من تجربتي في العمل في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الخاصة، وجدت ان عناصر النجاح للمؤسسات من حيث العموم في تحقيق أهداف الإصلاح والإنجاز والتقدم مهما كان نوع المجال الذي تعمل فيه ثلاثة:

1- أفكار صحيحة ومواكبة.

2- أخلاق حسنة وراسخة.

3- قيادة كفوءة وفاعلة.

فلا بد من أفكار صحيحة تنطلق منها المؤسسة في مرجعيتها وأهدافها ووسائلها ومناهجها،

ولا يكفي أن تكون هذه الأفكار صحيحة، بل لا بد أن تكون مواكبة أيضا لكل جديد بحسب الزمان والمكان والظروف، فقد تكون الفكرة صحيحة لكنها ليست مواكبة.

إن عدم وجود الفكر الصحيح يعني «الانحراف».

وإن عدم وجود الفكر المواكب يعني «الجمود».

ولا بد من أخلاق حسنة للفريق العامل في المؤسسة، ولا يكفي أن تكون هذه الأخلاق حسنة بل لا بد أن تكون راسخة ثابتة لا تسقط أمام المغريات.

إن عدم وجود الأخلاق الحسنة يعني «الفساد».

وإن عدم وجود الأخلاق الراسخة يعني «الهشاشة».

ولا من قيادة كفوءة مؤهلة متخصصة في مجال المؤسسة، ولا تكفي الكفاءة وحدها، بل لا بد أن تكون قادرة على الفاعلية والإنتاج حتى تحقق هدف وجودها على رأس المؤسسة.

إن عدم وجود القيادة الكفوءة يعني «الفشل»

وإن عدم وجود القيادة الفاعلة يعني «عدم الإنجاز»

وبناء على ذلك كله، فلا قيمة لفكر مهما كان صحيحا ومواكبا بدون أخلاق عند أصحابه، وربما استغلوه على غير ما وضع له.

ولا قيمة لفكر صحيح ومواكب ولا لأخلاق حسنة وراسخة بدون قيادة كفوءة وفاعلة توجهها وتنسق بينها وتكامل بين طاقات أصحابها.

نعم هناك عناصر كثيرة أخرى لنجاح المؤسسات غير هذه الثلاثة، لكن في الحقيقة كلها تعود لهذه العناصر الثلاثة الأم.

فحين تجد مشكلة في مؤسسة ما، من أصغر مؤسسة إلى الدولة، فاعلم ان الخلل راجع في العموم إلى أحد هذه الثلاثة.

د. سعد الكبيسي

من د. سعد الكبيسي

عضو الهيئات الشرعية العالمية ومستشار مراكز البحوث والدراسات