بعد الإعلان من قبل السويد وفنلندا رسميا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» فإن سيناريوهات عدة تلوح في الأفق للرد الروسي على هذه الخطوة.
وفي مقال نشرته صحيفة «سفينسكا داغبلادت» السويدية للكاتبه «هانا تورنكويست»
فإن هناك احتمالات الرد الروسي لانضمام السويد إلى حلف الناتو بالاستناد إلى رأي الخبراء الذين أفادوا بوجود ثلاثة سيناريوهات.
وبحسب ما جاء في المقال، الذي نشر السبت 14 مايو الجاري (قبل الإعلان الرسمي للطب الانضمام للحلف يوم الأحد الماضي)
فإن معظم المؤشرات بأن كلا الدولتين ستقدمان طلبات إلى التحالف خلال وقت مبكر من الأسبوع المقبل، ثم سيتبع ذلك فترة انتقالية،
اقرأ أيضًا: |
وبحال تم التصديق على الطلبات ضمن إطار زمني تم تقديره، فمن الممكن أن تصبح السويد عضوا في الناتو في الخريف المقبل وكذلك فنلندا.
تقول كاتبه المقال إنه خلال الفترة الانتقالية من الممكن توقع ردود فعل مختلفة من روسيا، وأشار الخبراء الذين تحدثت إليهم الصحيفة إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة وهي:
السيناريو الأول: تصعيد موسكو للغة الحرب
يشير السيناريو الأول وفق ما ذكرت «جونيلا هيرولف» الباحثة في معهد السياسة الخارجية (UI)
أنه في حال قدمت السويد وفنلندا طلبا إلى الناتو فسوف نواجه بسرعة ردود فعل من روسيا كما تحدثت:
من الواضح تماما أنهم سيقولون إننا زعزعنا استقرار الوضع ولم نعد دولة تسعى إلى السلام.
وقد أصدرت روسيا بالفعل عدة بيانات تهديدية تستهدف فيها السويد وفنلندا «بالتدابير العسكرية والتقنية»،
وأشارت في هذا السياق إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك مسألة «وضع خال من الأسلحة النووية» في بحر البلطيق بحال انضمت هذه البلدان إلى حلف الناتو.
اقرأ أيضا: |
كذلك، فإنه وفقا لتقييم «إيلمار كيكو» المحاضرة في علوم الحرب بكلية الدفاع الوطني السويدية،
فسيزداد هذا النوع من خطاب الحرب التصعيدي من قبل روسيا حينما يتم تقديم طلبات الناتو.
وقالت نتوقع منهم أن يبدؤوا بالتلويح بالورقة النووية مرة أخرى فهي أهم أدواتهم،
ولكن ذلك سيعزز فقط من رغبتنا في الحماية من الأسلحة النووية وسنحصل على ذلك من الناتو.
السيناريو الثاني: هجوم سيبراني واسع ضد البنية الحيوية
ووفق رؤية كل من «كيكو» و«هيرولف» فإن الوقت الأكثر حساسية سيكون بين تقديم الطلب وحتى الموافقة عليه، فمن الممكن توقع حملات مناصرة ومعلومات مضللة وهجمات سيبرانية (إلكترونية) على البنية التحتية الحيوية في البلاد خلال هذه الفترة.
تقول الباحثة كيكو: سيؤثر هذا الأمر علينا لكنه لن يمنع المجتمع من العمل..
فقد يتعطل معرف البنك ليومين أو ثلاثة كمثال لكن معظمنا سيكون قادرا على تحمل الأمر.
بينما وصفت هيرولف هذا الأمر بـ«التخريب البسيط» وأن الأمر متروك للسويد بالمقام الأول لتعالج العواقب.
وتؤكد هيرولف بالقول: إذا أصبح الأمر واسع النطاق جدا مثل انقطاع الكهرباء أو الحرارة سنستطيع الحصول على المساعدة،
فهناك أيضا الاتحاد الأوروبي الذي سيساعدنا لأننا دولة عضو فيه، لكن في المقام الأول يجب أن نستعد نحن أنفسنا.
السيناريو الثالث: أعمال عسكرية روسية ضد البلدين
وفق رؤية كيكو للسيناريو الثالث فإن «القلق الأكبر يكمن في حدوث نوع من الرد العسكري
ولكنني أعتقد أن هذا الأمر غير مرجح وأن الهجوم العسكري الكبير ليس ضمن الاحتمالات أبدا،
إن الروس مشغولون تماما في أوكرانيا».
لكن الخيار الآخر يتمثل بأن يحاول الروس تنفيذ هجمة محدودة كهجوم صاروخي لا يتطلب موارد عسكرية كبيرة وقالت كيكو في هذا الإطار
«لكن بعد ذلك نتساءل ما الغرض من مثل هذا الهجوم؟ فلن يؤدي إلا إلى تعزيز التصور بأن الناتو هو البديل الصحيح لأمن السويد».
اقرأ أيضًا: |
وكانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا أصدرت تطمينات أمنية مختلفة إذا تقدمت السويد أو حتى فنلندا بطلب عضوية للناتو.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن خلال الفترة الانتقالية هناك
«التزام قوي للغاية من جانب الناتو ليكون قادرا على ضمان أمن السويد»
رغم أنه لا يمكن وصف الأمر بالضمانات الأمنية.
لكن هيرولف تقول إنه سواء كان ذلك يعني وجود سفن في بحر البلطيق أو مناورة في غوتلاند فهذا الأمر يعتمد على مستوى التهديد،
إن نوع الوعود التي تلقيناها جيد جدا لتأثيرها الرادع ضد روسيا.
وما يحكم عليه كل من «كيكو» و«هيرولف» مستقبلا هو مشاهدة المزيد من الانتهاكات للمجال الجوي السويدي.
تقول هيرولف:
يمكنهم أيضا انتهاك الحدود البحرية، لكن في فنلندا سيكون الأمر أكثر صعوبة مع حدودهم الوطنية الطويلة
لذلك من المحتمل أن نتوقع بعض التحركات الروسية إلا أني أجد صعوبة بتخيل هجوم عسكري وإن كان بسيطا،
إن ذلك يمثل مخاطرة كبيرة بالنسبة لروسيا.
جدير بالذكر أنه السويد وفنلندا أعلنتا يوم الأحد، رسميا، أنهما ستتقدمان بطلب للحصول على عضوية حلف «الناتو»، لينهي البلدان عقودا طويلة من عدم الانحياز العسكري.
اقرأ أيضًا: |
وبعد أقل من 3 أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا،
بات البلدان يستعدان لطي صفحة نهج عدم الانحياز العسكري
الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 75 عاما في فنلندا، وإلى القرن الـ 19 في السويد.
وتشير آخر استطلاعات الرأي في البلدين الإسكندنافيين بأن نسبة الفنلنديين الراغبين في الانضمام إلى «الناتو»
تجاوزت 3 أرباع، أي 3 أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا، أما في السويد فقد ارتفعت نسبة المؤيدين إلى حوالي 50%.