يحمل الإعلام الفلسطيني رسالة وطنية مهمة وشاملة وتعبر عن الواقع الوطني ومعاناة أبناء الشعب الفلسطيني وتنقل للعالم اجمع تلك الجرائم البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال بمكوناته المختلفة من مستعربين ومستوطنين ووحدات خاصة وشرطة ومخابرات كون أن ذرائع تنفيذ العدوان والجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في القدس والأراضي العربية المحتلة باتت متنوعة ومتعددة وتعكس عمق الأزمة التي يعاني منها الاحتلال وتفرض على الإعلاميين والصحافيين الفلسطينيين أن يكونوا بمستوى الحدث لاستمرار نقل الكلمة الصادقة المعبرة عن تطلعات الشعب الفلسطيني وليكونوا عين الحقيقة المجردة أمام العالم وهذا التحدي المفروض يجعلهم عرضه يومية للاستهداف الإسرائيلي وتكريس هيمنة المحتل وتعرض حياتهم للمخاطر وملاحقتهم واعتقالهم ومعاملاتهم بطرق مهينة أثناء الاعتقال تلك هي وقائع وخصوصية الرسالة الوطنية للصحافة ووسائل الإعلام الفلسطينية باتت ترفض نفسها على مجمل الحياة اليومية للشعب الفلسطيني الخاضع تحت هيمنة المحتل الغاشم .

وهنا لا يسعنا إلا وان نحى الزملاء والزميلات من الصحافيين الأبطال الذين يقومون بواجبهم من اجل نقل الحقيقة ويعملون في مواجهة مخاطر الموت كل التحية إلي الجنود المجهولين من الإعلاميين إخوتنا وزملائنا الأبطال الذين يعملون بظروف قاسية ويوصلون الليل بالنهار والنهار بالليل في ازقة وشوارع غزة والقدس والضفة الغربية من اجل نقل الحقيقة أنهم فرسان المعركة وجنودها المجهولين وعين الحقيقة ورسالة فلسطين للعالم.

وقد استباحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل المحظورات والقوانين الدولية واستهدفت الصحافيين في محاولة لإسكات الصوت الفلسطيني ولتبقى جرائمها دون توثيق وخاصة بعد التطرق الدولي لتشكيل لجان دولية للبدا في التحقيق بجرائم الحرب الإسرائيلية التي يرتكبها جيش الاحتلال بالمناطق الفلسطينية المحتلة وخلال الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس المحتلة ومواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني وحصارها لمخيم جنين واستباحتها المسجد الأقصى تعمدت مؤسسات الكيان الغاصب إلي استهداف الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين بشكل مباشر والاعتداء عليهم وملاحقتهم لمحاولات إخفاء الحقائق والتغطية على جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال فقامت بارتكاب الانتهاكات من خلال اتخاذ إجراءات منها الاعتقال أو القتل أو هدم منازلهم أو مكاتبهم وغيرها من الوسائل التي تعكس مدى استهداف سلطات الاحتلال للصحافة والإعلام حتى أصبحت جزءا أساسيا في حربها على الشعب الفلسطيني لإسكات وقتل الحقيقة في مشهد مرعب مارسته عصابات القتلة بدم بارد دون اتخاذ اي موقف دولي بشان ملاحقه مرتكبي هذه الجرائم التي استهدفت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولم تكن تلك هي المرة الأولي التي تعتدي من خلالها سلطات الحكم العسكري الإسرائيلي على الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية بل جاءت لسياسة ممتدة وطويلة ونهج يكرس حالة الفوضى القائمة ويمنح الاحتلال الوقت لتنفيذ جرائمه في ظل حالة الصمت الدولي وعدم قدرة المؤسسات الدولية فعل أي شيء سوى الاستمرار في إدانة مثل هذه الأعمال والممارسات والتنديد بها.

ولعل وقائع ما شهدته الأرض المحتلة من جرائم بات يؤكد أهمية قيام المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ قرارات هامة وفاعلة من اجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومحاكمة مرتكبي هذه الممارسات من قادة حرب الكيان المحتل وتقديمهم للحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ التدابير القانونية بحقهم وهذا ما ينتظره الشعب الفلسطيني على الأقل من العالم حيث بات من الضروري تطبيق العدالة والقوانين الدولية لوقف جرائم الملاحقة للصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية.

من سري القدوة

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية