أكد  محمد أبو سدرة عضو المؤتمر الوطني الليبي وأحد أبرز رموز التيار الإسلامي في ليبيا أن غياب الإرادة الحقيقية لحلحلة الازمة الليبية،بل والسعي بدلا من ذلك لإدارتها فقط ورغبة ما يسمي بالنخب السياسية بالحفاظ علي مكاسبها الضيقة ومصالحها الحزبية..

‏ النخب السياسية وغياب الإرادة للحل والتدخلات الدولية تقف وراء استعصاء الأزمة الليبية علي الحل

ناهيك عن دور القوي الاقليمية الدولية هو من يقف وراء استمرار الازمة وعدم كتابة نهاية لمشاكل المشهد السياسي الليبي

‏ ولفت في حواره مع جريدة الأمة الإليكترونية إلي أنه لا خروج من الأزمة الليبية إلا بعصيان مدني أو ثورة شعبية تزيح الأجسام الغريبة الجاثمة علي صدر الشعب الليبي وفق انتخابات برلمانية تتم وفق قاعدة دستورية وقانونية تليها انتخابات رئاسية تفرز نخبة سياسية جديدة جاءت انعاكا  لإرادة شعبية لهدف إخراج البلاد من أزمتها

‏ وحمل أبو سدرة  البعثة الأممية المسئولية عما يجري داخل ليبيا فقد تدخلت في الشأن الليبي كل ما يعنيها الأمر وكل ما لا يعنيها،

مركزة فقط علي استبعاد الطرف الأصيل في المعادلة وهو الشعب الليبي،

مشيرا إلي أن البعثة الأممية تشكل انعكاسا لرغبات القوي العربية، التي تتعامل مع الأزمة الليبية بما يحقق مصالحها دون الوضع في الاعتبار مصالح الشعب الليبي.

ولم يستبعد عضو المؤتمر الوطني الليبي أن تصب الحرب في أوكرانيا في صالح الشعب الليبي في ظل أهمية ليبيا في قطاعات النفط والغاز والحاجة الماسة لإعادة الاستقرار إليها في ظل الصراع الروسي والصيني وربما الهندي مع أمريكا بشكل قد يصب في صالح تقليص النفوذ الروسي وإخراج الفاجنر وإعطاء دور أكبر لتركيا.

الثورة الشعبية والعصيان المدني سبيلان مهما لإنهاء الانسداد السياسي  والبعثة الاممية شريك مهم في استمرارها

واستغرب  أبو سدرةالنهج الإقصائي الذي تبناه قطاع من التيار الإسلامي في مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي سواء مع بعض الفصائل الإسلامية أو حتي بحق التيار الوطني الذي يتقاسم مع الاسلاميين هموم الوطن لافتا إلي أنه ما لم  يستفد الإسلاميون من إخفاقات الماضي فلن يستطيعوا تحقيق نجاحات في المستقبل.

التفاصيل الكاملة للحوار نعرضها بالتفصيل في السطور القادمة

• قدمت المعارك الأخيرة في طرابلس تأكيدا علي انسداد الافق الليبي وفشل النخبة او افشالها لكل محاولات الخروج من  الأزمة برايك لماذا تبدو الأزمة الليبية عصية علي الاختراق؟

•• المشهد الليبي توافرت فيه عوامل عده جعلته عصيا عن الحلحلة، منها ما هو لصالح الوطن ومنها ما هو بخلافه وقبل الدخول في التفاصيل يمكنني القول إن هذه العوامل لو لم تجد أرضية للتأثير لما كان لها مفعول

وربما يكون من أهم العوامل وهو غياب الإرادة الحقيقية للخروج من الأزمة والحرص علي إدارتها أكثر من حلحلتها وذلك لوجود شركاء متشاكسون في المشهد الليبي علي المستوي الخارجي كل ينشد الاستقرار في الملف الليبي

ولكن بما يخدم مصالحه فإن تعارض هذا الاستقرار مع مصالحهم أداروا الأزمة بكيفية ظاهرها تبدو  منه الرحمة وباطنه يعج بالعذاب

كما ابتليت ليبيا بنخبة سياسية- لا تملك من النخبوية إلا اسمها- فهم لا هم لهم إلا البقاء بالسلطة مهما كان الثمن، بل ومهما بلغت التنازلات..

