الأمة| خرج عراقيون في المحافظات الشمالية لأول مرة في وقفات مؤيدة لمظاهرات وسط وجنوب البلاد التي انطلقت قبل شهرين، وتنتديدا بالقمع الأمني الذي تسبب في سقوط قتلى وجرحى.

وتزامن خروج المحافظات ذات الغالبية السنية، أمس الجمعة، مع انتشار مقطع لمواطنة عراقية وسط المتظاهرين في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، ستنتجد بأهل الأنبار لدعم التظاهرات، حيث قالت في الفيديو الذي انتشر بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي، “وين ابن الرمادي يفزع لنا”، ما دفع البعض لاعتبارها صرخة حركت السنة في العراق.

وكانت الاستجابة الأقوى من أهل الأنبار في مدينة الفلوجة، التي خرج المئات من شبابها في وقفة احتجاجية حتى ساعات متأخرة من ليل أمس الجمعة حدادا على أرواح الضحايا الذين سقطوا في ذي قار، والنجف، وكان الشعار الأبرز الذي حمله المشاركون “شهيدك شهيدي”.

كما اعلن طلاب محافظة نينوى، الدخول في اضراب عام يوم غد الأحد، بالاضافة إلى تنظيم وقفات في الكليات والمعاهد تضامنا مع ضحايا تظاهرات الجنوب.

وفي محافظة صلاح الدين نظم عراقيون بمدن سامراء وصلاح الدين وقضائي الشرقاط والعلم  وقفات أشعلوا خلالها الشموع حدادًا على أرواح الضحايا، كما أعلنت محافظة صلاح الدين الحداد لمدة ثلاثث أيام على وتقرر عدم الاحتفال بفوز المنتخب العراقي .

وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمس الجمعة، أنه سيقدم استقالته للبرلمان استجابة لنداء المرجعية الشيعية.

وبعد حملة تشويه طالتها واتهمتها بأنها موظفة تنتمي في الأساس إلى مدينة الرمادي وليست من الناصرية، خرجت الشاعرة العراقية “أم حيدر” تنفي كل ما أشيع عنها، وتقول إنها خرجت بهدف “الغيرة” وتحريك المحافظات الصامتة بينما قدمت محافظات الجنوب “قرابين” من أجل العراق، وأكدت في ختام كلمتها على أن “العراق واحد”.

وغابت محافظات شمال وغرب العراق ذات الغالبية السنية بشكل ملحوظ عن التظاهرات التي شهدتها البلاد منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ الأمر الذي أشار بحسب تقرير لمنظمة هيومن رايتس وتش إلى حالة قمع وترهيب لمنع العراقيين من دعم المظاهرات.

وكشف تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” صدر هذا الشهر، عن ترهيب أمني مارسته السلطات الأمنية في الأنبار لعدم إظهار دعمهم للمظاهرات في أماكن أخرى من البلاد، مشيرة إلى أنه “في الأيام الأخيرة، اعتقل رجلين لمجرد نشرهما رسائل تضامنية على “فيسبوك”، واستجوبت ثالثا، وأجبرت رابعا على الاختباء”.

وقالت المنطمة إن اعتقالات الأنبار تبرز لأن سلطات المحافظة اعتقلت الرجال “لمجرد إظهارهم الدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي”. 

والمحافظات السنية في العراق لها حساسية خاصة، إذ وجدت السلطات في انتشار تنظيم داعش منتصف عام 2014 بعد فض ساحة اعتصام “الحراك الشعبي” في ة الرمادي بمحافظة الأنبار غرب العراق، فرصة لاتهام المحافظات السنية بالمسئولية عن ظهور التنظيم.

وتعزز قلق سكان الأنبار نتيجة منشور لقيادة شرطة الأنبار على فيسبوك في 24 أكتوبر/تشرين الأول جاء فيه: “اليوم محافظة الانبار تدعوا مواطنيها بالتوجه الى العمل والاستمرار بالبناء والاعمار والحفاظ على الامن ومساندة القوات الامنيه والاستفاده من الدروس السابقه التي لم تجني منها المحافظة سوى الخراب والدمار والقتل والتشريد والتهجير”.

وكانت محافظات شمال وغرب العراق سباقة في إطلاق تظاهرات واعتصامات ضد الطائفية والفساد عرفت باسم “الحراك الشعبي” إذ انطلقت نواتها من مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين في 2011 وعمت 6 محافظات سنية أبرزها الأنبار، واستمرت حتى عام 2013 قبل فضها بالقوة خلال ولاية رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

https://youtu.be/tAy61GdJMVM?t=11

من عبده محمد

صحفي