اتخذته الوزارة. دعا رئيس جمهورية التشيك ميلوش زيمان إلى طرد روسيا من جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (SWIFT). وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعم بلاده لأوكرانيا من أجل حماية اراضيها.

 

أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية، تيوكو فايزاسياه، عن قلق إندونيسيا من تصعيد الصراع. وحثت إندونيسيا روسيا على احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا. كما غرد الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، قائلا: “أوقفوا الحرب. الحرب تجلب المعاناة للبشرية وتعرض العالم للخطر”. صرحت جمهورية الصين الشعبية في 24 فبراير 2022 أن الصراع لم يكن غزوًا واتهمت الولايات المتحدة بالتحريض على الحرب. وحثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ الجانبين على العمل من أجل السلام بدلا من تصعيد التوترات.

الأمة ووكالات

من أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية