الشعر العربي

لـيس الـخلاصُ بـنهجِ زيفِ الباطلِ

أبـــــدًا ولا بــمــتـاعِ دنــيــا زائــــلِ

أو فـي اتِّـباعِ بني الهوى من قومنا

مـــن فــاسـقٍ أو حــاقـدٍ أو غـافـلِ

صــرمَ الـهـوانُ يـقـينَ أمَّـتِـكم بـمـا

 فـي الـذكرِ مـن وعْـد العزيزِ العادلِ

ولــقـد فُـجـعتم بـالـعدوِّ يـسـومكم

سـوءَ الـعذابِ فـبئسَ غـدرُ الـواغلِ

أَوَلَـــمْ يـحـذِّرْكـم حــديـثُ نـبـيِّكم

 مــن أن تـكـونوا كـالـغثاءِ الـزائـلِ !

أيْ أن تــكــونـوا لــقـمـةً لــعـدوكـم

فــي الـعيشِ سـائغةً بـكفِّ الـقاتلِ !

هـاهـم عـليكم قـد تـداعوا مـارعوا

ذمــمًـا ولا قـيـمًـا بــزحـفٍ هــائـلِ !

الـروم والـفرسُ الـمجوسُ وخلفهم 

قــــومٌ صـهـايـنـةٌ كــذئـبٍ صــائـلِ

والـــــروسُ رسَّ ربـــــي شــأنَــهـم

وأذاقــهـم مـــرَّ الــعـذابِ الـعـاجـلِ

أمــــا الـفـرنـجُ وأخـتُـهـم أمـريـكـةٌ

فهُمُ العدوُّ ويالَه من قاتلٍ أو خاذلِ

هــم يـمـسكون زمـامَ أمـتِكم وهـم

جـــرُّوا سـفـيـنتَها لـخـطـبٍ نـــازلِ

قـــد أغـرقـوهـا بـالـدمـاءِ سـخـينةً 

ورمـــوا بـصـحـوتها لـلـيـلٍ قـابـلِ !

ولـئن نـظرتَ إلـى يـمينِك لـم تـجدْ

إلا يــبــابَ زمــــانِ عــهــدٍ مــاحـلِ

وإذا الـتـفـتَّ إلـــى يـسـارك ويـلـها

بـكت الـعيونُ على الفخارِ الراحلِ !

والــنـاسُ كـالأيـتـامِ عـــادَ مـثـالُهم

 يـومي إلـى حـكم الـلئيمِ الـفاشلِ !

وإذا الـرجالُ بـكوا فـلستُ ألـومُهم 

مـن بـعدِ مـا أعـطوا عـطاءَ الـباسلِ

الــبـاذلـون الــــروحَ دون شــريـعـةٍ

 هــي عــزَّةُ الـشـهم الأبــيِّ الـثاكلِ !

مـا هـابَ هـذا البأسَ في كفِّ العِدا

 أو لانَ يـــومًــا لــلأثــيـمِ الآفــــلِ !

يـتـضافرُ الأعـداءُ فـي حـربٍ عـلى

أهـلِ الـثباتِ عـلى الـطريقِ السَّابلِ

يـخـشـون بـارئَـهم ، ولـمَّـا يـرهـبوا

بـغيَ الـجناةِ وعـصف ريـحِ الـوابلِ

والـكـافرون جـمـيعُهم : ربِّــي لـهـم

فـي الـعصرِ بـالمرصادِ صبحَ القابلِ

لـن يـسلموا هـي غـضبةٌ حـلَّت بهم

 وإذا انـجلتْ يـوما فـما مـن حائلِ !

أمــسـى زمـــانُ عُـتُـوِّهـم لـزوالـهم

وأراهُ هُــــدَّ عــلـى أنــيـنِ الـكـاهـلِ