الشعر العربي
لا يا حروفي لا تَني لا تخضعي … لا تنحني بالرأس كلا وارفعي
حاشاك إنْ ضاقتْ وعمَّ بلاؤُها … حاشا فمثلكِ لا ولم لم يجزع
وتزوّدي من نبعِ (أحمدَ) واقتدي … ومن الكتابِ من المَعين الأرفعِ
فالعز دارُك والسبيل إلى المُنى … وبه حياتك فارتوي وترعرعي
والحرفُ بين يديكِ صبٌّ طيّعٌّ … وإذا أردت أراه سيفا فاقطعي
والحرفُ قبل السيفِ نورٌ ساطعٌ … للحق يَهدي من يُنيبُ ومن يَعي
أنتِ الأبيّةُ دانَ حرفُك للعلا … فلغيرِ وجهِ اللهِ لم تتطلعي
عاهدتِني دربَ الجهادِ وبابَه …فلم التراخي، بابَه فلتقرعي
وضَعِي الجراحَ على الجراحِ وواصلى … دربَ الكفاحِ ودحضَ حُجةِ مُدَّعِ
عاهدتِني دربَ الجهاد وبابَه .. فإليه هيا ياحروفي أسرعي
فعقيدتي وخضوعُ قومي قاتلٌ … مستسلمون فقضَّ ذلك مضجعي
تلك الهمومُ تَحُوُطنا منذ الصبا … للآن نحملُها ولما تُرفَعِ
فضعي الجراحَ على الجراحِ وقاومي… فالعجز عارٌ ذاك سرُّ توجعي
هجم السفيهُ مع الجهولِ وحاقدٍ …كادوا لسُـنّة (أحمدٍ) والمرجعِ
ثورى على حرفِ النفاقِ ومزِّقي … ثوبَ العمالةِ والمهانةِ وانزعي
ألقى على الدينِ الحنيفِ نقائصا … ومضى يُحاربُ شرعَه لم يُمنع
أَلقِي عليه بألفِ ألفِ قذيفةٍ … ودعيه في وسطِ السفاسفِ وارجعي
فلمثله تشتاقُ ويلاتُ الشقا .. ومن المعالي والمكارم ما نُعي
ذاك الذي أردَى المبادئَ بيننا … والنارَ أضرمَها ولم يَتورعِ
كوني كدرعٍ للمبادئ وافتدي … ولغير وجهِ اللهِ لا تتضرعي
كوني لأهلِ الحق نجما في الدُّجى … وعلى صحاريهم كغيثٍ وانفعي
كوني لمن يَهوى الجمالَ كقبلةٍ … واروِ الأماني بالبيان الممتعِ
ولتعتلي بالصدق عرشا يرتجى.. ولكل ألوان المعالي أبدعي
من قبلِ إلا حاذري أن تُفتني … عرش التُقى من بعدها فتربَّعي
ولمن حباكِ الشعرَ قومي فاسجدي … وبكلِّ حرفٍ ألفُ ألفٍ واركعي
مهما لقيتِ يا حروفي فاثبتي … وإلى الطريقِ خُطاكِ لا لا تقطعي
أدري قليلا سالكيه على المدى … بالشوك مزروعٌ وذات تفجعِ
لكنه دربُ الحقوق وأهلِها… دربُ القليلِ فعنه لا تتراجعي