عبد المنعم إسماعيل

البناء الاقتصادي لأي كيان سواء دولة أو أمة لا يحتاج لمعجزة خارقة بل يتطلب فريق من أهل الخبرة الحقيقية وليس خريجو الكيانات النفعية المتربصة بالوطن الساعين لتحويل الدولة إلى أشبه ما تكون بعزبة السيد الوالد يتصرف كيفما ًيريد ولو أدى إلى حريق الكيان لمجرد حراسة قرارات البيه  الموهوم بالقيادة.

الدولة التي تعجز عن اكتشاف رموز وعلماء فكر الاستشراف الاقتصادي تحمل بين كيانها أجيال ما هم إلا  أبواق الفشل والانهيار الاقتصادي الواقع أو القادم.

رأسمال نجاح الدولة يقوم بكسب قلوب أبناء الوطن بعيد عن صناعة فكرة المحاصصة الحزبية أو شيطنة المعارضين فمن خلال تنوع الرؤى تتكون النظرية الصحيحة لمشاريع الواقع أو المستقبل.

كل دولة لا تمتلك جيلًا من رواد منهجية الاستشراف الاقتصادي وتحليل الظواهر المجتمعية الدولية وبيان أثرها وعلاقتها بالمنظومة السياسية العالمية تعتبر دولة أسيرة لردود الأفعال

وتصبح مجرد ملعب لغربان النظام الدولي الفاشي سواء الرأسمالي أو الاشتراكي أو الديمقراطي المتربص بفكر التدليس

حتى يتم مص دماء الشعوب تحت مسميات ظاهرها الرحمة وباطنها خراب الوطن

بعد تسليم مفاتيحه لشياطين صندوق النقد الدولي الذين ما دخلوا دولة إلا وجعلوها خرابا فوق رؤوس من فيها.

شياطين صندوق النقد الدولي 

هم مجموعة من الصهاينة الذين نجحوا في تأسيس كيانات ربوية حول العالم لمص دماء الشعوب كل الشعوب بلا استثناء نصارى أو مسلمين

ولكنهم دمجوا بين الاقتصاد العالمي وفكرة الصهيونية لتحقيق أطماع بني صهيون والصليبية العالمية وريثة الحملات الصليبية على الأمة

لتحويل كيان الأمة إلى سراب أمام أمواج صناعة الفقر  داخل شعوب العالم الإسلامي.

الأمل كل الأمل في علماء بلاد العرب والمسلمين لتكوين أجيال رائدة تسعى نحو التغيير الاقتصادي لبلاد العالم الإسلامي بصفة عامة وبلاد العرب بصفة خاصة،

حراسة لبلاد الأمة من التفكك الاقتصادي فتسقط بين عجلات الصهاينة الخمينيين والروافض اليهود لتحقيق حلم «إسرائيل الكبرى»

وعودة القرامطة إلى الجزيرة العربية كما يسعى مجوس عصابات الحوثيين وميليشات الحشد الشعبي في العراق المحتل وعصابات كلاب الخمينية والهالك قاسم سليماني

وكما يتمنى غربان القبورية المنسوبين إلى الأزهر في مصر وغربان مؤسسة راند العلمانية المجرمة.

الديون شياطين البناء المجتمعي

لا يسعى المجرمون إلا لشيء واحد هو أن تكون مصروفاتك أكثر من المدخلات لأي بيت أو قرية أو دولة

حينها يكون البحث عن بديل وتكون المؤسسات الربوية المنتشرة في المجتمع المصري بصور بيوع وهمية مجرمة

لكي تضع مستقبل الأجيال بين يدي عقل لا يفهم وشهوات لا ترحم ومن ثم الهلاك للجميع وبيع المستقبل لسد حاجات الحاضر.

هل يدرك الشباب مخاطر متوالية المكر والتلاعب العالمي بمستقبلهم ومستقبل أولادهم وقريتهم ودولتهم وأمتهم؟

الإصلاح ليس تطبيلا لدواعش الجهل

الإصْلاح ليس مجرد الطعن والتشكيك في أي مظاهر البناء

الإصلاح رؤية شاملة تسع الجميع تضرب بأيدي من حديد على أيدي اللصوص الحقيقيين لخيرات الوطن بمسميات الفن أو الكورة أو التطبيل الخادم لرؤية خاصة .

الإصْلاح ليس تربية أجيال من الدهماء في أوكار التزوير العلمي بمسميات أكاديمية ينتج من بين جدرانها عقول تحتاج ألف باء تعليم وفكر ووعي من جديد.

الإصلاح الاقتصادي فرع ونتيجة طبيعية للإصلاح العقدي

لأنه إعادة ضبط بوصلة العقول والقلوب والكيانات الاقتصادية بشريعة رب العالمين سبحانه.

التاريخ يشهد أن مراحل العزة العقدية للأمة هي والغلو الاقتصادي وجهان لكيان واحد.

الفشل الاقتصادي نتيجة طبيعية للفشل العقدي وتمدد مناهج الخلل والضلال الباطني والعقدي المنحرف.

العقيدة الصحيحة تقوم بمهمة دمج العقول والقلوب في كيان واحد بعيد عن خراب الجماعات الوظيفية العلمانية والباطنية البدعية.

من معالم الوعي الاقتصادي

الفهم لقاعدة الصراع العالمي المعاصر وهي توغل الشركات العابرة للقارات في صناعة قوانين الهيمنة على واقع ومستقبل العالم الإسلامي

وتحويل بلاد المسلمين إلى سوق لمخرجات العقول الجاهلية المعاصرة بنسختها الغربية الخليطة من مكر صهيون وصليب وباطنية.

اكتشاف مقومات الأمة ثم إدارتها ثم تطويرها من خلال منهجية علمية بعيدا فكرة تسويق العصمة لكيان أو نشر ثقافة الشك والتخوين بطريقة همجية عشوائية.

أعظم مقومات الأمة هي عقول الأجيال خاصة الأطفال والشباب لأن الشباب يصلحون الواقع والأطفال هم أمان المستقبل.

أهم مقومات الوعي التلازم بين معايشة أصل المنهج الإسلامي الموروث عن الأنبياء عليهم السلام وعن الرسول

بوسطية  تحكم طبيعة الواقع والمستقبل والمفاصلة الحتمية بين مقتضيات العقيدة ومحددات التعامل في الواقع بين المجتمع البشري بعمومة

ودراسة علم المٱلات وقراءة المستقبل والتاريخ لعلاج الواقع والخروج من تيه الاستهلاك

وردود الأفعال المصنوعة لحريق الدولة والمجتمع العربي والإسلامي.

من عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية