ترتبط مصر والجزائر بمساحة كبيرة جدًا من المصالح المشتركة، على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

العلاقات السياسية

تتشارك مصر والجزائر بعلاقات سياسية قوية تضرب بجذورها في التاريخ في إطار كفاحهم المشترك من أجل نيل الاستقلال من الاستعمار،

فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954،

وقد تعرضت مصر الناصرية لعدوان ثلاثي، فرنسي إسرائيلي بريطاني، عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورته.

ولم ينس الشعب الجزائري أبدًا أن مساندة مصر لثورته تواصلت بعد العدوان إلى أن حصل على استقلاله الذي دفع فيه ثمنًا باهظا من دماء أبنائه تجاوز المليون شهيد؛

لذا لم يكن غريبا أن يُستقبل عبد الناصر في الجزائر، حين زارها عقب الاستقلال، استقبالًا لم تشهد له مثيلًا في تاريخها.

وفي المقابل لم ينس الشعب المصري أبدًا للرئيس هواري بومدين وقفته العظيمة الداعمة لمصر سياسيًا وماديًا عقب هزيمة يونيو 1967،

وهو الدعم الذي استمر بعد رحيل عبد الناصر وتواصل حتى حرب 1973 التي شاركت فيها قوات جزائرية،

فطلب  الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٣ شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن «إسرائيل» تنوي الهجوم على مصر،

وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفييت، لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا، وقال لهم اكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.

الجزائر رقم 2 في المشاركة بحرب العاشر من رمضان

كانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب العاشر من رمضان 1393 هـ، السادس من أكتوبر 1973

فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة ٢١١٥ جنديا ٨١٢ صف ضباط و١٩٢ ضابطا جزائريا.

أمدت الجزائر مصر بـ ٩٦ دبابة، ٣٢ آلية مجنزرة، ١٢ مدفع ميدان، ١٦ مدفعًا مضادا للطيران،

وما يزيد عن ٥٠ طائرة حديثة من طراز ميج ٢١ وميج ١٧وسوخوي ٧.

كما شكلت العلاقة الثنائية المتينة بين مصر والجزائر أساسًا صلبًا اعتمدت عليه جامعة الدول العربية في بناء علاقة إستراتيجية بين العرب والأفارقة،

وقد بدت هذه العلاقة واعدة جدًا في السنوات التي أعقبت حرب أكتوبر عام 1973، وراحت تتطور إيجابيًا إلى أن أثمرت أول مؤتمر عربي إفريقي عام

في عام 1977

 شهدت العلاقات السياسية المصرية الجزائرية تحسنًا في أعقاب انقلاب يونيو وانتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر،

والذي كان قد اختار الجزائر لتكون وجهته الأولى بعد انتخابه.

وفي إطار التشاور المستمر يحرص رئيسا البلدين على دفع مسار العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة،

ومتابعة كافة قضايا الأمة العربية والتطورات الجارية على الساحتين العربية والإفريقية،

وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا والعراق وأزمة دارفور وسوريا ولبنان، والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي في الدائرة العربية والإسلامية والإفريقية.

وتتفق وجهات نظر الدولتين تجاه القضايا الحاسمة خاصة في قضية إصلاح الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن،

كما تتفق على القرار الصادر عن قمة هراري عام 1997 والخاص بتمثيل القارة الإفريقية بعضوية مجلس الأمن مع ضمان مشاركة كافة الثقافات والحضارات على المستوى الدولي.

وبفضل اشتراك مصر والجزائر في منظور سياسي واحد فقد تعاونت البلدان في حل الأزمة الليبية،

فالمخاطر والتحديات والتهديدات التي تواجهها مصر والجزائر من الأحداث الجارية في ليبيا تهدد الأمن القومي لكلا البلدين،

وسبق أن أكد وزيرا خارجية البلدين سامح شكري ورمطان لعمامرة، في يناير 2017،

بتطابق وجهات النظر حول الملف الليبي التي تؤكد ضرورة حلحلة الأزمة الليبية عبر تنفيذ الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات بالمغرب أغسطس 2015.

وتقوم كلا البلدين باستقبال العديد من الأطراف من كافة الأطياف في ليبيا للعمل على تقريب وجهات النظر بينهم وتنظيم لقاءات واجتماعات مع المسئولين وكبار الشخصيات المصرية والجزائرية،

مثل اللجنة المصرية الوطنية المعنية بالأزمة في ليبيا، واجتماعات وزراء خارجية دول جوار ليبيا، والزيارات للمناطق الليبية،

وآخرها الأيام الماضية؛ حيث زار وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل العديد من المناطق الليبية والتقى مع الأطراف الفاعلة في ليبيا.

العلاقات الاقتصادية

كشف التقرير الذي أعده مكتب التمثيل التجاري بسفارة مصر بالجزائر عن تحقيق مصر زيادة في صادراتها غير البترولية للجزائر بنسبة 10% خلال النصف الأول من عام 2021 بالمقارنة بذات الفترة من العام الماضي،

على الرغم من التأثير السلبي لجائحة كورونا على الاقتصاد الجزائري، والإستراتيجية التي تتبناها الجزائر حالياً للحد من الواردات في ضوء تراجع الاحتياطي النقدي لديها.

زاد حجم التبادل التجاري بين مصر والجزائر بنسبة + 15.4% ليصل إلى ما قيمته 392.7 مليون دولار، كما زاد معدل تغطية الصادرات للواردات لتصل نسبته + 420.8%.

زادت الصادرات المصرية بنسبة + 19.4% لتصل إلى 317.7 مليون دولار بعد أن كانت265.7 مليون دولار خلال ذات الفترة من العام الماضي.

 زادت الواردات المصرية من الجزائر بنسبة +1.1% لتصل قيمتها 75.4 مليون دولار بعد أن كانت 74.6 مليون دولار، لتعتلي مصر المرتبة 15 لأهم الدول المصدرة للجزائر، والمرتبة 24 لأهم الدول المستوردة منها.

تمثلت الصادرات المصرية للجزائر خلال النصف الأول من العام الجاري في محضرات غذائية لمرضى الأورام بقيمة 49 مليون دولار أمريكي، زيت الصويا 39 مليون دولار، أسلاك النحاس 22 مليون دولار،

ومثلت هذه الصادرات أكثر من 50% من إجمالي الصادرات المصرية للجزائر في تلك الفترة، كما ظهرت بعض المنتجات الجديدة المصدرة للجزائر من بينها أعلاف الحيوانات والورق المقوى والديكسترين وغيره من أنواع النشا.

يعد الغاز السائل بأنواعه من أهم الواردات الجزائرية لمصر؛ حيث بلغت تلك الواردات نحو 71.5 مليون دولار أي ما يمثل 95% من إجمالي الواردات ككل خلال تلك الفترة.

محطات اقتصادية

– في 20/12/2021 التقى السفير د. مختار وريدة، سفير مصر في الجزائر، مع وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب؛

حيث تم التباحث حول سبل تطوير علاقات التعاون الثنائي المصري الجزائري في مجالات الطاقة والكهرباء والمناجم،

 والتي تعد من المجالات ذات الأولوية للجانب الجزائري في الفترة الحالية، وعبر الجانبان عن ترحيبهما بتكثيف التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والكهرباء والمناجم في ضوء ما يتمتعان به من خبرات واسعة في هذا المجال.

 كما أشاد الوزير عرقاب بالمستويات المتميزة والخبرات الواسعة للشركات المصرية العاملة في هذا المجال الحيوي في الجزائر،

والتي ساهمت في نقل الخبرات والتدريب والتكنولوجيا الحديثة للشركات الجزائرية،

معرباً عن ترحيب الجزائر بعمل الشركات المصرية المهتمة بالاستثمار في مجال الطاقة والكهرباء والمناجم بالجزائر،

وشهد اللقاء طرح عدد من مقترحات التعاون التي سيعكف الجانبان على دراستها ووضعها موضع التنفيذ خلال الفترة القادمة.

– في 17 نوفمبر 2018 التقى د. مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بأحمد أويحيى، رئيس وزراء الجزائر،

وذلك على هامش مشاركته في أعمال الدورة الاستثنائية الحادية عشرة لمؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي،

وأشاد رئيس الوزراء بالتعاون القائم بين مصر والجزائر في مختلف المجالات،

 وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في زيادة الاستثمارات الجزائرية في مصر،

للاستفادة من الإمكانات والفرص الاستثمارية المتاحة خاصة في ضوء مؤشرات الأداء القوية للاقتصاد المصري، والتي تشهد بها المنظمات الاقتصادية والمؤسسات المالية الدولية.

