الشعب الفلسطيني لقادر على تغيير الواقع والتقدم نحو المستقبل الذي يليق بالتضحيات والشرفاء والقدس وفلسطين فلا يمكن استمرار الصمت أمام ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم وتطاول من قبل الاحتلال الذي يشن هجوما شاملا على المدن الفلسطيني مستهدفا الشباب الفلسطيني والنيل من إرادتهم الصلبة وعزيمتهم القوية ومستقبلهم الواعد، ولا يمكن انتظار الصمت أمام ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحان العمل لتغير المعادلة والتمسك بالمبادئ والإرث الكفاحي والوطني والهوية والعنوان النضالي الذي تجسده جماهير الشعب الفلسطيني في جميع أرجاء فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات وبلدان الهجرة والغربة.

يجسد الشعب الفلسطيني وخاصة الجيل الوعد أو ما يمكن بتسميته بجيل النكسة أروع صور الكفاح في معادلة النضال من اجل الحرية وتقرير المصير مؤمنا بالاستعداد للتضحية من خلال تحمل المصاعب والمعاناة والتضحيات الجسام التي تجسدت عبر مسيرة طويلة من التضحيات من أجل نيل الحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

الشعب الفلسطيني يحمل معادلة كيميائية في علاقته بوطنه وأرضه وارتباطه بتلك المفاهيم التي تحمل مشاعر الحب والوفاء والتمسك بالأرض والعشق الأبدي لها وحماية هذا التاريخ الطويل وتجسيد الصمود أمام كل مؤامرات اقتلاعه من وطنه فلا يمكن لهذا الاحتلال أن ينجح في فصل الفلسطيني عن وطنه أو اقتلاع الروح الساكنة في فلسطين مهما تعالت صيحات الجلاد وتواصلت مؤامرات الاحتلال، يكون الفلسطيني منتصرا في كل المعارك فلا يمكن تزوير التاريخ او فصل الجغرافيا لإزالة فلسطين عن خارطة الوجود أو الانتقاص من حقوق الفلسطيني ومدى ترابطه بأرضه فهذا التكوين والصمود عبر مراحل النضال جسده الفلسطيني الحالم بالعودة والمحتفظ بمفاتيح بيته من خلال وعيه الحقيقي للنضال وعدم قدرة الاحتلال اقتلاعه عن أرضه أو تجهيله لحقوقه الوطنية الثابتة والأصيلة.

حكومات الاحتلال فشلت ولم تتمكن قيادتها التي مثلت الإجرام بكل أشكاله من تغير وتزوير التاريخ والنيل من صمود شعب فلسطين المتمسك بهويته ولا يمكن لقوى الاحتلال والتي تحاول فبركة الوعي الزائف أن تمس قدسية النضال الوطني والثوابت الفلسطينية المتمسكة بالأرض والهوية والعنوان.

الأرض كانت وما زالت جوهر الصراع مع الاحتلال ومشروعه الاستيطاني الاستعماري القائم على سياسة القمع وتشريد شعب وحرمانه من أبسط حقوقه الوطنية والسياسية وحتى المدنية والإنسانية، فالسيطرة على الأرض وتهويدها وما رافق ذلك من انتهاكات وجرائم كانت في قلب مشاريع حركة الاحتلال على امتداد تاريخها بدءا بجرائم الاستيطان وجرائم التطهير العرقي ومرورا بمشاريع ضم الضفة الغربية والتهويد للأرض الفلسطينية وخاصة في قلب القدس وسرقة المعالم الإسلامية والمسحية والمشاريع الوهمية التي تحاول تسويقها لتهجير سكانها الأصليين والاستيلاء على أراضيهم ومواصلة العمل ضمن سياسات وإجراءات تكثيف الاستيطان وتدمير مقومات الحلول السلمية القائمة أساسا على حل الدولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة.

الشعب الفلسطيني يمتلك الإرادة والعزيمة والصمود والتحدي ولهو قادر على حماية المسيرة النضالية والحفاظ على وصايا الشهداء والوفاء لتضحياتهم العظيمة وتمسكه بالأرض والهوية الوطنية والتاريخية والحقوق الثابتة الأصيلة لم ولن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن.

ومن خلال ما يجري وبمتابعة دقيقة لمجمل الأوضاع القائمة في الأراضي المحتلة لا بد من إعادة التأكيد وتوجيه رسالة واضحة للعالم اجمع بان فلسطين ستبقى حرة ولا يمكن لقوى البطش والإرهاب والعدوان النيل من إرادة وعزيمة أهلها الأحرار.

من سري القدوة

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية