ليبيا

زاد سقوط  مدينة غريان الاستراتيجية علي مرمي حجر من العاصمة الليبية طرابلس في أيدي حكومة الوفاق والقوي الثورية الحليفة من صعوبة موقف اللواء المتقاعد خليفة والقوي الاقليمية الثلاث الداعمة إذ بعثر هذا السقوط المفاجئ لغريان جميع حسابات حفتر وخلط أوراق داعميه في الداخل والخارج.

المقربون من حفتر ورغم صدمة السقوط المروع لغريان وهروب قواتهم بشكل مذل الإ انهم ما ينفكون يطلقون تصريحات عنترية حول قدرتهم علي استعادة غريان وبل تحرير طرابلس الإ ان هذه العنيريات لا تلغي حراجة موقف حفتر خصوصا أن مراقبين اعتبروا سقوط غريان حفتر بداية انهيار لمشروع حفتر وحلفائه الإقليميين .

.بل ان عنتريات قادة حفتر الفارغة لم تتوقف علي الداخل بل امتدت الي الجانب التركي إذ”، أطلق المتحدث العسكري باسم قوات “حفتر”، “أحمد المسماري”، تهديدات باستهداف أي سفينة تركية تدخل إلى المياه الليبية، بل اعتبر المواطنين الأتراك في ليبيا رعايا دولة معادية وهو ما ترجم في قيام مليشيات تابعة لحفتر بخطف 6مواطنين اتراك يعملون في ليبيا وهو ما ردت عليه تركيا بتهديد حفتر بعواقب وخيمة اذا لم يتم إخلاء سبيلهم بشكل عاجل .

وزارة  االداخلية في حكومة الوفاق  قللت من أهمية  تهديدات “حفتر” معتبرا أنها لا قيمة لها، وأن حكومة الوفاق مستمرة في علاقاتها مع تركياوهو ما تكرر في بيان مماثل أصدره المجلس الأعلى للدولة من جهته، حيث شدد علي أن ليبيا وتركيا تربطهما علاقات مبنية على اتفاقات، وأي هجمات عدوانية ضد الأصدقاء، وعلى رأسهم تركيا، تعد إضراراً بالأمن القومي وسيتم الوقوف ضدها بكل حزم.

وطالب مجلس الدولة الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات رادعة لوقف انتهاكات ميليشيات “حفتر” الإجرامية، بحسب البيان.

وجاء تهديد “المسماري” بعد عجز قيادته على إثبات تهم، أطلقتها بشأن تصفية عدد من جرحى قوات “حفتر” بمستشفى غريان، لكن الهلال الأحمر الليبي سلم 42 جثة لمقاتلي “حفتر” الجمعة الماضي لقيادة ميليشيات “حفتر” في بنغازي، ثبت مقتلهم في معركة غريان الأربعاء الماضي.

ولم تكن خسائر “حفتر” على الصعيد العسكري فقط، بل كانت سياسياً أيضاً، فبعد حديث متزايد عن العثور على أسلحة خلّفتها ميليشيات “حفتر” داخل معسكر الثامنة في غريان، ثبت أن بعضها أمريكي الصنع ولا تمتلكه سوى دولة الإمارات، وأكد وزير الداخلية بالحكومة “فتحي باشاغا”، أن بعض الدول التي قدمت الدعم لـ”حفتر” “بدأت تتراجع”، مرجعا السبب إلى أن تلك الدول “وجدت مصلحتها مع حكومة الوفاق”.

ومثّل إعلان وزارة الخارجية الأمريكية بشأن اهتمامها الكبير بالتقارير التي أثبتت سوء استعمال الأسلحة الأمريكية في ليبيا، ضربة أخرى لـ”حفتر” بعد أشهر من محاولات وسائل إعلام محلية ودولية تسويق اتصال الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، بـ”حفتر” في العشرين من أبريل الماضي، على أنه مباركة لهجومه على طرابلس.

وأكدت الخارجية الأمريكية، في بيان مساء أمس السبت، أنها تأخذ بجدية فائقة جميع التقارير عن سوء استعمال أسلحة أمريكية الصنع، مشددة على أن “السلامة والاستقرار في ليبيا لا يتحققان إلا عبر الحل السياسي”.

وجاء البيان الأمريكي بعد تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أكدت فيه أن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت تحقيقاً في كيفية وصول “صواريخ جافلين” الأمريكية المضادّة للدبابات، إلى يد ميليشيات “حفتر” في ليبيا.

وكانت قوات حكومة الوفاق قد نشرت في بيانات، الجمعة والسبت، صوراً لصورايخ أمريكية الصنع عثر عليها في معسكر الثامنة في غريان، الذي كانت ميليشيات “حفتر” تتخذه معسكراً رئيسياً لقواتها المهاجمة لطرابلس، وذلك تزامناً مع تقارير إعلامية تفيد بأن الإمارات هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك هذا النوع من الصواريخ.

ويؤكد مراقبون أن استمرار قصف طيران “حفتر” لمعسكر الثامنة، محاولة منه لإخفاء أدلة ووثائق تركتها ميليشياته إثر هربها من المعسكر، بعد أن أكدت تقارير إعلامية العثور على وثائق تثبت استعانة “حفتر” بضباط ومقاتلين أجانب، منهم مرتزقة تشاديون في حربه على طرابلس.

 

جرائم حفتر في ليبيا

ورغم إعلان “كتيبة صقور الصحراء لحماية الحدود” بالمنطقة العسكرية الجنوبية التابعة لـ”حفتر”، اليوم الأحد، عن توجهها من القطرون جنوباً إلى تخوم غريان، لــ”تحريرها”، وفق بيانها، لكن استعادة المدينة باتت أمراً صعباً بحسب المعطيات الجغرافية، فالمدينة الجبلية محصنة طبيعياً ولا يمكن الولوج إليها إلا عبر منفذ أبورشادة والهيرة، وكلاهما تسيطر عليه قوات الحكومة وتؤمنه بشكل كبير.

فجرت هزيمة “حفتر”، في مدينة غريان الاستراتيجية غضبا وارتباكا في أوساط حلفاء “حفتر” الخارجيين، خاصة في كل من أبوظبي والقاهرة، كما أعادت فتح الحديث بشأن مدى أهلية “حفتر” لأداء دور الوكيل المحلي الليبي لتلك الدول.

 

وما زاد من الارتباك في أوساط حلفاء “حفتر” أن هزيمة غريان جاءت متزامنة مع رغبة ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد” والرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” في حسم معركة طرابلس، وتحسين وضع “حفتر” بشكل نهائي، قبل انقضاء شهر يونيو الحالي.

 

لكن هزيمة غريان تعد ضربة قوية لكل المحاولات التي يبذلانها لانتزاع مباركة أمريكية رسمية لتحركات “حفتر” قبل انعقاد قمة الدول السبع الكبرى “جي 7” المقررة في فرنسا في نهاية شهر أغسطس المقبل.

 

ومنيت ميليشيات “حفتر” المدعومة من السعودية والإمارات ومصر وروسيا بهزيمة مفاجئة وثقيلة في مدينة غريان، الأربعاء الماضي، على يد قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، لتخسر قوات “حفتر” المدينة التي كان مقرا رئيسيا لإدارة عملياتها في الهجوم على العاصمة وخط إمداد رئيس لقواتها.

 

وأصدرت السلطات المصرية تعليمات لوسائل الإعلام بعدم التعاطي مع أنباء هزيمة غريان، وركزت على مزاعم ميليشيات “حفتر” من أن الوضع في غريان ما زال تحت السيطرة، وأنها منطقة حرب وسيتم تكثيف القصف الجوي لأهداف حكومة الوفاق.

 

ولفتت مصادر مصرية إلى أن هذه البيانات والتناول الإعلامي “لا يعدو كونه محاولة لتوجيه رسائل للخارج على غير الحقيقة، لتجديد ثقة العواصم الكبرى بأن حفتر متماسك وقادر على استكمال مهامه، الأمر الذي يبدو مشكوكاً في صحته بقوة حالياً”.

وتحاول القاهرة حشد دعم لقوات “حفتر” بكل قوة، حتى لا يفقد سيطرته على مدينة ترهونة، وهي القاعدة الثانية والأخيرة التي تقهقرت لها قواته بعد هزيمة غريان.

لكن الدعم الإماراتي السعودي ليس مطلقا، إذ يبدو أن “المعركة المرتقبة في ترهونة، سواء طال أم قصر أجل انتظارها، سوف تكون حاسمة في ملف الدعم الإماراتي والسعودي لحفتر”.