العلاقات الثقافية

تُعد الثقافة إحدى الجسور التي تربط بين الشعبين الجزائري والمصري؛

حيث تبذل وزارة الثقافة المصرية بالتنسيق مع السفارة المصرية بالجزائر جهودا مضنية من أجل دفع التعاون الثقافي بين مصر والجزائر قدمًا،

كما أن هناك اهتمامًا بالبعد الثقافي في العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين على مر العصور،

وذلك على اعتبار أن الثقافة هي المرآة العاكسة لطبيعة العلاقات بين البلدين باعتبارها مستودع المنجز الإنساني على مدار التاريخ،

وهو ما أكد عليه مرارًا وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي في مطالباته الواضحة للمثقفين من الجانبين المصري والجزائري بضرورة تعزيز التعاون بينهم في مجالات:

السينما والمسرح والأدب والتراث بالشكل الذي يقوي علاقات التوأمة بين الطرفين،

ليعيد مجد التعاون بين الدولتين الذي يمتد إلى قرون غابرة؛

حيث لا تزال أهرامات مدينة تيبازة بالجزائر شاهدة عليها حيث تحتضن قبر “كليوباترا سيلينا” ابنة كليوباترا ملكة مصر.

استقبل الجزائريون الشيخ محمد الغزالي ووضعوه في قلوبهم،

وصار الشيخ الأكبر والأهم والمرجعية الدينية في الجزائر عام 1984

ولقي دعما من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، الذي كان يرغب في الإصلاح، وإعادة الجزائر إلى عروبتها.

يحب الجزائريون الشيخ إمام عيسي والشاعر أحمد فؤاد نجم، الذين عاشا في الجزائر عدة سنوات واحتفي بهما الشعب الجزائري،

وتزوج نجم من السيدة سونيا ميكيو، التي كانت ممثلة المسرح الجزائري الأولى.

يتم استقبال فناني مصر ومثقفيها أحسن استقبال،

ولا يخطو شاعر أو كاتب مترا في الجزائر إلا وأحاطه الجمهور من كل جانب يغمروه بحب منقطع النظير،

وكيف تقام حفلات المطربين المصريين في ملاعب كرة القدم حتى يتمكن عشرات الألوف من الجماهير حضورها.

محطات ثقافية

– في 26/5/2016 تصدّرت مصر المركز الأول بـ 19 فائزًا في مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون بالجزائر

الذي أعلن عن نتائج الدورة الرابعة التي حملت هذا العام اسم الفنان سيد درويش،

وتنافس أكثر من 1500 مشارك يُمثّلون 16 دولة عربية في مسابقات الشعر والأدب والفنون.

تبذل وزارة الثقافة المصرية بالتنسيق مع السفارة المصرية بالجزائر جهودا مضنية من أجل دفع التعاون الثقافي بين مصر والجزائر.

خلال الدورة السادسة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة تم التوقيع على البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين البلدين للأعوام 2008 / 2010 .

شاركت مصر بوفد كبير برئاسة رئيس هيئة دار الكتب والوثائق القومية في المهرجان الثقافي الإفريقي

الذي نظمته الجزائر في يوليو 2009، وقد ضم الوفد المصري 72 شخصًا يمثلون فرقًا موسيقية وغنائية وفنانين وشعراء ومفكرين.

أقامت الجزائر أسبوعاً ثقافياً جزائرياً في مصر في ديسمبر 2008 ضم العديد من الأنشطة الثقافية التي لاقت إقبالاً كبيراً من الجماهير المصرية.

نظمت مؤسسة الأهرام الصحفية بالجزائر مهرجانًا ثقافيًا وفنيًا عُرف باسم «ليالي البهجة»

الذي أًقيم في الجزائر خلال الفترة من 8 يوليو حتى 8 أغسطس 2004.

أُقيم أسبوع للفيلم المصري، في سبتمبر 2004، كما شاركت مصر في فاعليات المهرجان الثقافي بالجزائر بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية والذي أُقيم في يناير عام 2006.

– في 26/5/2016 قام د. عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، بزيارة مصر؛

للمشاركة في مؤتمر تجديد الخطاب الثقافي الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة،

بحضور 140 باحثا من 17 دولة.

واستقبله حلمي النمنم وزير الثقافة، وبحث الجانبان تنظيم عدد من الفاعليات الثقافية المتبادلة منها إقامة ندوة عن «60 عام على تأميم قناة السويس»،

ويتم إقامتها في مصر والجزائر في نفس التوقيت. كما تم الاتفاق على إقامة أسبوع ثقافي مصري جزائري خلال شهر نوفمبر 2016.

العلاقات العسكرية

– في 1/12/2021 التقى الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة،

على هامش معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية «EDEX 2021»

بمركز مصر للمعارض الدولية، مع الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري،

وناقش الجانبان سبل دعم المجالات العسكرية والأمنية معربين عن تطلعهم إلى أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التعاون والتكامل في مختلف المجالات.

وقد حضر اللقاءات عدد من قادة القوات المسلحة والوفود العسكرية المرافقة للسادة وزراء الدفاع ورؤساء الأركان.