تحركات بايدن المكثفة لن توفر حلولا سحرية لمشاكل الشرق الأوسط

أكدت  صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن التحركات المبكرة الإيجابية التي أجراها الرئيس الأمريكي الديمقراطي “جو بايدن” المتعلقة بالشرق الأوسط، لن تكون بمثابة حلول سريعة للمنطقة التي تعاني من إرث مأساوي لسياسات سلفه الجمهوري.

 

وأشارت  الصحيفة إلي  أن أربعة سنوات من السياسة غريبة الأطوار التي انتهجها “دونالد ترامب” سوف تستغرق مزيدا من الوقت لتصحيح مسار الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما فيما يتعلق بإيران.

 

وأشارت الصحيفة أن علاقات واشنطن بالقوي الإقليمية يعاد النظر فيها في الوقت الحالي، لا سيما ما وصفته بـ”التحيز الوقح من قبل ترامب” للسعودية وإسرائيل، وخرق عقود من الأعراف الأمريكية.

 

وقالت الصحيفة إن إدارة “بايدن” أعلنت إعادة واشنطن العلاقات مع الفلسطينيين واستئناف المساعدات إليهم.

 

وسمحت بالعقود المالية مع حركة الحوثيين، لمدة شهر، حتى تقوم بمراجعة قرار اللحظة الأخيرة الذي اتخذته الإدارة السابقة بتصنيف الحركة في قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية.

 

كما علّقت واشنطن بشكل مؤقت صفقات السلاح التي أقرها الرئيس السابق وتؤثر على أهم حليفين داعمين له؛ وهما الإمارات والسعودية.

 

ورغم إعلان وزير الخارجية “أنتوني بلينكن” أن مراجعة خطوة تعليق صفقات الأسلحة أمر عادي تلجأ إليه الإدارات الجديدة. إلا أن الرسالة كانت واضحة؛ وهي أن العلاقة لن تكون كما كانت و”لا عادية”.

واعتبرت الصحيفة أن “بايدن” أصاب عندما اتخذ القرارات السابقة وأيضا مراجعة دور وعلاقات بلاده مع دول في الشرق الأوسط مثل السعودية.

 

وقالت الصحيفة إن إدارة “ترامب” ستكون أمام امتحان إحياء الاتفاقية النووية مع طهران، والتي كانت النجاح الوحيد لإدارة “باراك أوباما” بالمنطقة، وعمل “ترامب” كل ما بوسعه لتدميرها.

 

ولكن المسئولين الإيرانيين الذي يشعرون بالجرأة لصمودهم أمام استراتيجية “ترامب”، “أقصى ضغط”، يصرون أولا على رفع واشنطن العقوبات عنهم.

 

وفي ضوء “الإرث المأساوي” الذي تركه “ترامب” لـ”بايدن”، فلا توجد هناك حلول سريعة للمشاكل التي تواجه الشرق الأوسط.

 

ووفقا للصحيفة، فإن تاريخ التدخل الأمريكي بالمنطقة حافل بالفشل والنكسات التي سبقت “ترامب”، من غزو العراق عام 2003، الذي يفرض حضوره بقوة على صناع القرار بواشنطن، إلى سياسة “أوباما” وردها غير المتناسق على الربيع العربي وتداعيات النزاعات في اليمن وسوريا وليبيا.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى تنجح إدارة “بايدن” بمنطقة الشرق الأوسط، فإن عليها التعلم من دروس الماضي، وتستخدم ثقل الدبلوماسية الأمريكية ببراجماتية وتتبنى التعددية وتستمع لشركائها.

 

كما يجب أن يكون هدف واشنطن هو تخفيف التوترات لا زيادتها، والعمل من أجل حلول دائمة. “وهذا أمر ليس سهلا”.

 

وذكرت أنه يجب أن يكون هناك انسجام وتماسك في الرسائل التي تركز على أهداف واقعية؛ ما سيقود إلى العملية الصعبة وهي إعادة الثقة بالقيادة الأمريكية