الأمة| مسؤول عسكري أميركي كبير، إن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية في مراحله الأولى لم تحقيق ما كانت تصبو إليه و”لا تلبي التوقعات”، علي عكس القوات الروسية أظهرت “كفاءة أكبر” مما توقعته التقييمات الغربية.

وفقا للتقديرات الغربية، في الهجوم المضاد الذي يعتقد أنه بدأ مطلع شهر يونيو الجاري فقد حصنت خطوط الدفاع الروسية بصورة يصعب اختراقها من قبل القوات الأوكرانية. 

هذا بالإضافة إلى، النجاح الذي حققته القوات الروسية في “تعطيل الدروع الأوكرانية بهجمات صاروخية وألغام، علاوة علي الغطاء الجوي ساعد بشكل أكثر فعالية”.

وهو ما أكده أحد المسؤولين الغربيين لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، إن “القوات الأوكرانية أثبتت ضعفها في مواجهة حقول الألغام”.

في الوقت نفسه، حذر المسؤولون من أن “الهجوم الأوكراني المضاد لا يزال في مراحله الأولى”، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها “ما زالوا متفائلين بأن القوات الأوكرانية قادرة على تحقيق مكاسب إقليمية بمرور الوقت”.

أشار هؤلاء المسؤولون إلى أن “القوات الأوكرانية نفسها كانت تتكيف مع التكتيكات والدفاعات الروسية”.

في الأيام الأخيرة، حققت القوات الأوكرانية نجاحا أكبر في استهداف وإسقاط الطائرات الروسية.لكن في الوقت نفسه، فإن الهجوم المضاد أثبت أنه “حملة صعبة” لأوكرانيا وروسيا، حيث تكبد كلا الجانبين خسائر فادحة، وفق أحد المسؤولين الغربيين.الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اعترف الأربعاء أن التقدم كان “أبطأ مما هو مرغوب فيه”، في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

لعديد من المسؤولين أوضحوا أيضا، أن “الأحوال الجوية السيئة كانت تمثل مشكلة للقوات الأوكرانية” هذا كان له أثر سلبي في إفساد الجدول الزمني”، لافتا إلى أن “الخسائر في الأرواح في أوكرانيا كبيرة، لكنها لم تكن بالسوء الذي يحاول الروس تصويره”بعد اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعي في بروكسل الأسبوع الماضي.

وفي هذا الصدد قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي الجنرال مارك ميلي إن أوكرانيا “تحقق تقدما مطردا”، لكنه حذر من أن الأمر سيستغرق وقتا أطول.”هذه معركة صعبة للغاية. إنها معركة عنيفة للغاية وستستغرق على الأرجح قدرا كبيرا من الوقت وبتكلفة عالية”، وفق ميلي.

وذلك في إشارة إلى خسارة أوكرانيا للمركبات المدرعة في الأيام الأولى للهجوم المضاد، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: “يتمتع الأوكرانيون بالقدرة على استعادة المعدات التي تضررت، والإصلاح حيثما أمكن، وإعادة تلك المعدات إلى القتال” وتابع : “ستستمر أضرار المعارك. لكن القوات الأوكرانية لا يزال لديها الكثير من القدرة القتالية”

فيما توعد الجيش الأوكراني باستهداف الجسور في المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية، وذلك بعد إعلان مسؤولين موالين لموسكو أن القوات الأوكرانية قصفت جسرا يربط خيرسون بشبه جزيرة القرم علاوة على أن البيانات الأولية تشير إلى أن الهجوم وقع بصواريخ “ستورم شادو” البريطانية.

وتوقع مسؤول موال لموسكو، استعادة الحركة على الجسر الرابط بين خيرسون والقرم “في غضون أيام”.

ونوه أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول عمار قناة وتعليقا على هذه الأحداث، إن “النخبة السياسية في كييف تسعى إلى جر روسيا لمربعات عسكرية أخرى لا تريدها، بالتوجه للمناطق السكنية والعمق الروسي، وآخرها استهداف هذا الجسر، وهذه مرحلة جديدة من الصراع”.

ولدى سؤاله عن طبيعة الرد الروسي المحتمل في حال وصلت القوات الأوكرانية إلى القرم، قال قناة: “أقلل من قيمة التخوف العسكري المرتبط بوصول القوات الأوكرانية إلى القرم

وأشار إلى: “التحصينات الروسية في خيرسون، في ذلك القطاع من الجبهة، والتقدم ليس بهذه السهولة، خاصة أن روسيا صدت القوات الأوكرانية”.

ولفت قناة إلى أن القوات الروسية قد تستهدف القرم “بصواريخ أو أعمال تخريبية”، معربا عن اعتقاده بأن “الوصول عسكريا لحدود القرم أمر مستحيل”.

واستطرد أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول: “نحن أمام مسار عسكري وسياسي لا يمكن عزلهما عن بعضهما، والموقف مستمر بالتصعيد العسكري والسياسي. أرى أن خطورة المواجهة بين روسيا والناتو أمر يزداد يوما بعد يوم”.

وأضاف: “المفاوضات السياسية بيت طرفي الحرب توقفت بناء على الرغبة الغربية، لذا تبقى مسألة الحسم عسكرية وليست سياسية وتابع: “لا أرى اليوم في الأجندة الروسية مسألة الحسم أو التقدم، لكن استمعنا قبل أيام إلى تلويحات تتعلق بالمنطقة العاجلة، وهي ما بعد الحدود الإدارية للمناطق التي ضمت مؤخرا لروسيا”.

وقال قناة: “هذا سيعتمد على الإمدادات العسكرية والمواقف السياسية للمنظومة الغربية، وكيفية تعاطيها مع هذا الهجوم المضاد، الذي أعتبره انتحاريا كونه جاء لتلبية الرغبة السياسية الغربية، لإعطاء مبررات ومواد إعلامية لاستمرار الدعم العسكري والمادي لأوكرانيا”.