محمود مفلح

هذه القصيدة تعكس معاناة حقيقية لي، ولكل حاملي الوثائق من أمثالي.

———————-

حَلِمْتُ كَثِيرَاً فِي جَوَازِ مُرُورِ

لِيَسْهَلَ في هَذا الزَّمَانِ عُبُورِي

وَأَلْحَقَ أَهْلَاً قَد تَوَلُّوا وَصُحْبَةً

وَأَشْرَبَ مِنْ نَبْعٍ هُنَاكَ نَمِيرِ

وَأَسْجُدَ مِثْلَ السَّاجِدِينَ لِرَبِّهِمْ

عَلَى تُربَةِ مِثْلِ العَقِيقِ طَهُورِ

أَرَى النَّاسَ رَأي العَينِ فِي الجُو حَلَّقُوا

إلى حَيثُ شَاؤُوا مِثَلَ سِربِ طُيُورِ

فَلا أَحَدٌ يُلْقِى عَلَيْهِمْ شِبَاكَهُ

وَيُزْجُرَهُمْ فِي قَسْوَةٍ وَغُرُورِ

لِمَاذَا أنَا دُونَ الخَلائِقِ كُلِّهَا

يُشَدُّ وِثَاقِي بَلْ يُغَلُّ مَسِيرِي

لِمَاذَا يَنَامُ النَّاسُ فَوقَ حَرِيْرِهِمْ

وَنَوْمِي عَلى شَوْكِ الأذَى وَحَصِيرِ

وَيُضْرَبُ دُونِي أَلفُ سَدٍّ وَسَاتِرِ

وَيُعْقَرُ مِنْ دُونِ الجمال. بَعِيرِي

كَأَنِّي لَمْ أُولَدْ عَلَى أَرْضِ (يَعْرُبٍ)

وَلَا غَلْغَلْتْ فِي ذَا التُّرَابِ جُذُورِي

وَلَا سِحْنَتِي سَمْرَاءُ مِثْلَ وُجُوهِكُمْ

وَلَا لُغَتِي مَوْصُولَةٌ (بِجَرِيْرِ)؟

وَلَا كُنْتُ يَوْمَاً ذَائِدَاً عَنْ حِيَاضِكُمْ

وَلا كَانَ لِي بَينَ الحُضُورِ حُضُورِي؟

وَلَا كَعبَتِي الزَّهْرَاءُ كَعبَةُ أُمَّتِي

ولا كَانَ مِنْ قَبْلِ النَّفِيرِ نَفِيرِي

وَأَسْألُ مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ بَقِيَّةٌ

مِنَ المَاءِ فِي وَجهٍ وَخَيطِ ضَمِيْرِ

لِمَاذَا لِمَاذَا تَحبِسُونَ قَوَافِلِي

وَمَنْ دُونِ عُذْرٍ تَقْلِبُونَ قُدُورِي؟

وَأَبْقَى وَحِيْدَاً خَارِجَ السِّربِ حَائِرَاً

يَكَادُ شَهِيقِي لَايَطِيقُ زَفِيْرِي