أضف إلي ذلك تجربتنا السيئة مع البعثة الأممية والتي أقحمت كل من هب ممن يعنيهم الأمر ومن لا يعنيهم ومن دب ولم يغب عن المشاركة الفاعلة إلا المعنيين ابتداء بالموضوع وهم الشعب الليبي وجيئ بأسماء سموها هم وفقا لمعاييرهم ومقاييسهم والتي لم يكن لمصالح ليبيا وشعبها من وجود وفقها.

معارك طرابلس
معارك طرابلس

• في هذا الوضع الصعب كيف تجاوز الشعب الليبي هذا المأزق؟

•• مادام الحال علي ما هو عليه فلا حل يلوح في الأفق إلا وفق عصيان مدني أو ثورة شعب مجددا للتخلص من كل الأجسام الجاثمة علي صدر الوطن وفق انتخابات عبر قاعدة دستورية ابتداء بالتشريعية ومن ثم الرئاسية تأتي علي كل الموجود لعلنا بذلك نتنفس الصعداء مع قادمين الجدد.

ضعف وتخبط معسكر فبراير أحد أسباب تعثر  الثورة الليبية في تحقيق أهدافها

• هل تدعم الطرح الذي يؤكد أن دول محور الثورة المضادة يتحمل مسؤولية ما تشهده ليبيا من ازمات؟

•• لست متأكدا إن كان هذا نجاحا لمعسكر الثورة المضادة أم أنه هدية ربانية أعانت فبراير علي أن تلفظ خبثها،

وتتمايز صفوفها ويظهر من كان متسترا بجلباب الثورة،

ليصل متخفيا إلي أهداف كان رسمها أو رسمت له لتنفيذ أجندات من رسمها،

ولو اراد ذاك المعسكر أن يراها كذلك لكان محقا من وجهة نظره، وإن كنا نراها نحن من باب “ليميز الله الخبيث من الطيب”.

‏وأما مسئولية ما يحدث بليبيا اليوم فهو مسؤولية مشتركة،

ولا يستثني من ذلك أحد بما في ذلك تيار فبراير والذي عاني من الضعف والتخبط ومن التردد في الحسم وهو الأهم.

الانتخابات في ليبيا

الانتخابات والخروج من الأزمة

• راهن قطاع من الليبيين علي ان الانتخابات البرلمانية والرئاسية قد تشكل وسيلة للخروج من الأزمة لكن يبدو ان كل المعسكرين الدبيبة -المشري و باشاغا – صالح يضعان العراقيل امام اتمام هذا الاستحقاق لمكاسب شخصية؟

•• خسارة النخبة لدورها السياسي وتراجعها عن تصدر المشهد هو السبب المباشر في فقدان مصالحها الشخصية والحزبية

وبالتالي فالأمور مرتبطة ببعضها البعض وعليه فالانسداد أمر متعمد ولن يحدث انفراج حتي يضمن الجميع علي الأقل تحقق الحد الأدنى من مصالحهم،

أما مصلحة الوطن وسيادته فهي آخر هم النخبة.

