حوار- أبوبكر أبوالمجد

 

هبوط في العملة.. احتجاجات مستمرة.. عقوبات دولية.. أزمات اقتصادية وسياسية داخلية وخارجية.. صراع بين الملكية يتبناه الغرب، ومساعي المعارضة الخارجية في تقديم بديل جيد، وأطروحات جديدة. 

 

هذا قليل من كثير يواجهه النظام الإيراني حاليًا، حتى بات أقرب للسقوط من أي وقت مضى. وحول كل هذه القضايا كان حوارنا مع خبير الشؤون الإيرانية، وجدان عبدالرحمن.

وتم نشر الجزء الأول من هذا الحوار يمكن الرجوع إليه على موقعنا بالضغط على هذا الرابط: 

https://al-omah.com/%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%a9/

وإليكم الجزء الأخير منه..

 

– هل إيران قادرة على صنع القنبلة النووية؟ وهل الغرب عازم على منعها حقًا؟

 

هنالك عاملان فيما يتعلق بموضوع القنبلة النووية ليس فقط الدول الغربية التي لا ترغب في امتلاك إيران القنبلة النووية؛ بل إن أصدقاء إيران أنفسهم لا يريدون لها ذلك، لا الصين ولا روسيا، فإيران من دون قنبلة نووية تجعل روسيا أكثر تأثيرًا على النظام الإيراني واستغلال المنافع الاقتصاديه والصين أيضًا هكذا، ولا ننسى أن اسرائيل لا يمكن لها حتى وإن كان الغرب لديه هذه النوايا لا يمكن أن تسمح بدولة منافسة لها أن تمتلك قنبلة نووية خاصة إيران التي لديها خلافات معها، وليست الخلافات ما بين اسرائيل وما بين ايران أخلاقية، وإنما هي خلافات على النفوذ، وكل طرف من الأطراف يحاول أن يوسع من قدراته في المنطقة، ولذلك اسرائيل تجد إيران منافس كبير لها، لذلك لا يمكن أن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية.

 

لكني أعتقد أيضًا أن الدول الغربية بالفعل لا ترغب بامتلاك إيران القنبله النووية وتصريحاتها لا اتصور أنها فقط لإشغال الدول العربية بأن هنالك دعم غربي لهم، لأن امتلاك إيران للقنبلة سيطلق صراع تسلح في المنطقة، وفي هذه الحالة لن تستطيع الدول الغربية وقف توجه الدول العربية لامتلاك القنبلة النووية هي الأخرى، الأمر الذي من شأنه إحداث صراعات في المنطقة التي يعتمد عليها الغرب كمصدر رئيس للطاقة.

 

فحتى موضوع الطاقة المتجددة التي تعتمد في المقام الأول على الهيدروجين سواء الأخضر كما هو في الإمارات أو الأصفر الذي باتت المملكة السعودية من أوائل دول العالم إنتاجًا له.

 

فلذلك اليوم الدول الغربية هي بحاجة للطاقة، ولذلك لا يريدون أن تمتلك إيران القنبلة لأن هذا يهدد مصالحها.

 

أما عن إيران فهي تسعى بالفعل لامتلاك القنبلة، وهذا شاهدناه بعد الحرب الإيرانية العراقية، فإيران فكرت في هذا الموضوع بأنه لا يمكن حماية حدودها إلا من خلال القنبلة النووية التي ستكون رادعا لمهاجمتها مستقبلًا.

 

وبالفعل ايران كانت تسعى لتجارب نوويه في 2003؛ لكن تسريب هذا الموضوع في 2003 جعلها متخوفة من إجراء هذه التجربة؛ لكن هذا ما زال في صميم العقيدة الإيرانية وأن امتلاك القنبلة ضرورة خاصه الآن وهي معرضة لتهديدات ليست خارجية وحسب، وإنما داخلية أيضًا، الأمر الذي يهدد بقاء النظام الذي حمايته أوجب من الصلاة والصيام بحسب مؤسس هذا النظام، لذلك وجود القنبلة سيكون رادعا في ظل التهديد الداخلي والخارجي.

 

– خرجت تصريحات روسية عزمها إرسال طائرات حربية إلى إيران.. فهل نحن مقبلون على تحالف روسي إيراني حقيقي يمكن أن تحمي بموجبه روسيا إيران من أي عدوان خارجي؟

 

* فيما يتعلق بالعلاقة ما بين إيران وروسيا هي علاقات مصالح وليس علاقات تحالف أو علاقه استراتيجية، فلا يمكن أن تتدخل روسيا لحماية إيران من أي ضربات أو أن الغرب يمكن أن يدخل في حرب مباشرة مع روسيا، هذا لا يوجد ولن يحدث.

 

لكن النظام الإيراني في ظل العقوبات المفروضة من الغرب يريد دعم روسيا لكسب خبرات، وكذلك للحصول على تقنية الصواريخ الروسية؛ لأننا نعرف أن الصواريخ الإيرانية غير دقيقة، وغير حديثة، وبحاجة إلى التكنولوجيا الروسية.

 

 فإيران تعتبر أن هذه الصواريخ الرادع الوحيد أو القوة الوحيدة التي تمتلكها للدفاع عن نفسها، لذلك فهي تحاول تطوير هذه الصواريخ من خلال تزويدها لروسيا بصواريخ قصيرة المدى حتى وإن لم تكن دقيقة؛ ولكنها رخيصة الثمن وأيضا المسيرات، وفي المقابل روسيا بحاجة إلى هذا، لذلك وارد جدًا أن تقوم روسيا بتزويد إيران بطائرات حربية، كما يتم الحديث عنها وهي مقاتلات سو 35؛ ولكن إيران ما زالت تحت العقوبات الغربية لغايه أكتوبر، يعني بما أن الاتفاقية النووية مجمدة فلا يسمح لإيران شراء السلاح، ولذلك إذا أقدمت روسيا على تزويد إيران بمقاتلات سو 35 فإننا سنشهد المزيد من العقوبات  الغربية على روسيا.

 

– هددت إيران باغتيال بومبيو وترامب عقب إعلانها تطوير صاروخ كروز.. فهل هي قادرة على فعل ذلك حقًا؟

 

• أما عن موضوع الصواريخ التي تحدث عنها وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، فإيران نعم تنتج صواريخ لأنها ركزت على هذه الصناعة منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية؛ لكنها لا زالت بحاجة إلى التقنية المتطورة، وهذا ما أشرنا إليه في إجابة السؤال السابق.

 

فإيران تستطيع إنتاج الصواريخ حتى بعيدة المدى؛ لكنها تبقى غير دقيقة في إصابة الأهداف، وهذا ما شاهدناه أيضا حينما استهدفت الصواريخ الإيرانية القاعده في سوريا، وإطلاق صواريخ من إيران إلى سوريا لاستهداف القاعدة، وشاهدنا كيف أن هذه الصواريخ لم تصب أهدافها، وأيضًا لا تصل للأهداف، ومنها سقطت في داخل إيران، ومنها ما سقط في العراق، والتي وصلت إلى سوريا لم تصب أهدافها.

 

الأمر الآخر أيضًا حتى بعد مقتل قاسم سليماني واستهداف قاعدة عين الأسد؛ لكن فيما يتعلق بموضوع التهديدات الإيرانية باغتيال بامبيو وترامب، اعتقد أنه لا يتجاوز الحناجر، والهدف منه رفع معنويات ما تعانيه الميليشيات والجماعات الموالية لإيران من تردي في الأوضاع النفسية، وأيضًا الدعم العسكري.

 

لذلك إيران تحاول دعم معنويات ميليشياتها بالمنطقة بأن إيران لديها القدرة على صنع صواريخ وأيضا لديها القدرة على قتل أو اغتيال أي شخص في أي مكان.

 

الحقيقة أن إيران كانت ترنو إلى هذه العملية؛ لكنها لا تجرؤ على تنفيذها ولو كان لديها هذه الإمكانية لردت أيضا على القوات الموجوده في العراق.

 

إيران لا تجرؤ على الإقدام على هكذا عملية ولا تتجرأ حتى على استهداف اسرائيليين مؤخرًا لأنها تعرف بأن هذا الأمر سيكون له تكاليف باهظة بالنسبة للنظام الإيراني.

 

ولذلك هذا الأمر يأتي في إطار الحرب الإعلامية التي تخوضها باعتراف المرشد الإيراني علي خامنئي الذي أشار بأنه يقدر ويثمن إعلام العدو الذي استطاع أن ينجح في تأجيج الصراع في الداخل الإيراني وأعتقد أن هذه التصريحات هي للإعلام الإيراني، يريد القول له بأننا ما زلنا لدينا قدرة ويريد مواجهة الإعلام المعادي؛ ولكن سيفشل أيضًا كما فشل في السابق.

 

من أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية