الأمة| فارق الداعية الإسلامي والمفكر الكويتي الشيخ أحمد القطان، الحياة اليوم الاثنين، بعد تعرضه لوعكة صحية نُقل على إثرها إلى المستشفى خلال الأيام الماضية.
رحل الشيخ أحمد القطان، المُلقب بـ”خطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى” عن عُمر ناهز الـ76 سنة، وترك إرثًا واسعًا في مجال الدعوة ومواقف مُشرفة للدفاع عن القضية الفلسطينية والأقصى.
النشأة
نشأ الراحل في مدينة الكويت، وظل 18 سنة يتعلم التربية الإسلامية، إلى أن تخرج عام 1969 من معهد المعلمين.
وبرغم اختلاطه بالشيوعيين في بداية حياته إلا أنه تراجع سريعًا وتعرف على الحركة الإسلامية وأصبح أحد أبرز وأشهر خطباء المنابر في فترة الثمانينات وأول التسعينات.
قصته مع الحزب الشيوعي
قُبيل تخرجه من معهد المعلمين بعام قام الحزب الشيوعي في الكويت باحتوائه ونشر قصائده في العديد من مجلاته وجرائده.
يقول الشيخ أحمد القطان في تصريحات سابقة، إن الحزب الشيوعي فسروا عباراتي والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا فيّ نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر.
وأوضح أنه ما قال كلمة إلا وطبّل وزمر الحزب لها، وهي حيلة من حيلهم، إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فردًا ينظرون إلى هويته وهوايته ماذا يرغب.
وأضاف: “رأوني أميل على الشعر والأدب فتعهّدوا بطبع ديواني نشر قصائدي وعقدوا لي الجلسات واللقاءات الأدبية الساهرة، ثم أخذوا يدسون السم في الدسم، يذهبون بي إلى مكتبات خاصة ثم يقولون: اختر ما شئت من الكتب بلا ثمن فأحمل كتبًا فاخرة أوراقًا مصقولة بعناوين أصول الفلسفة الماركسية، والمبادئ الشيوعية.
دفاعه عن الأقصى
وجه الشيخ الراحل رسالة شهيرة له إلى المرابطين في القدس ومنطقة باب العامود وحي الشيخ جراح وفي كل أرجاء فلسطين قائلًا: “اثبتوا ثبتكم الله ولا تلتفتوا إلى المُطبعين وإلى صواريخ القسام اقصف الصهاينة ولا تبالون، ارمي من غزة، فالموت والحياة بيد الله”.
ووجه الشيخ جراح رسالته للمقاومة والقسام قائلًا: “أصيبوهم واخلقوا الرعب في قلوبهم وردوا اليهود إلى الجحور، سدد الله رميكم، وتقبل الله سبحانه وتعالى عبادتكم.. اضربوا تحجرت القلوب وما لها إلا الحجر، فهذه هى القدس المُقدسة انطلاق رحلة الإسراء والمعراج، انطلقوا وبقوة، ثبتكم الله وحفظكم”.
https://www.youtube.com/watch?v=0wRjEQibORw
رسالته للمُطبعين
ظل الشيخ أحمد القطان يدافع عن الأقصى ويُعد أحد أبرز الدعاة الذين أعلنوا رفضهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني، إذ وجه رسالة إلى محمد بن زايد، حينما كان ولي عهد أبو ظبي، عقب الإعلان عن اتفاق التطبيع.
وقال الشيخ أحمد القطان في كلمة شهيره له: “لا صلح لا تفويض لا تفريط في أرض الجدود، لا للدويلة رشوةً ثمنًا لآهات ا
لشهيد”. وتابع: “كل السيوف تكسرت، لم يبق إلا ابن الوليد، طوبى لمن طلب الشهادة في مقارعة اليهود”.
وذكرَّ الرحال، محمد بن زايد برد فعل السلطان عبد الحميد الثاني، حينما طلبوا منه التنازل عن فلسطين مقابل بقائه في المُلك، إلا أنه قال هم: “لا أوقع ولو قيد شبر لأن أرض فلسطين وقف إلى يوم القيامة، فقالوا إذًا نزيل ملكك، قال افعلوا ما شئتم”.
وأضاف الشيخ أحمد القطان: “ولا يضرنكم ولا يهولنكم ما يحدث للأمة اليوم، أن التفت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصًا جناحاه، نرقع دنيانا بتمزيق ديننا، فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع، والحذر كل الحذر من المتآمرين وهم أشد عداوة من بني إسرائيل، وهم يهود العرب”.