القدس

القُدسُ وعدٌ قد تناقلَهُ الزّمانُ بلا شَفَة

القدس أمنِيَةُ الطريق الراعِفَة

القدسُ صوتُ الرّعدِ في صمت الصّحارى الواجِفَة

القدسُ عاصمةُ الجراحِ النائِماتِ على سُفوحِ الانتِظار

القدسُ جُرحُ الأمسِ.. صوتُ الحِسِّ… طَعمُ البَأسِ… بوحُ الإصطِبار…

القُدسُ صمتُ الشّمسِ عن غَدرِ المَسار

القدسُ عاصمَة المدى الممتدِّ من عَطَشِ الصحارى للخُطا

القُدسُ واسطَةُ المَدار

سَقَطَ الجدار

ريحٌ ولا غُبار

لا وزنَ للسّراب

والأفق يُعلِنُني:

لحما وبَعضَ تُراب

(…….)

صحراءُ؟

ماذا أضحَت الصحراء؟

رَملٌ… وقافلَةٌ تَنامُ على مَسامِعِنا… وقافيَةٌ تُثَرجِمُنا… وسَرجٌ لا تَراهُ الريحُ…

مِشكاةٌ بلا زيتٍ… سِراجٌ في خِضَمِّ الشّمسِ… صوتٌ، والصّدى خيمَة…

صحراءُ؟

ما الصّحراءُ قافلَةً تَعوقُ مسيرَها وَصمَة…

والقُدسُ في الزَّحمة

القُدسُ عاصمةُ السُّرى تَمضي…

لا رَسمَ لا خَيمَة

القُدسُ عاصمةُ المدى الممتَدِّ من عَبَقِ الكِتاب

القُدسُ ساكِنَةٌ بنا

لا تَقرَعوا الأبواب…

ليلٌ ولا سارٍ

الكُلُّ يَرتَقِبُ

لا نارَ في النّارِ

فلتَخشَعِ الشُّهُبُ

فالقدسُ ترتَقِبُ… القُدسُ ترتَقِبُ

والليلُ يستَقوي على الأطفالِ في غَزّة

جَفنُ على جَفنٍ ينامُ ؛ وتنقَضي الهَزَّة

روحٌ على روحٍ تحِنُّ مُعتَزَّة

والفجرُ يستَرخي على أبوابها غَزّة

حمراءُ شُرفَتُهُ

تَمضي إلى وَطَنٍ

تَشتاقُهُ العِزَّة

(…….)

اللّيلُ يستَولي على الأنّاتِ في غَزَّة

ويُحاصِرُ التّعَبا

الصَّوتُ لن يَمضي بلا أصداءَ عن غَزّة

ظلمُ الدّنى سيعود

في أفقها سُحُبا

والقُدسُ تَرتَقِبُ… القُدسُ ترتَقِبُ

***

حاصرتُ ليلي حينَ حاصَرني… ليَرتَعِشَ المَدى…

وعدًا تَجَسَّدَ في الرّؤى زيتونةً نزَفَت مَدامِعَها على لَهَبِ السِّراج…

اللَّيلُ صَمتي… والصّدى أُمثولتي…

والمَوجُ !

 ما شأني بِهِ ؟

فليأتِ أو فليرتَحِل موج الزَّبَد…

فالريحُ وعد..

الريحُ في ليل الضّلالةِ تستقيلُ من الحكايَة

لا لونَ فيها… لا تُسائِلُ يَومَها عن أمسِها…

قد تنتَقي من رحلة الأيامِ موعِظَةً لِغَد

الرّيحُ سَدّ

صوتٌ ولا شَفَةٌ

لونٌ ولا لُغَةٌ

جَسَدٌ ولا صِفَةٌ

جُرحٌ… وماذا بَعد

(…….)

القّدسُ فوقَ الريحِ تَرتَقِبُ

القُدسُ بَعدَ البَعدِ بَعدَ البَعد..

القدسُ عاصمة الصّدى… القدسُ روحُ الوعد

ماذا سيُخبِرها الحنينُ عن الحنينِ في غَزَّة؟

نامت، لتنطلقَ العواصفُ مثقلاتٍ بالسُّموم

الغَربُ ألقَمَها اللّهَب

الغَربُ “أمريكا … وأمريكا هي الطاعونُ؛ أمريكا هي الآفات والويلاتُ…

أمريكا المَحارقُ والمشانِقُ والدَمار

أمريكا انتظار الموت بعد الموت قبل الموت من غير اصطبار

أمريكا حصار للحصار على حصار…

(…….)

لن تعشَقَ الصحراءُ لونَ اللّيلِ في غزةَ

واللَّيلُ يَجتاحُ الطُّفولَةَ قَبلَ أرحامِ الثكالى

والدّنى سَكِرَت على أوتارِ من ماتوا

صحراءُ يا صحراء…

هل قامَ صَنّاجة

بَوحُ الصِّغارِ نِداء…

والنارُ هَيّاجَة.