كنت الخطيب الحق يا “قطَّانُ”
يا ناصحا لم تنسهِ الأوطانُ
ما زال صوتك في الربوع مثـبّـتا
قلب الأباةِ يحبه الشجعانُ
يهدي الشباب لصحوةٍ ميمونةٍ
فتدفّقوا وكأنهم طوفانُ
لك في قلوبِ الصادقين خمائلٌ
من فيض صدقك ينبتُ الإيمانُ
بالحق تصدعُ لا تهادنُ باغيا
ومتى نطقتَ تزلزلَ الطغيانُ
ما كنتَ في دين الإلهِ مجاملًا
أو يستميل لسانه الإحسانُ
ما كنتَ هيَّابا ولا مترددا
وعلى المنابر يرتقي الفرسانُ
كم أوقفوك عن الخطابةِ مرةً
فإذا حديثك في الورى الفيضانُ
لم تستكن يوما وعشت منافحًا
وعلى جهادك يشهدُ الميدانُ
للقدس تعشقُ تستثير حماتها
حِممًا تصبُّ على الأُلى قد خانوا
أيقظت حسًّا في جوانح أمةٍ
وأتى البيانُ كأنه الفرقانُ
يا طيّب الأخلاقِ عشتَ مربيا
للنشء تحفظ فضلك البلدانُ
والآن يأتيك الندا فتجيبه
أبشر فربك واهبٌ مَنَّانُ
فعساك تسكن في الجنان مرافقا
للمصطفى ونصيبك الرضوانُ
هذا دعاءٌ للدموع مصاحبٌ
لهَجَت به الأرواحُ يا حنّانُ
فاجعل لـ”أحمد” في جنانكَ منزلًا
واجمعه بالأبرارِ يا رحمنُ