صعود اليمين المتطرف في ألمانيا
صعود اليمين المتطرف في ألمانيا
صعود اليمين المتطرف في ألمانيا

استخدام العنف واستعمال السلاح لفرض التقاليد والقيم المنافية للمجتمعات هي أهم الأسس التى يقوم عليها اليمين المتطرف في الغرب مثل ألمانيا وهولاندا وغيرهم ولا يخفي على أحد معاداتهم للمسلمين.

اليمين المتطرف مصطلح سياسي يطلق على التيارات والأحزاب السياسية لوصف موقعها ضمن محيطها السياسي ويطلق المراقبون السياسيون هذا المصطلح على الكتل الأحزاب السياسية التي لا يمكن اعتبارها من ضمن جماعات اليمين السياسية التقليدية التي تدعو إلى حماية التقاليد والأعراف داخل المجتمع.

أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية الألمانية، مفاجأة كبير، ووضعت تخوفات أكبر، حيث أسفرت عن فوز الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولكن المفاجأة كانت في حلول حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي في المرتبة الثالثة، ودخوله البرلمان لأول مرة في تاريخه الذي بدأ في العام 2013؛ لتكون المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي يوجد فيها حزب “يميني متطرف” في “البوندستاج”.

فوز الحزب اليميني في ألمانيا أنعش الأمال لدي الأحزاب المماثلة في أوروبا حيث عبرت زعيمة حزب “الجبهة الوطنية” في فرنسا مارين لوبن عن سعادتها بنتيجة حزب البديل من أجل ألمانيا وقالت لوبن في تغريدة لها على تويتر: “مبروك هذه النتيجة التاريخية لحلفائنا. هذه إشارة جديدة على صحوة الشعوب الأوروبية”.

 

حزب نازي معادي للمسلمين

يعد حزب “البديل من أجل ألمانيا”، حزب متطرف، حيث يقول المحللون أنه يحوي بين طياته النازيون الجدد، واستغل الحزب في دعايته الانتخابية معاداة اللاجئين الذين سمحت لهم “ميركل” بالدخول لألمانيا، كما استغل ظاهرة “الإسلامو فوبيا”.

وصف زعيم الحزب في هذه الانتخابات ألكسندر غاولاند، الإسلام بأنه “ظاهرة سياسية ليست جزءًا من ألمانيا”، فيما طرحت أليس فيدل، شريكة “غاولاند” في الزعامة، إحصاءات عن ارتفاع معدل جرائم العنف بين المهاجرين المسلمين وطالبي اللجوء السياسي، مشيرة إلى أن وجود عدد كبير من المسلمين يؤدي إلى “تآكل دولة القانون والنظام”.

وقالت “فيدل”، إن هناك أماكن صار الألمان يخشون السير فيها مثل، ميدان كوتبوسر بحي كريزبرج، الذي يكثر به أبناء الجالية التركية.

خوف على حياة المسلمين
أيمن ميزيك رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، قال في تصريحات لموقع “دويتشه فيله” الألماني، إن وسائل الإعلام انتبهت أخيرًا لمدى تطرف حزب “البديل من أجل ألمانيا”، لافتًا إلى أنهم منذ البداية متشددون، فهو حزب يمين متطرف يضم نازيين جدد ومتطرفين آخرين.

وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبورن، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «بعد سبعين عامًا على انتهاء الحرب، النازيون الجدد يجلسون مجددًا في البرلمان الألماني».

وعبرت الصحف الألمانية عن قلقلها من النتيجة، وكتبت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” تقول أن: «دخول حزب البديل من أجل ألمانيا كثالث أقوى حزب البرلمان يُعتبر خطوةً تاريخية إلى الوراء بالنسبة إلى المجتمع الألماني، إنه لأمر مرير بالنسبة إلى الثقافة الديمقراطية».

ميركل ومستقبل أوروبا

صحيفة الجارديان، كتبت نتالي نوغاردي مقالاً بعنوان “على ميركل التوصل لاتفاق، لأن مستقبل أوروبا يعتمد على ذلك”.

وقالت كاتبة المقال “لدينا حالة هوس باليمين المتطرف، إلا أن من ينتهي به الأمر في حكم الائتلاف الألماني هو الأهم”.

وأضافت أن “الانتخابات الألمانية مهمة جداً لأوروبا بأكملها، وليس لألمانيا فقط”، مشيرة إلى أن نتائج هذه الانتخابات ستلقي بظلالها على ما أنجزته أوروبا على مدى 60 عاماً مضت.

وأردفت أن دخول اليمين المتطرف الألماني إلى البوندستاغ أمر مقلق.

وتابعت أن ” إعادة انتخاب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بعد استقبال البلاد لأكثر من مليون لاجئ، يعكس أمراُ هاماً بشان استقرار البلاد ومرونتها”.

وختمت بالقول إن “بعد انتهاء الانتخابات، فإن عنصر التشويق يكمن ببحثها عن شريك جديد في الائتلاف الحكومي”.

أرقام

لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يتمكن اليمين المتطرف من دخول البرلمان..حزب البديل المتطرف حلّ ثالثُا بعد حزب ميركل والحزب الاشتراكي بحصوله علي نسبة تاريخية تقارب 13% بحسب النتائج الأولية..أسوأ اختراق لليمين المتطرف للحياة السياسية علي المستوي الفيدرالي كان عام 1969 بحصول الحزب القومي النازي علي 4,3% وهي نسبة لم تكن تؤهله لدخول البوندستاج الذي يتطلب حجز أحد مقاعده الحصول علي 5%، لكن اليوم نتحدث عن تخطي البديل للعتبة بهامش مريح للغاية، متجاوزًا أحزاب لديها تاريخ عريق في الممارسة السياسية كالديمقراطي الحر والخضر، وهو ما لم يكن محتملًا قبل 4 سنوات حين عجز البديل عن دخول البرلمان بفارق 3 أعشار مئوية.

ضرب أطفال اللاجئين بالنار

الزعيمة فراوكه بيتري، زعيمة في حزب اليمن المتطرف طالبت بضرب أطفال اللاجئين بالنار، بيورن هوكه انتقد وضع نصب تذكاري لضحايا المحرقة في قلب برلين، ثم التصريح الأفدح للمخضرم جاولاند عندما طالب الألمان بالافتخار بجنودهم في الحرب العالمية الثانية كما يفخر الإنجليز بتشرشل..في الدعاية الانتخابية ستجد أيضًا ملصقًا للحزب Neue Deutsche? machen wir selbst ! ألمان جدد، فلنصنعهم بأنفسنا..شعار في ظاهره يدعو لرفع الكثافة السكانية بإنجاب الألمان، بدلًا من فتح باب الهجرة، لكنه في ذات الوقت يستبطن الممارسة النازية التي شجعت الأمهات علي الإنجاب لضمان استمرار نقاء العرق الألماني من سيادة نفوذ الأجانب.