أثارت الكتابة باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت،  كـ “الفيسبوك” جملة من الاعتراضات من أصحاب لغة الضاد والمدافعين عنها والذي يمتد حتى الهواتف المحمولة الحديثة التي تملك كل مواصفات أجهزة الكمبيوتر الحديثة.


الاعتراضات التي تحمل معاني الاستغراب والاستهجان، هو الكتابة بالعربية بحروف أو أرقام إنجليزية لتحمل مدلولات أو أفكار غربية .. وقد يكون الأمر دمجا بين اللغتين فى أحيان أخرى وسمي “انجلو أراب”.. مما يجعلنا نقول إنها تكاد تكون هجينا بين اللغتين غير متجانس بطبيعة الحال فى المعاني والمدلولات وطريقة الكتابة .

هذا الاتجاه في الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة بهذا الوليد الهجين والذى يعتمد على إدخال كلمات أجنبية إنجليزية فى معظم الأحيان .. وفرنسية فى أحيان أخرى .. ويكون ذلك على سبيل التفاخر بمعرفة لغات أجنبية .. ينذر بالخطر وسوء العواقب المهددة للغتنا الجميلة مع مرّ السنين ،بخاصة وان جيل الشباب العربي الحالي يعتقد بأن هذا الخلط الهجين يعكس ثقافة وحضارة معاصرتين.

وكما نبهنا إلى خطورة ما يمكن أن نطلق عليه اللغة الهجين”أنجلو أراب، فرانكو أراب”، والوليد المشوّه واستخدامه في وسائل التواصل الاجتماعي، فكذلك لن تتوقف المحاولات المشبوهة لطمس هوية اللغة العربية في وسائل الإعلام وتهميشها ،وبخاصة المرئي منها، واسستبدالها تدريجيا باللهجات المحلية لكل بلد عربي.

“لغة الضاد”يواجهها تحديات كثيرة، وخاصة في العقود الأخيرة بعد انتشار وسائل الاعلام المختلفة، ووسائط التواصل الاجتماعي، والتي كان لها أكبر الأثر في تراجع التعامل باللغة العربية، بعد أن زاحمتها اللغات الأجنبية واللهجات العاميّة وأصبحت مهمّشة.

وإذا ما اعتبرنا أن الأجيال العربية الحالية من المحظوظين لوجودهم فى عصر التكنولوجيا منذ نعومة أظافرهم،فهم في الحقيقة سيصبحون اسلحة مضرّة لهدم لغتنا الأم بكل جلالها وقدسيتها والتي نزل بها القرآن الكريم.
ولمواجهة هذا الخطر الداهم فلا بد من وضع برامج وخطط للحفاظ على لغتنا الخالدة منها، تغيير الطريقة التى يتعلم بها الطلبة في الصفوف التعليمية الاولى وفي المدارس والمعاهد والجامعات لغتهم الأم..

والأكثر أهمية من كل ذلك هو تدريب القائمين على هذه المناهج المُختارة على استخدام التكنولوجيا الحديثة حتى تكون المناهج تطبيقية بالفعل.

والخلاصة أنه يجب علينا تطوير طرق تدريس اللغة العربية بشكل تطبيقى جامع ومشوق .. ونحن هنا نطرح هذا الموضوع للنقاش.
——————

جواد محمود مصطفى