البعثة الأممية تتحمل مسؤولية كبيرة عن تفاقم الصراع..  والحفاظ علي مصالح القوي الكبري أهم أهدافها

• في هذا السياق أخفقت البعثة الأممية في ليبيا في احراج البلاد من أزمتها طوال السنوات الماضية من تراه يتحمل مسؤولية هذا الفشل؟

•• البعثة الأممية ماهي إلا واجهة للدول النافذة في مجلس الأمن، وبالتالي فلن تقرر أو تمرر إلا ما كان مراعيا لمصالحها ومصالح الدول الإقليمية العميلة والمتدخلة في الشأن الليبي

• تبدو الخلافات بين دول الجوار الليبي سواء العربي او الاوروبي مسئولة  عن إزكاء الصراع السياسي في ليبيا رغم أن الاستقرار في ليبيا قد يصب في صالح الجميع في ظل الحرب في اوكرانيا وأزمة الطاقة؟

•• رب ضارة نافعة.. فالحرب الأكرانية أحدثت زلزالا اضطر كثيرا من الدول لإعادة حساباتها،

وأرجو أن تكون ليبيا إحدى الدول المتأثرة إيجابيا بما يحصل هناك، سواء لقربها من أوروبا أو لأهميتها النفطية والغازية،

ما يحتم العمل علي استقرارها وابعاد كل ما من شأنه تأزيم الموقف،

في ظل ما يلوح في الأفق من صراع أمريكي أوروبي من جهة وروسي صيني وربما هندي من جهة أخري، ما يحتم إخراج الفاجنر وإعطاء دور أكبر لتركيا.

• ماذا عن الخلافات بين الدول العربية ودورها في إزكاء الصراع السياسي؟

•• أما عن العرب فهم بين صنفين في إطار تعاطيه مع الأزمة الليبية صنف يحاول تصدير أزماته للتخفيف من الإحتقان الداخلي.. مصر نموذجا،

وصنف يعمل متماهيا مع المصالح الصهيونية، وعدم رضاه علي استقرار البلد وكأنه وجد لخلق الأزمات…والإمارات نموذجا.

التيار الاسلامي في ليبيا

مستقبل التيار الإسلامي في ليبيا

• كان التيار الإسلامي فرس الرهان بعد اندلاع ثورات الربيع العربي لكنه تراجع بشكل ملحوظ  عقب أزمات في العديد من دوله  فهل انسحب هذا الأمر علي نفوذ التيار الإسلامي في ليبيا؟

علي الإسلاميين الاستفادة من أخطاء الماضي لاستعادة أرضيتهم في المشهد الليبي

•• التيار الإسلامي.. لم يكن يوما فرس رهان إلا في نظر الجموع التي حركتها العاطفة الإسلامية بعد عقود من سيطرة الاستبداد، وحكم الطواغيت، أما في مصانع القرار وحيث ترسم المؤامرات.

فبعد الربيع العربي أعطيت الفرصة للإسلاميين ثم رسمت الخطط ووضعت المخططات لإفشال مشروعهم بوضع العقبات، واختلاق الأزمات،

والتضييق علي الناس مستعينين في ذلك بما يسمي بالدولة العميقة وإعلام الفسق والفجور

فسلقوهم بالسنة حداد أعزة علي المؤمنين من إسلاميين ووطنيين وأذلة علي العلمانيين والعملاء المنبطحين، والحاقدين علي كل ما هو إسلامي.

سواء لخوفهم علي عروشهم، أو خشية أن يفضحوا ويظهر عوارهم حين تتاح الفرصة للمشروع الإسلامي بتمامه.

• ما مسئولية التيار الإسلامي عن هذا التراجع؟

•• لقد ساهم التيار الإسلامي في تراجعه بتبني ثقافة الإقصاء سواء للتيارات الإسلامية الأخرى أو حتى أبناء التيارات الوطنية

والتي تتقاسم معهم هم الوطن والخوف عليه وهكذا صار الإسلاميون والوطنيون مشروع موت وتضحيات،

وصار المتنفذون علي رأس الدولة فوصل بنا الحال إلي ما تري وما لم يستفد الإسلاميون من إخفاقات الماضي فلن يحققوا نجاحات في المستقبل.

أما التيار الإسلامي في ليبيا فما لم يقترب من القاعدة الشعبية ولو اضطره الأمر لأخذ خطوة للوراء فلن يكون بمقدورهم استعادة دورهم.