في عملية تقييم الحراك الجزائري لابد من:

 

1- تحليل الشعارات كل الشعارات.

 

2- وتحليل الأحداث كل الأحداث.

 

وما استوقفنا في الأمرين حقائق مغيبة وهي من جذور المشكلة السياسية وأسرار منظومة الوصاية.

 

فمن الشعارات صورة ملأت جموع الحراك للشهيد عبد القادر حشاني رحمه الله وقد كانت مفاجأة كبرى وتعبيرا من الحراك العميق حتى سميت جمعة 22 نوفمبر على اسمه.

 

ومن الأحداث وفاة الشيخ عباسي مدني رحمه الله ومفاوضات دفنه فكانت جنازته حراكا صامتا في حراك صاخب.

 

إن القفز على مثل هذه المعطيات هو جريمة أخرى تضاف لرصيد العصابة التي يفترض ان التطهير قد حيدها بشكل كبير.

 

خلاصة ما أردت أن أصل إليه من خلال هذا الرصد والتحليل أن منشأ الأزمة السياسية وما تلاها من حقائق صادمة وما سيفرج عنه لاحقا من حقائق اشد خطورة.

 

أقول إن منشأ الأزمة السياسية طرح نفسه بقوة واعية في الحراك رغم حرصهم الشديد ألا يحسب الحراك على الإسلاميين.

 

وإن الجبهة الإسلامية للإنقاذ لم تمت رغم حلها وعمليات تفكيك دامت قرابة ثلاث عقود فإنها لازالت تملك رصيدا شعبيا ربما أكثر ممن شارك في الانتخابات الرئاسية التي أفرزت تبون رئيسا.

 

هذا الملف الشائك والذي ينبغي أن يبث على طاولة أي حوار استراتيجي لتفكيك الأزمة الجزائرية وينبغي أن يعالج بحكمة بالغة وتجرد كامل ومكاشفة بالحقائق الدامغة.

 

ولن يخرج الرئيس تبون ولا من بعده من إشكالية الشرعية.

 

حتى يتم تفكيك الملف بشكل كامل ورد الاعتبار لشريحة واسعة من الشعب كان ذنبها الوحيد خيار سياسي.

 

قد يشبه إلى حد ما الخيار السياسي الذي اتخذته الشريحة الشعبية التي شاركت في رئاسيات 2019.

 

وكما قلت عن حمس، فكذلك أقول لست من الجبهة ولكنهم إخواني

 

وللحديث بقية حيث لاحدود في تقييم الذات

من رضا بودراع

كاتب جزائري، وباحث في الشؤون الاستراتيجية