قرآن كريم

قرآن كريم

 

 

الحرب على الأمّة: واحدة، متعدّدة الوجوه والأساليب، منها الحرب الباردة ، ومنها الحرب الساخنة .. ومنها الحروب السياسية والإعلامية والأمنية.. ومنها الحرب الاقتصادية، والحرب الثقافية .. وأهمّها الحرب العَقدية !

والحربُ، بوجوهها المتنوّعة، وأساليبها المختلفة، قد تكون هجومية، وقد تكون دفاعية!

فما مهمة كلّ طرف ينتمي إلى هذه الأمّة، في هذه الحرب، على مستوى الحكومات والأحزاب، والقبائل والجماعات والأفراد؟

لا بدّ في هذا الصدد  من التمييز بين الأطراف:

فمنها ماهو محسوب على الأمّة، وهو عدوّ لها، يعيش داخلها .. وهؤلاء أصناف عدّة:

منهم الكفرة: الذين يعتنقون عقائد إلحادية، يجاهرون بها، ويدعون الناس إليها، بألسنتهم وأقلامهم.. باسم حرّية الرأي تارة، وباسم التنوّع الفكري والثقافي، حيناً آخر!

ومنهم المنافقون: الذين يدّعون أنهم مسلمون، من أبناء الأمّة، وهم من أشدّ أعدائها؛ مكراً بها، وكيداً لها؛ فهم يتظاهرون، باعتناق عقيدة الأمّة، ويطعنون الأمّة، في عقيدتها وأخلاقها..!

ومنهم الجهلة: الذين لايعرفون شيئاً، من أمور دينهم، وقد يكون لهم انتماء، إلى عقيدة الأمّة، ويوالون أعداء الأمّة، داخلها وخارجها، رغباً ورهباً، ولا يعرف أكثرُهم: الحقّ والباطل، والخطأ والصواب .. وما ينفع الأمّة، وما يُخرج صاحبَه، من الملّة!

ومنهم مَن يبيع دينه، بعرَض من الدنيا قليل، وهم في مستويات متنوّعة، من العلم والإدراك: بين أمّي جاهل، وعالم يتبع حاكماً جائراً، يفتي له بما يشاء، ويزيّن للناس حكمه، ويدافع عن قراراته، مهما كانت مؤذية للأمّة، أو مخالفة لعقيدتها .. ويَلوي أعناق النصوص، لتُوافق فتاواه، فيشوّه عقول الناس، إضافة إلى تشويه عقيدتهم وأخلاقهم!

ومنهم من يحمل عقيدة الأمّة، دون أن يعرف، كيف يحميها، أوكيف يدافع عنها !

ومنهم من يحمل عقيدة الأمّة، وهو يحسّ بالعجز، عن فعل أيّ شيء ينفعها !

ومنهم من يحمل عقيدة الأمّة، لكنه يعمل على تحقيق طموحاته الخاصّة، ومعالجة همومه الخاصّة، دون أن يفكّر بطموحات الأمّة أو بهمومها !

فهل يتساوى هؤلاء، جميعاً، في المسؤولية، تجاه الأمّة.. أم يُنظر إلى إمكانات كلّ منهم، العقلية، وغيرها !

وهل يُعَدّ الاهتمام بثغرات الأمّة ، والسعي إلى معالجتها .. والاهتما مُ بطموحات الأمّة ، والسعي بقدر الطاقة إلى تحقيقها.. والاهتمامُ بجراح الأمّة النازفة، والسعي، بقدر المستطاع، إلى معالجتها، أو تضميدها  .. هل يُعَدّ هذا، كلّه، واجباً عينياً، على كل طرف، سواء أكان فرداً أو جماعة؟ أم يُعدّ نافلة، أم يُعَدّ فرضاً، من فروض الكفاية؟ أم يُنظر إلى كلّ طرف، بحسب طاقته المادّية والمعنوية؛ فيكون لاهتمام كلّ منها، حُكم مختلف، أو فتوى مختلفة، بين: الواجب والمندوب والمباح .. بحسب: الشخص، والزمان، والمكان، وواقع الحال؟

إنها أسئلة مطروحة على أبناء الأمّة العقلاء، جميعاً، بشتّى أقطارهم، وأوّل المعنيين بها، والمندوبين للإجابة عليها: النُخَب الواعية المخلصة، من قادة الجماعات وأفرادها، ومن أصحاب الرأي الناضج، والفكر السديد، في الأمّة!