رضا بودراع

«التحالفات» الخاسرة هي التي تقوم على الأفكار المهزومة وينبغي أن تفكك.

 

لقد قام بعض من ينتمي للتيار الإسلامي بالتحالف مع جزء من السلطة ظنا منهم أنهم في المساحات الآمنة.

 

حتى رأينا تعاطفا سياسيا بين الجلاد والضحية!!

وقام بعضهم الآخر بالتحالف مع أقطاب المشروع الفرانكوبربربزمي ظنا منهم أن عدوهم مشترك ومطلبهم مشترك (ويا للعجب).

 

حتى صار خطابهم يقوم على إقصاء فكرتهم الإسلامية لصالح الفكرة العرقية المؤدلجة ظنا منهم أن الآخر سيتنازل أيضا.

 

فصاروا ورقة ضغط يفاوض بها أصحاب المشروع الفرانكوبربريزمي تلكم السلطة للتموقع بكامل ثقلها.

 

ورجوع الإسلاميين بخفي حنين.

 

لقد كان لهؤلاء من الوقت الكامل والجرعات المتتالية من النكسات لتراجع مواقفهم وتحالفاتهم

ولست أخشى من عودة الاستئصاليين للحكم وقد عادوا.

 

ولكن الخشية أن يبقى أولائك الإسلاميين أسرى تلكم التحالفات الخاسرة فيتمسكون بها كمكتسبات رغم أنها في الحقيقة مكتسبات حلفاءهم الذي أتقنوا لعبة توظيفهم.

 

لقد آن الأوان لبناء تحالفات شعبية على أساس الفكرة الواحدة فهم الأغلبية المطلقة ولم يعد أي معنى للتحالف مجددا مع الأقليات سواء عسكرية استبدادية أو الأقلية المعادية للهوية الإسلامية.

 

ينبغي مصارحة الذات ونعمل جميعا بوعي على تفكيك الأفكار المهزومة التي لا تبني إلا للأخر.

 

ثم نبني شبكة تحالفات شعبية واسعة بالأفكار التحررية الملهمة.

من رضا بودراع

كاتب جزائري، وباحث في الشؤون الاستراتيجية