الأمة| محمد أبو سبحةـــ كشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق أن أعداد الجثث المنتشلة من الموصل حتى الشهر الماضي بلغت أكثر من 5500 جثة، بينهم أكثر من 850 جثة طفل معلومة الهوية.
وما تزال جثث مئات القتلى تحت الأنقاض رغم انتهاء الحرب في الموصل قبل نحو 17 شهرًا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذي كان يتخد من الموصل معقلا رئيسيا له، مع اجتياحه الأراضي العراقية منتصف عام 2014.
وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان الدكتور فاضل الغراوي “إن فرق مديرية الدفاع المدني في محافظة نينوى انتشلت أكثر من (2665) جثة معلومة الهوية منذ انطلاق حملة القضاء على عصابات داعش الارهابية ولغاية 2018/11/6”.
في حين “بلغت الجثث المجهولة الهوية (1992) جثة، وبلغ عدد جثث الأطفال المعلومة الهوية (851) جثة طفل منهم في المدينة القديمة (345) طفلًا”.
انتشال 500 جثة إضافية من الموصل
وكان الإحصاء الأخير للمفوضية قبل شهر يشير إلى أن عدد الـ جثث المنتشلة عموم محافظة نينوى حتى منتصف في شهر أكتوبر/ تشرين الثاني يبلغ 4987، ما يعني زيادة في عدد الجثث مقدارها 521 خلال شهر.
وبدأت أعمال انتشال الجثث في الموصل في مايو/ أيار الماضي، بينما انتهت الحرب في الموصل قبل ذلك بعشرة أشهر في يوليو/ تموز 2017.
وأضاف الغراوي أن “خطر وجود العديد من الألغام والعبوات والمخلفات الحربية أدى الى العديد من الحوادث كان آخرها استشهاد طفل وجرح اثنين في المدينة القديمة نتيجة انفجار عبوة ناسفة غير مرفوعة قرب جامع النوري الكبير كما أن وجود هذه المخلفات يمثل عائقًا كبير في عدم عودة العديد من العوائل إلى دورها”.
وأضاف “نطالب الوزارات الأمنية كافة بالإسراع برفع المخلفات الحربية كما نطالب وزارة الصحة بإكمال متطلبات فحص الحامض النووي وإجراء المطابقة مع الجثث مجهولة الهوية لإكمال المتطلبات القانونية”.
واتهمت تقارير إعلامية طيران التحالف الدولي بدفن آلاف المدنيين تحت أنقاض مباني الموصل نتيجة القصف الشديد والمكثف لاستهداف مسلحي “داعش” الذين كانوا ينتشرون في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة.
والمنطقة القديمة في الموصل شهدت آخر المعارك بين القوات العراقية المدعومة من قبل التحالف الدولي من جهة، و”داعش” من جهة أخرى، وتحولت معظمها إلى ركام.
وتعد معركة مدينة الموصل، أكبر معركة مُدن منذ الحرب العالمية الثانية شهدت ايضاً اكبر عمليات نزوح في التاريخ الحديث. وبفعل الحرب العنيفة في الموصل والأعمال الإنتقامية المتورط فيها الحشد الشعبي دمرت أحياء بأكملها خاصة في الجزء الغربي من المدينة العراقية.
وخلال العام الماضي، شهد مركز المدينة التي تضم مئات آلاف المدنيين، اشتباكات عنيفة طوال 9 أشهر بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم “داعش”، قبل أن يعلن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي في يوليو/تموز 2017 استعادة الموصل.
وتسبب الدمار الذي لحق بأحياء كاملة في مدينة الموصل العراقيىة، في منع نحو ربع مليون عراقي من العودة الي ديارهم وربما لوقت طويل، بعد الحرب التي دارت في شرق وغرب المدينة لإخراج تنظيم الدولية الإسلامية (داعش) منها.
يشار الي أن العراق في حاجة الي ما يقدر بـ 100 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق المتضررة بفعل ما خلفته الحرب مؤخرا علي تنظيم (داعش)، خاصة في الموصل بعد أن تمكنت القوات العراقية والمليشيات المتحالفة معها من إستعادة السيطرة عليها من تنظيم “داعش” مؤخراً.
وبحسب تقارير حقوقية لا يستطيع العراقيين المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” الحصول على التصريحات الأمنية المطلوبة للعودة إلى مناطقهم أو استخراج بطاقات هوية ووثائق ثبوتية أخرى.