من أهم احتياجات المدارس الدينية التي يجب أن تحظى باهتمام خاص، هو تعليم نظام المصرفية الإسلامية و الاقتصاد الإسلامي، وللأسف فشلت مدارسنا في مواكبة الجامعات العالمية الكبرى في تدريس العلوم الحديثة، و هي أمور ملحة ومن احتياجات مجتمعنا.

اليوم، يجب على مدارسنا الدينية أن تخطو خطوات كبيرة بالتوازي مع جامعات العالم الكبرى في تدريس العلوم الحديثة وما ينتمي إلى الفقه الإسلامي؛ مثل الصيرفة الإسلامية والاقتصاد والتجارة، يجب تخصيص أقسام خاصة لتدريس الصيرفة الإسلامية، والاقتصاد، الكمبيوتر، الجغرافيا وعلم الفلك في المدارس الدينية، ويجب تعيين خبراء وباحثين لتعليم طلاب المدارس الدينية من الاقتصاديين والأشخاص المطلعين على النظام المصرفي الإسلامي.

أدى توسع و استقرار الصيرفة الإسلامية في السنوات الأخيرة ووقوع الأزمات المالية و عدم قدرة النظام المصرفي التقليدي على منعها إلى زيادة اهتمام الباحثين والسلطات الاقتصادية في الدول بالتركيز بشكل أكبر على دور وأهمية الصيرفة الإسلامية.

وتمشيا مع اتخاذ خطوات لتطويره، لذلك من الضروري أن تستجيب مدارسنا الدينية لاحتياجات المجتمع، وإلى جانب تنمية الحاجات الإنسانية، يجب على مدارسنا أيضًا أن ترفع من مستوى تقدمها التربوي والعلمي.

واليوم من أهم احتياجات مجتمعنا هو تعليم النظام المصرفي الإسلامي في المدارس الدينية، وعلى العلماء أن يتخذوا خطوات إيجابية في هذا الاتجاه. الحمد لله في جامعة دار العلوم كراتشي وجامعة الرشيد كراتشي، تم اتخاذ خطوات إيجابية في اتجاه تدريس النظام المصرفي الإسلامي، وقد قامت هاتان الجامعتان بأعظم الأنشطة في هذا الاتجاه، وعلى رأس الجميع حضرة شيخ الإسلام المفتي محمد تقي العثماني حفظه الله يُعتبر من أعظم الشخصيات في تعليم الصيرفة الإسلامية.

بمعنى آخر، شيخ الإسلام المفتي محمد تقي، هو الشخصية العلمية والثقافية الوحيدة في العالم الإسلامي الذي، بخدماته الخاصة وأفكاره المبهرة، استطاع أن يلفت نظر مقيمي المركز الملكي للبحوث الإستراتيجية للإسلام، وبدون أن يكون لديه أي دعم حكومي أو سياسي يمكنه أن يلعب دورًا فاعلًا في تطورات العالم الإسلام، منح الغربيون شيخ الإسلام المفتي محمد تقي العثماني لقب «آدم سميث للاقتصاد الإسلامي»، وآدم سميث الذي يحمل لقب «أبو الاقتصاد الحديث» إلى جانب اسمه. الآن يرى منافسًا بجانبه لاحقة إسلامية: «أبو الاقتصاد الإسلامي الجديد».

تألق محمد تقي كثيرًا في هذا المجال لدرجة أنه تمكن في عام 2013 من زيادة أعلى معدل نمو للصيرفة الإسلامية في العالم إلى 50% أكثر من الخدمات المصرفية الدولية التقليدية، ويعزى هذا النجاح أساسًا إلى صنع سياسته ونظريته التشغيلية الصحيحة والابتكارات المالية الإسلامية.

لذلك، على غرار المفتي محمد تقي العثماني، يجب على المدارس الدينية أن تتخذ خطوات إيجابية في اتجاه تطوير النظام التعليمي الجديد في الممارسات الدينية، وإنشاء أقسام علمية جديدة، وتدريس علوم جديدة على غرار جامعة دار العلوم في كراتشي. الجامعة وجامعة راشد.

في هذا الصدد، يمكن عقد دورات قصيرة الأجل، ودعوة كبار الخبراء في الاقتصاد الإسلامي والصيرفة الإسلامية، وعقد دورات قصيرة الأجل للخريجين المتخصصين في الإفتاء والتمويل الإسلامي.

من عبد السلام العمري البلوشي

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.