أحمد الشريف

توفي صباح اليوم العالم الجليل، ورئيس رابطة العلماء السوريين المفسر الرباني «محمد علي الصابوني» (١٩٣٠ – ٢٠٢١م)، بعيدا عن موطن ميلاده في مدينة حلب السورية، بل بعيدا عن كل بلاد العرب الطاردة لأبنائها الأبرار والحاضنة لكل سافل ظلوم جبار..

فأسلم الروح إلى بارئها في مدينة «يلوا» التركية، بعد حياة مديدة بلغت الـ ٩١ عامًا قضاها في خدمة دين الله وتفسير كتابه العزيز..

 

حيث كان أول ما تنصح به أحد يريد كتابا للتفسير، هو تفسير الصابوني رحمه الله ..

وقد كان –رحمه الله– نموذجا فريدا للعالم العامل الذي ضبط الله به بوصلة الحق حين التبس على الناس أمرهم بسبب انحراف العلماء الثقات وضلال فقهاء السلطان..

 

فقد أنكر في مطلع الألفية الجديدة على الشيخ الداعية الكبير د/ محمد سعيد البوطي إمامته لصلاة الجنازة على المجرم القاتل حافظ الأسد (١٩٣٠ – ٢٠٠٠م) وذكره بقول الله تعالى ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ..﴾.[التوبة الآية ٨٤]..

وفاة صاحب صفوة التفاسير
وفاة صاحب صفوة التفاسير

ثم قال مفسرا: ومعنى قوله لا تقم على قبره أي لا تشهد جنازته لأن اللعنة تنزل على مؤيدي القاتل الظالم والمنافحين عنه!.

 

وكما كان هذا شأنه مع حافظ الأسد سفاح مجزرة حماة في هذا اليوم المشئوم ٢٨ فبراير ١٩٨٢م، كان أيضا سباقا في ضبط البوصلة أيام ثورات الربيع العربي وبالأخص الثورة السورية حين أطلق البوطي وأمثاله على الثوار كلمة الحثالة ووصفوا جنود بشار بالمجاهدين الأبطال..

 

فقالها واضحة أبية أن بشار هو مسيلمة الكذاب وجنوده جنود هامان وفرعون وكل طاغية جبار!..

 

وإن الثوار لا يرفعون السلاح لقتل جنود المجرم بشار، فهم أشرف وأجل من ذلك. ولكنهم رفعوا السلاح دفاعا عن أنفسهم وأطفالهم ونسائهم وثورتهم الطاهرة ضد طغيان المتألهين في الأرض..

 

رحم الله الشيخ العلامة وجعل جهاده وخدمته لدين الله في ميزان حسناته، وغفر له ما كان من تقصير أو نسيان، ورزق الأمة الانتفاع بعلمه وكتبه وحسن آرائه ودروسه..